إلى السيد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي

آراء وقضايا 07 نوفمبر 2018 0
إلى السيد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي
+ = -

كوردستريت|| مقالات

.

وسام موميكا

.
كما يعلم الجميع بأن للمسيحيين السريان الآراميين في الشرق بصمة تاريخية وحضارية كبيرة في تثقيف الشعوب والحضارات الأخرى الشقيقة كالعرب والكورد وغيرهم من الشعوب النهرينية ، فالسريان الآراميين كان لهم الدور الكبير في تاريخ بلاد آرام النهرين وبيث نهرين ، العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ، فقد كان للسريان الآراميين في العراق على وجه الخصوص دور أساسي في تأليف وترجمة الكتب وفي كافة مجالات العلوم والطب وهذا ما لا يستطيع أحد أن ينكرهُ .

إن مقالي هذا مُخصص لتوجيه رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي الجديد السيد عادل عبد المهدي وأيضاً للكتل السياسية والبرلمانية العراقية للدورة الحالية الجديدة وذلك لإنصاف المسيحيين السريان الآراميين بعد الغُبن والظلم والإجحاف الكبير الذي تعرضوا له منذ عام ٢٠٠٣ إلى يومنا هذا ، بدءاً من إلغاء إسمهم القومي من الدستور العراقي ومروراً بالإستهدافات التي طالت شعبنا منذ ٢٠٠٣ والتهجير والدمار الذي تعرضت له مدننا وقرانا عام ٢٠١٤  على يد عصابات داعش الإرهابية إلى أن تم تحريرها ، والتي لايزال هذا الشعب الأصيل يُعاني بِسبب السياسات الطائفية والعنصرية للأحزاب والحكومات العراقية السابقة  !

.

لذا أطالب السيد عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي الحالي بإختيار شخصية مسيحية سريانية آرامية لتَولي حقيبة وزارة الثقافة والتي يَستحقها هذا الشعب بِكل جدارة ، كَونُنا أصحاب الأرض وأصلاء البلد بِلغتنا وثقافتنا وحضارتنا التي أنجبت ورفَدت اللغات الأخرى كالعربية وغيرها ، وهذه حقيقة تاريخية لايمكن نُكرانها أو إخفائها ، لذلك نقولها بِصراحة وشجاعة بأننا كشعب مسيحي من (السريان الآراميين ) في العراق ، سوف نبقى أوفياء وأُمناء لوطننا وعلى الحقوق القومية لشعبنا ، ولا أحد يُمثل شعبنا سوى أبنائهِ ، فلا الكلدان ولا الآثوريين يُمثلوننا سياسياً وحكومياً مع إحترامنا لهم ، ويَجب على السيد عادل عبد المهدي وحكومته الموقرة وعلى نواب البرلمان العراقي أن يعلموا بِهذا الأمر جيداً ، فَنحن المسيحيين السريان الآراميين تعرضنا إلى الغُبن والظلم والتهميش لسنوات عديدة ولن نَسمح بالمزيد ، فَمنذ سقوط نظام صدام حتى مجيء أحزاب وحكومات ٢٠٠٣ حتى يومنا هذا ولايزال شعبنا مُهمش ومُلغى من الدستور العراقي وبالتالي لا يوجد لنا مُمثليين حقيقيين لا في الحكومات ولا في البرلمانات العراقية السابقة ولا الحالية ، وهذا مانرفضهُ ولن نقبل بهِ أبداً .

.
لهذا أُطالب السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي الموقر “عادل عبد المهدي ” وأَعضاء البرلمان العراقي الجديد بِمنح وزارة الثقافة إلى إحدى الشخصيات (التِكنوقراط ) من أَبناء شعبنا  لتكون دافعاً إنسانياً و مَعنوياً للمسيحيين السريان الآراميين وذلك للثبات والبقاء والتَشبث بأرضهُم ووطنهِم ، ولكي يَشعر هذا الشعب الأَصيل بِقيمتهِ ، كَشعب تاريخي وحضاري أَصيل أَعطى وضَحى بالغالي والنَفيس من أجل الوطن إلى جانب إخوتهِ من العرب والكورد وغيرهم من أَطياف ومكونات الشعب العراقي الحبيب .

وشكراً جزيلاً  

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر