إيزفيستيا: روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط: معا أم على حدة؟

صحافة عالمية 20 مايو 2016 0
إيزفيستيا: روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط: معا أم على حدة؟
+ = -

نشرت صحيفة “إيزفيستيا” مقالا عن ضرورة مزامنة روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خطواتها لحل مشكلات الشرق الأوسط بفعالية.

 .

جاء في مقال الصحيفة:

 .

منذ عشرات السنين والشرق الأوسط موضع مبادرات دبلوماسية مكثفة وتدخلات عسكرية من جانب الدول الكبرى. وتؤكد عمليات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والعمليات الحربية الروسية في سوريا الموجهة ضد “داعش”؛ وكذلك محاولات الاتحاد الأوروبي اليائسة في احتواء تدفق المهاجرين.. تؤكد أن اللاعبين الدوليين الكبار قلقون من التهديدات المنطلقة من هذه المنطقة. ولكن أيا من منهم لا يريد – ولا يستطيع – بمفرده ضمان استقرار المنطقة.

 .

وعلى خلفية البنود الأخرى لجدول الأعمال العالمي، فإن حوارا بناءً وحتى تعاونا بين واشنطن وموسكو وبروكسل ممكن بشأن مشكلات الشرق الأوسط بالذات، لثلاثة أسباب:

 .

أولا – التهديدات الآتية من المنطقة إلى الجهات الثلاث متماثلة. إذ يمكن في لحظة ما أن تظهر فيها على السطح أولويات مختلفة – الإرهاب، التطرف، تدفق المهاجرين، القرصنة أو ضمان إمدادات الطاقة. ولكن هذه جميعها ترتبط بسبب أولي، هو عدم الاستقرار وضعف سلطة الدولة في المنطقة.

 .

ثانيا – تتمتع روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإمكانيات كبيرة لتحقيق استقرار الأوضاع في المنطقة. إضافة لهذا، فإن إمكانياتها تكمل بعضها بعضا. وكل منها ينجح في مجاله: واشنطن بقوتها العسكرية، وموسكو بالشبكة الواسعة للشراكة مع مختلف الأطراف المتنازعة في المنطقة، وبروكسل بإمكانياتها المالية الكبيرة.

 .

ثالثا- على الرغم من الاهتمام الواضح بأوضاع الشرق الأوسط، فإن هناك مناطق أكثر أهمية منه. وهذا ما يلاحظ في واشنطن وموسكو وبروكسل. وعلى الرغم من قرب روسيا والاتحاد الأوروبي من الشرق الأوسط، فإن بلدانا وبحارا تفصلهما عنه؛ وهما غير مرتبطين به نفسيا وعاطفيا.

 .

ورغم الخلافات القائمة بين روسيا والغرب حاليا وانعدام الثقة بينهما على خلفية الأزمة الأوكرانية، فإنهما وجدا صيغة للتعاون في الشرق الأوسط؛ حيث تمت تسوية مسألة السلاح الكيميائي السوري عام 2013، وكذلك البرنامج النووي الإيراني عام 2015، وتعاونهم مستمر في أفغانستان. وأخيرا بذل الجانبان جهودا كبيرة من أجل التوصل إلى صيغ للمفاوضات لوقف الحرب الأهلية في سوريا.

 .

وبغض النظر عن بقاء الشرقين الأدنى والأوسط منطقة وحيدة في العالم خالية من منظومة للمؤسسات الإقليمية، فإن روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تتعاون فيما بينها في إطار مجموعات رسمية وغير رسمية مثل “اللجنة الرباعية للشرق الأوسط” ومجموعة “5+1″ بشأن البرنامج النووي الإيراني.

.

كما يمكن اعتبار الاتصالات واللقاءات المستمرة بين روسيا والولايات المتحدة منذ عام 2012  بشأن الأزمة السورية أحد أشكال التعاون بينهما. وقد ظهرت حيوية الاتصالات بهذه الصورة بعد إدراج مسألة اليمن وليبيا في جدول أعمالهما. ومن المستبعد أن تتخذ هذه الاتصالات إطارا مؤسساتيا واضحا، لأن ذلك سيثير ردود أفعال سلبية لدى واشنطن. ومع ذلك، فقد اعترفت الإدارة الأمريكية بضرورة إجراء استشارات دورية سواء في المسائل التقنية أو على مستويات أعلى.

 .

بيد أن الوقت لم يحن لتشكيل مؤسسات عامة في الشرق الأوسط على غرار “منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” و”قمة بلدان شرق آسيا”، بسبب العداء المتبادل بين دول المنطقة والتأثير الكبير للاعبين من خارجها. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تلعب قنوات الاتصال بين الأطراف المتنافسة دورا في استقرار المنطقة. وقد أصبحت مشاورات عام 2015، التي شاركت فيها المملكة السعودية وإيران بشان سوريا خطوة أولى في هذا الاتجاه.

 .

وبالطبع، من السذاجة الاعتقاد بأن مثل هذه الاتصالات ستسمح لبلدان المنطقة بتجاوز خلافاتها. ومع ذلك، فإن قنوات الحوار، التي أنشئت بمساعدة  روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يمكنها أن تخفف بعض الشيء من التوتر في المنطقة. فعلى سبيل المثال، لبلوغ هذا الهدف يمكن تنظيم منتدى للخبراء بشأن مسائل الأمن، على غرار مؤتمر ميونيخ، الذي لا يملك صفة رسمية؛ ولكنه يسمح بمناقشة مسائل مهمة وجوهرية في أجواء غير رسمية.

 .

ولكن، أي المشكلات بإمكان موسكو وواشنطن وبروكسل مناقشتها؟ من الضروري على المدى البعيد تحديد القوى الاجتماعية التي يمكن الاعتراف بشرعيتها. وهذا يعني تحديد الاتجاهات الفكرية غير المقبولة بسبب قربها من القوى المتطرفة والإرهاب، ومع المجموعات التي يمكن الدخول معها في حوار.

 .

كما أن السعي للمحافظة على الأنظمة السياسية الحالية في المنطقة هو واه، كذلك محاولات نشر الديمقراطية الليبرالية فيها. كما أن محاولات فرض تغييرات سياسية على المجتمع المحلي من قبل أطراف خارجية أمر فاشل. وهذا ما بينته الأحداث التي وقعت في شمال أفريقيا والشرق الأوسط منذ عام 2011 وحتى الآن. (روسيا اليوم)

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر