الاستفتاء شماعة التواطؤ على اقليم كردستان

آراء وقضايا 20 أكتوبر 2017 0
الاستفتاء شماعة التواطؤ على اقليم كردستان
+ = -

كوردستريت_نيوز || مقالات

سلمان إبراهيم الخيل

يذهب الكثير من المحللين والعامة إلى تحميل حكومة اقليم كردستان مسؤولية الاحداث الاخيرة في العراق بسبب اصرارها على اجراء الاستفتاء على الاستقلال ، واصرارها الاكبر على عدم الغاء نتائج الاستفتاء، رغم إن حق تقرير المصير حق جماعي مكفول لكل الشعوب والقوميات بصرف النظر عن الاثنية او العرق او اللون او الانتماء او الدين او الثقافة، وقد كفلته كافة الاعراف والمواثيق والقوانين الدولية ، واصبحت ممارسة هذا الحق واقعا عمليا تستطيع أن تمارسه كافة الشعوب والمجتمعات . 

وقد ورد صراحة في المادة الأولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صدر في العام 1966: “إن لكل الشعوب الحق في تقرير المصير. ولها، بموجب هذا الحق، أن تقرّر، بحرية وضعها السياسي، وأن تسعى، بحرية أيضاً، إلى تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”. أي إن حكومة الاقليم لم ترتكب إثما ولا جريمة مخالفة للأعراف الدولية يستدعي هذا التكالب الدولي والاقليمي والعراقي عليها ، بل على العكس كان من المفروض أن يقف العالم الغربي الحر إلى جانب الاقليم لان نجاح هذا الاستفتاء هو انتصار لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية أولا ، كما إن الاقليم كان الشريك المثالي لهذا العالم الحر في محاربة الارهاب ثانيا ، لكن مأساة الكرد الكبرى لا تكمن في هذا الاستفتاء ولا في الانقسام الكردي ولا في خيانة بعض القيادات الكردية المؤثرة ، بل تكمن في العلاقة مع الدول الكبرى منذ اتفاقية سايس بيكو 1916 وحتى اليوم ، هذه الدول الكبرى لم تنظر يوما إلى كردستان ككيان مستقل ولا إلى الشعب الكردي كشعب له تطلعات في الحرية وفي حقه اقامة دولته ، بل يتم معاينة القضية الكردية من قبل هذه الدول من منظور الانظمة الغاصبة لكردستان وتتخذ مواقف تتناسب مع مواقف هذه الانظمة الغاصبة ، أي إن الجميع متواطئ على اقليم كردستان أولهم امريكا ، التي وقفت إلى جانب حكومة العبادي المحسوبة ضمن المحور الايراني على حساب اقليم كردستان في عميلة السيطرة على كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها ، لذلك فلا غرابة أن يكون الخاسر الاكبر اليوم بعد هزيمة داعش في العراق هم الكرد الذين ساهموا بفعالية كبيرة في هزيمة الارهاب .

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر