احتدام معارك الرقة… ودير الزور بين كسر الحصار وعودته

صحافة عالمية 08 سبتمبر 2017 0
احتدام معارك الرقة… ودير الزور بين كسر الحصار وعودته
+ = -

صحافة عالمية |

تحتدم الاشتباكات داخل مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم “داعش” في سورية، حيث تحقق قوات يدعمها التحالف الدولي تقدّماً إثر مرور تسعين يوماً على بدء معركة استعادة المدينة، فيما تتضارب المعطيات حول تأمين قوات النظام ومليشيات إيرانية بدعم من الطيران الروسي ممراً آمناً نحو مدينة دير الزور، شرقي الرقة، في وقت لم تتضح فيه معالم المعركة الأخيرة مع التنظيم في شرقي سورية.

ووسّعت “قوات سورية الديمقراطية” نطاق سيطرتها داخل مدينة الرقة، مضيّقة الخناق أكثر على مسلحي تنظيم “داعش” في قلب المدينة، حيث تدور معارك كر وفر، خصوصاً في الجهة الشرقية منها. وذكرت مصادر في “سورية الديمقراطية” أن الأخيرة تمكّنت، الأربعاء، من استعادة السيطرة على مركزي الأمن الجنائي والمرور، شرقي المدينة، مشيرة إلى مقتل 23 من مسلحي “داعش” في الاشتباكات. ودخلت معركة استعادة السيطرة على الرقة شهرها الثالث، وسط مؤشرات على اقتراب الحسم العسكري لصالح قوات “سورية الديمقراطية” التي تتقدّم تحت غطاء ناري كثيف من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأحكمت قوات “سورية الديمقراطية” نفوذها على 14 حياً أساسياً من أحياء المدينة، أبرزها: الرومانية، وحطين، والقادسية، والسباهية، واليرموك، وهشام بن عبد الملك، والصناعة، والمشلب، وحارات الرقة القديمة، إضافة لحي الدرعية، ونزلة شحادة. فيما لا يزال التنظيم يسيطر على أحياء وسط المدينة، والقسم الأكبر من شمالها، حيث يتمركز مسلحوه في مقرات الفرقة 17 التي كانت تتبع لجيش النظام السوري قبل عام 2014، حيث من المتوقع أن تدور رحى المعركة الأخيرة ضد التنظيم في الرقة.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “قوات سورية الديمقراطية” باتت تسيطر على 64 في المائة من مساحة مدينة الرقة، مشيراً إلى أن “داعش” لا يزال “يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية، في القسم الشمالي من مدينة الرقة”، وفق المرصد. وتتحدث مصادر محلية عن تحوّل معظم المدينة إلى كتل دمار بفعل القصف الجوي والمدفعي المتواصل منذ ثلاثة أشهر، في حين يؤكد المرصد أن نحو 80 في المائة من المدينة بات غير صالح للسكن نتيجة الدمار.

في الأثناء، تتفاقم مأساة آلاف المدنيين العالقين في المدينة “في ظل تناقص المواد الغذائية المخزنة مع استمرار المعركة، ومع النقص الحاد في مياه الشرب والمواد الطبية”، وفق المصدر نفسه، الذي أشار إلى “تناقص القدرة الطبية على مداواة الجرحى وإنقاذهم”، ناقلاً عن مصادر محلية قولها إن رائحة الجثث غير المدفونة في المدينة، والموجودة تحت أنقاض الدمار بدأت بالازدياد، ما ينذر بانتشار أوبئة وأمراض بين من تبقى من المواطنين في المدينة. ووثّق المرصد مقتل 978 مدنياً على الأقل في الرقة وريفها، بينهم مئات الأطفال والنساء، من 5 يونيو/ حزيران الماضي، وحتى 6 سبتمبر/ أيلول الحالي. كما وثّق المرصد مقتل ما لا يقل عن 118 مدنياً، بينهم 28 طفلاً و6 نساء، خلال الفترة ذاتها جراء انفجار ألغام بهم، خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية”، إضافة لإصابة العشرات من المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، وإعاقات دائمة.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر