إطالة الأزمة السورية لا تخدم شعبنا… والمخرج الأمثل تلاقي السوريين أولاً

بيانات سياسية 05 نوفمبر 2018 0
إطالة الأزمة السورية لا تخدم شعبنا… والمخرج الأمثل تلاقي السوريين أولاً
+ = -

افتتاحية الوحـدة*

.
مع قدوم فصل الشتاء وهمومه، لم يعد السوريون يعيرون كثير الاهتمام باجتماعات القمم والمؤتمرات التي تعقدها دول لتناول الملف السوري الذي أشرف عليه وتابعه عن كثب أكثر من مبعوث أممي، بدءاً بالراحل كوفي أنان، مروراً بالأخضر الإبراهيمي ووصولاً إلى السيد ديمستورا الذي من المرتقب أن يستقيل ليخلفه آخر في قادم الأيام، كي يباشر هو الآخر بمهام عمله الوظيفي بعد أن يُحسِنَ الاطلاع والإحاطة بموضوعات ملف الأزمة وحيثياته، من بين أبرزها كما هو متداول منذ مدة، تشكيل لجنة دستورية، والاتفاق على آليات عملها وما إلى هنالك من تفاصيل وتشعبات، تتشاطر أكثر من جهة إقليمية ودولية في التظاهر بأنها الأكثر حرصاً على حياة ومستقبل السوريين، بل والأكثر شعوراً بأوجه معاناتهم على مدى سبعة أعوام ونيف من عمر الأزمة، وما نجم عنها حتى الآن من مآسي وخراب، بات واضحاً من العبث الركون في الرهان على الخارج لمداواة الجراح التي أصابت جميع شرائح المجتمع السوري، على اختلاف تلاوينه ومكوناته الدينية والقومية، ناهيكم عن التشوهات العميقة التي طالت البنية المجتمعية، وتمخضت عنها ولاتزال أمراض ونزعات على صعيد الفرد والجماعة، في وقتٍ ترتفع فيه أصوات بعض الأوساط والقوى البائسة لتضع في سلم أولويتها الإساءة إلى دور وسمعة الكُـرد، وضرب حضورهم أينما كان، إرضاءً للجارة الشمالية تركيا الطامعة في إبقاء احتلالها للعديد من المناطق في الشمال السوري، بدءاً بجرابلس، مروراً بالباب وإعزاز، وصولاً إلى عفرين وإدلب… وكأن كل ما حصل في سوريا وما آلت إليه الأمور، مرَّدَه الحضور الكردي الذي له تاريخه وصفحاته، لسنا بصدد تناولها في هذا السياق… إلا أنه يبدو أن مهام تضليل الرأي العام العربي وصرف الأنظار، وسبل التحريض والإثارة ضد المكون الكردي السوري تقتضي توصيفه بين الحين والآخر بنعوت وتوجيه وإلصاق التهم به جزافاً ودون خجل.

.
إن تصاعد وتيرة الخطاب التركي الرسمي وتهديداته المتكررة بشن هجوم عسكري واسع على مناطق شرق الفرات في الداخل السوري لاستهداف قوات سوريا الديمقراطية والإدارات الذاتية القائمة هناك لايجوز الاستخفاف به، فهو يطيل من أمد الأزمة السورية ويزيدها تعقيداً، لتثقل كاهل السوريين أكثر فأكثر، ويخلق بيئة أكثر ملاءمة لنشاط وفعاليات قوى التكفير الإرهابي خاصةً والإسلام السياسي عامة، الذي يبقى ظهيره الأساس متمثلاً بسياسات تركيا الممنهجة وسلوكياتها المستهترة تاريخياً بسلامة وحدود دول الجوار… مما يستوجب الحذر وتلاقي جميع القوى والفعاليات السورية، لفتح صفحة جديدة في التعامل فيما بينها درءاً لمخاطر إطالة الأزمة أكثر، ولكي تتضافر كل الجهود من أجل عقد مؤتمر وطني شامل في دمشق، من شأنه وضع أسس لمبادئ فوق دستورية عبر الاحتكام إلى منطق ولغة الحوار، والإصغاء إلى الرأي والرأي الآخر من أجل تحقيق السلم والحرية والمساواة في ظل سيادة القانون.

.
* جريدة الوحـدة – العدد 301 – تشرين أول 2018 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك