إرادة تهزم شبح الحرب.. الزواج يوحد الشابات والشبان السوريين ويدفعهم إلى التحدي والتمسك بالحياة

المراة و المجتمع 20 مايو 2017 0
إرادة تهزم شبح الحرب.. الزواج يوحد الشابات والشبان السوريين ويدفعهم إلى التحدي والتمسك بالحياة
+ = -

الزواج هو فرحة العمر كما يقال، لكن في ظل هذا الحزن الكبير هل بقي كذلك، هل تنازلت الفتاة السورية عن شروط فارس أحلامها، وهل يبحث الشاب السوري الآن عن ذكاء شهرزاد وجمال كليوباترا وقوة زنوبيا، هل “الفيس بوك” هو المكان المناسب للحب والتعارف لبناء أسرة، وهل على العسكري السوري أن يلغي من قائمة أحلامه فكرة الزواج، وما هي أولويات الزواج الآن في سورية؟.

.
في هذا الاستطلاع الذي قامت به “جهينة”، نماذج من الشباب والشابات السوريين، يتحدثون عن أجوبة لكل الأسئلة التي طرحت سابقاً، مؤكدين على إرادة الحياة التي ستهزم شبح الحرب.

.
الزواج قرار صائب

.
في سؤالنا الأول: هل الزواج في هذه الأزمة قرار صائب أم خاطئ، أشارت معظم الإجابات إلى أنه قرار صائب، فالحياة يجب أن تستمر كما يرى الشباب السوريون، مضيفين: في بدء الأزمة معظم من كان يخطط للزواج قام بتأجيله متوقعين أن الأزمة قد تمتد لأشهر وتنتهي!!.
تقول مايا حيدر- ماجستير كيمياء: الآن الجميع بات موقناً بأن هذه الأزمة قد تطول ولا نستطيع بالتالي أن نرهن حياتنا لآمال انتهاء الأزمة وانحسار شبح الحرب على سورية.

.
سنان حسن وخطيبته ميس خليل أكدا أن التفكير بالزواج في هذه الأزمة قرار صحيح لأن الحياة يجب أن تستمر، فالزواج هو استمرار للحياة، والشعب السوري يقاوم فقط باستمراره في الحياة، صحيح أن الزواج يفرض مسؤوليات جسيمة لكن يجب أن نتأقلم مع ظروف هذا الأزمة، يجب ألا نستسلم ونيأس أو تقهرنا ظروف الحياة.

.
بشار عمورة وخطيبته دارين غانم يقولان: نعم يجب أن نتزوج لأننا لن نتزوج في حياتنا إذا انتظرنا انتهاء الأزمة.

.
ميلاد مصطفى هي الوحيدة التي رفضت فكرة الزواج، حيث تقول: الزواج بحدّ ذاته أزمة في الظروف العادية فكيف سيكون في هكذا ظروف، عدم الاستقرار العام سينعكس على العائلة لا أستطيع بناء عائلة في ظل هذه الظروف القاسية.
.
الجمال والتعليم والوظيفة؟

.
وفي سؤال “جهينة” الثاني للشبان السوريين عن مواصفات البنت التي يفضلونها للزواج، أجمع الكل ممن التقيناهم على شرط الجمال ومن ثم التعليم والوظيفة إن أمكن.
يقول ملاذ سلمان- خريج حقوق: أنا أفضّل الفتاة الجميلة، ذات الشخصية القوية، ولديها درجة تحصيل علمي كي تربي وتعلّم أولادنا مستقبلاً، وفي الوقت نفسه أن تكون متفهمة وتقف معي في كل الظروف.

.
من جهته الشاب سومر زينو يقول: أحبّ الجمال الطبيعي، أنا أشترط على خطيبتي ألا تضع ماكياج، لا أحب الجمال المصطنع، أحب الفتاة ضعيفة الشخصية التي لا تعرف شيئاً في هذا الحياة، في كل شيء تحتاج إلى رأيي ومساعدتي، بالمجمل أحب الفتاة البريئة على طبيعتها.. تراني دائماً المنقذ لها.

.
ويقول سنان حسن: أحبّ خطيبتي فقط، كل فتاة مثل خطيبتي سأحبها، لكنه يضيف مستدركاً: لا يوجد أحد مثل خطيبتي، نعم أحب الفتاة الجميلة، أحب أن تكون الفتاة ذات شخصية قوية، تفكر تناقش أستطيع أن أعتمد عليها، وفي الوقت نفسه أحب أن تكون حنوناً.

.
بدوره وسام محمد يقول: أفضّل الفتاة الموظفة، ممازحاً “بس ما تكون ساحبة قرض”، ويضيف: طبعاً الجمال بالنسبة لي هو الأولوية وبعدها الوظيفة، أفضلها من عائلة ميسورة فهذا سيخفّف عني بعض الطلبات، هناك فتاة تعرفت عليها مؤخراً كانت ترفض أن نجلس في مطاعم فاخرة، تريد الحديقة أو أي شي بعيداً عن البذخ تقول لي “أنا مالة منن بدي شي جديد”!!.

.
“القلب وما يهوى.. لا يوجد لديّ أي شروط”، يقول أسامة محمد: أنا أتبع ما يمليه عليّ قلبي، أحببت 3 مرات في حياتي وكل واحدة تختلف عن الأخرى.. القاسم المشترك بينهن جمالهن، أحب الفتاة القوية، لكن في بعض الأحيان أفضّلها ضعيفة، أحب الفتاة المثقفة الحنون التي تبكي فوراً، تقتلني دموع المرأة بشكل عام فكيف إذا كانت حبيبتي؟!!.

.
يزن علي يقول: أحب الفتاة المتجددة غير المملة التي تستطيع أن تعيد لبيتنا الفرحة بأي شيء، أنا أكره الروتين، معظم البيوت السورية يقتلها الروتين، طبعاً هناك مسؤوليات لكن هذه المسؤوليات يجب ألا تتحول لروتين، مثلاً أحب أن أعود للبيت.. أرى زوجتي بأجمل حالاتها وتقول لي لا أريد أن آكل اليوم في البيت دعنا نخرج، أحب أن تستجديني لفعل شيء جميل.

.
يفكر يزن قليلاً ثم يتابع: أحب الفتاة المجنونة أراها في الصباح طفلة رائعة وفي المساء أراها أماً رؤوم.

.

مثقف ويحترم المرأة

.
وحول سؤالنا الثالث: من هو الشاب المفضّل لدى الفتاة السورية التي من حقها رغم تداعيات الحرب أن تحلم بفارس أحلامها، لم نجد أي قاسم مشترك يوحد رغباتهن!!.
تقول الشابة ليندا التلي- طالبة إعلام: أحب الشاب الذي يحترمني ويتحمّل المسؤولية ويعاملني كأني طفلة، لا أحب الشاب المتكاسل وأكره الشاب الذي يعطي وعوداً خيالية كثيرة، من المؤكد أنه كاذب وأنا أكره الشاب الكاذب، طبعاً أحب أن يكون وسيماً نوعاً ما عصرياً في حديثه وحتى في ثيابه.

.
بدورها تقول وعد المولي: أحب الشاب المثقف والمتعلم، أن يكون هادئاً وغير عصبي يفكر بمنطق العقل، الرومانسية ليست شرطاً، يعني أحب أن أرى أفعالاً ولا أسمع كلاماً عن الحب، أريد أن يكون من الرجال الذين يهتمون بالفتاة بعد الزواج، وليس فقط الاهتمام بالخطبة وفترة الارتباط، فكل الشباب يهتمون بالفتاة خلال الخطبة فقط، لكن بعد الزواج قليلون هم الذين يحافظون على هذا الاهتمام.

.
وتؤكد دارين غانم أن بنات هذه الأيام كلهن يحلمن بالزواج، مضيفة: كنت أحلم بشاب لديه بيت أقل ما يمكن، الحب ليس هو الأهم على الأقل أن يكون شاباً خلوقاً مؤدباً محترماً، وأن يحترمني بين الناس.. أما باقي التفاصيل فأنا قادرة على تغييرها فيه إن لم تعجبني.
.
الزواج من عسكري

.
وفي ردّ على سؤالنا الرابع: هل الزواج من عسكري بسبب ظروف الغياب والحرب هذه الأيام قرار خاطئ، تقول ديمة نصر (مدرّسة): اشترطت في الزوج الذي أبحث عنه أن يكون ضابطاً، “مشان ما يقلي بدو يسافر”، وتضيف: أحب شخصية الضابط منذ صغري، كنت أحب مشاهدة دورات تخريج الضباط، أرى في ضابط الجيش انعكاساً للأمان والنظام والمسؤولية والالتزام، أعتقد أن الضابط هو الأكثر قدرة على تربية عائلة ملتزمة.

.
أما وعد المولي فتقول: لا أمانع من الزواج بعسكري، أعتقد أن من يحرس الوطن هو أكثر قدرة على حراسة عائلته وصونها، ومن يعاني في حياته اليومية من صعوبات عديدة في عمله أكثر قدرة على الثبات في الظروف الصعبة التي تمرّ بها الأسرة.

.
وتتردّد ميلاد مصطفى بالقول: بشكل عام لا أمانع.. لكن في ظل عدم استقرار الوضع الاجتماعي للعسكري بسبب ظروف الأزمة والحرب أرى أن هذا الشيء سينعكس على عائلتي وعلى حياتي.

.
فيما تقول مايا حيدر: طبعاً لا أمانع شرط أن أسكن مع أهله أو نسكن مع أهلي، العسكري بشكل عام في هذه الظروف قليل التواجد في البيت فقد يغيب عن البيت أسبوعاً أو أكثر، لا أستطيع أن أبقى وحدي في المنزل.

لا للزواج على الفيس بوك

.
في السؤال الخامس الذي تمحور حول: هل التعارف من أجل الزواج على الفيس بوك صحيح أم لا؟، رفض غالبية من استطلعنا آراؤهم فكرة الزواج من خلال التعارف على الفيس بوك، رغم أن بعضهم مرّ بتجارب حب وحتى خطبة كان التعارف فيها على شبكات التواصل الاجتماعي.

.
يقول سنان حسن وخطيبته ميس خليل: كلانا ضد هذه الفكرة مطلقاً، وتتابع ميس: إن أسوأ العلاقات هي التي تتم على الانترنت لأنها قائمة على الخداع والوهم، الحب لا يأتي دفعة واحدة فهذا مستحيل، إنما هو فعل تراكمي ومن يقول غير ذلك أعتقد بأنه يكذب. وتضيف: معظم من يتعارف على الفيس يعجب بالآخر من خلال صورة أو حديث عابر عن طريق الدردشة وهذا سبيل غير صحيح، نعم هناك حب من النظرة الأولى ولكن لا يكتمل هذا الحب إلا من خلال الاحتكاك والتعارف المباشر، الحب الصحيح هو الذي يكون بين شريكين جمعهما عمل أو دراسة أو وظيفة ما، كلا الطرفين درسا بعضهما كثيراً.

.
من جهته يقول بشار عمورة وخطيبته دارين غانم: نحن ضد التعارف على الفيس بوك بشكل عام، لكن الظروف الحالية لم تعد مثلما كانت، لم يعد هناك ظروف اجتماعية تجمع الشباب والبنات كي يتم التعارف بشكل مباشر وموسع.

.
ويتابعان: نحن تعارفنا على الفيس بوك، ربما كوننا كبرنا قليلاً في العمر لم يعد لدينا المجال للتعارف أو البحث عن الحب، بعد تعارفنا على الفيس بوك، التقينا وتعرفنا بشكل واقعي أحببنا بعضنا، الفيس بوك كان بالنهاية وسيلة للوصول لبعضنا فقط لا أكثر، أنا أحبها وهي تحبني، ولهذا خطبنا.

.
ورداً على سؤال “جهينة”: هل الخوف من العمر دفعكما للخطوبة؟، يقولان: بالتأكيد لا.. والدليل على ذلك أننا لا نريد أن نتزوج إلا بعد سنتين.. نريد أن نعيش أيامنا الحلوة في فترة الخطوبة.

.
بدورها تقول ميلاد مصطفى: نعم أحبّ التعارف على الفيس بوك وأؤمن بالحب من خلال صفحاته، ربما يحقق لنا الفيس حباً عابراً، وتضيف: أنا ما زلت أبحث عن هذا الحب منذ أكثر من 4 سنوات في الجامعة في العمل بين أصدقائي لم أجده، الآن ربما أجده في هذا العالم الذي تسمونه عالماً وهمياً.

أولويات الزواج

.
وفي سؤالنا الأخير حول أولويات الزواج المادية في سورية، يرى معظم من التقيناهم أنه لا أولويات الآن سوى تحدي الحرب والتمسك بالحياة من خلال الارتباط والزواج.

.
يقول ملاذ سلمان: ارتفاع أسعار الذهب وتجهيزات البيت ليس ذا أهمية في هذه الأيام، فهي لا تعني شيئاً أمام الالتزامات الأخرى من تأمين الموارد المالية للأطفال إلى الغاز والمازوت التي إن وُجد المال فقد لا تتوافر في كثير من الأحيان.

.
بينما تقول ليندا التلي: الزواج الآن لم يعد يسمّى فرحة العمر، فرحة العمر تكون بعودة الأمان مثلما كان وأن تنتهي هذه الأزمة وتتوقف الحرب، فرحة العمر ليست بالزفة والسيارات، فرحة العمر ترتبط بشريك العمر الذي يقدر على امتلاك قلبك وعقلك والدفاع عنك.

.
من جهتها تقول مايا حيدر: العائلات أُجبرت في هذه الأزمة على تقديم التسهيلات الكبيرة رغم زيادة الصعوبات الاقتصادية والمعيشية غير المسبوقة، لأن الأمور ستزداد صعوبة، فالفتاة السورية اليوم يلاحقها شبح العنوسة، ومعظم العائلات تزوج بناتها من دون شروط، لأن أعداد الشباب في البلاد تقل يوماً بعد آخر، إذاً الأولوية للزواج فقط.

.
أخيراً..

.
في النهاية لم نرَ ابتسامات مرجوة في حديثنا عن أجمل شيء في استمرار الحياة، بل لمسنا مقاومة لظروف الحرب، مقاومة للحزن والفقد، فالشباب السوري الذي لم تكسره النوائب ما زال مصراً رغم شبح الموت على ابتكار كل أسباب الحياة.

.

جهينة- علي الجندي

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك