التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ، عن شهر نيسان 2018..

بيانات سياسية 18 مايو 2018 0
التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ، عن شهر نيسان 2018..
+ = -

التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ، عن شهر نيسان 2018..

كوردستريت نيوز :

تطورات هامة وتحولات مرتقبة ستطرأ على المشهد السياسي عموماً وفي المنطقة خصوصاً، فهناك الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران، وهناك الاستعدادات لعقد جنيف جديد في أقرب وقت ممكن، وكذلك الدول المعروفة بخفض التوتر (روسيا، تركيا، إيران) قد اجتمعت في العاصمة الكازاخية (استانا) لاستئناف عملها أو إبرام اتفاقات جديدة بشأن الوضع السوري سواء لاستكمال المتبقي من توزيع مناطق النفوذ أو حقا لخفض التوتر كما نرى لاحقا.
وهكذا فإن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات جديدة عليها إنما هو تحد أمريكي صارخ تجاه سياسة إيران في المنطقة وممارساتها الهادفة إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها من خلال تدخلاتها السافرة في شؤون العديد من الدول ما تشكل انتهاكا للقوانين الدولية وقراراتها، ثم أنها (إيران) تتمادى في غيها وغطرستها الى حد الاستهتار بالمجتمع الدولي وقراراته، إلا أنها وكما يبدو قد أظهرت قلقها بعد الموقف الأمريكي الجديد وتوجهها نحو تعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة وتحرك أساطيلها الحربية في مياه المتوسط صوب مناطق التوتر وما زاد في هذا الوضع هو هاجس الخوف من الاحتجاج الإسرائيلي بالتزامن في توجيهها للقصف الصاروخي حيال العديد من أماكن تموضع ميليشيا إيرانية في الأراضي السورية، وعليه تبقى إيران معرضة لضغوط قد تكون قوية وربما تكلفها ثمنا باهظا إذا ما استمرت في انتهاكاتها لسيادة دول المنطقة وللقوانين الدولية، فهي تعاني من أزمات داخلية حادة سياسيا واقتصاديا ومؤشر الوحدة النقدية أمام العملة الصعبة في تراجع مستمر، ومعها تزداد جموع الفقراء والمسحوقين، كل ذلك بالتزامن مع العقوبات الاقتصادية الجديدة والتحديات الأمريكية حيال سياستها وتعزيز دور المعارضة السياسية بكل أشكالها (مجاهدي خلق) ومعها القوى القومية المضطهدة والاتجاهات المذهبية والدينية وكذلك الجماهير العريضة من جيش الفقراء والعاطلين عن العمل لتعبر معا عن رفضها لهذا النظام وسياساته الجائرة حيال المنطقة وشعوب إيران قاطبة ..
وتركيا تعلن بين الحين والآخر أنها تعد العدة لخوض معارك جديدة في الشمال السوري، ويبدو أن هناك اتفاقاً أو توافقاً بين تركيا وأكثر من طرف لإطلاق يدها في تلك المناطق، تجلى ذلك في حملتها العسكرية على عفرين وبلداتها وقراها، بمعنى ليس مستبعدا إعادة نفس سيناريو عفرين في بعض المناطق الأخرى ولاسيما منطقتي الجزيرة وكوباني، لأن تركيا طرف في أستانا وحليف للغرب ولها اتفاقات مع النظام السوري وخصوصا اتفاقية اضنة، كما لها دورها الإقليمي المتميز، لكن فيما يبدو أن تركيا تسعى للتوفيق الدقيق بين علاقاتها الاستراتيجية مع حلفائها وعلاقاتها الإقليمية المتغيرة، وفي الآونة الأخيرة دعت تركيا سفيريها في كل من واشنطن وتل أبيب بداعي التشاور لكن بدا أن الأمر مختلف إذ حصل كموقف سياسي حيث طردت السفير الاسرائيلي من تركيا بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، أي مواقف تركيا وسياساتها تحمل في طياتها سهولة التعاطي وعلى أكثر من محور وصعيد في آن.
أما المملكة العربية السعودية، فرغم تفاعلها مع المتغيرات، تسعى بثبات من أجل تعزيز تحالفاتها مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، لما لها من دور وأهمية دوليا وإقليميا، ولتتحمل أحيانا الأعباء والتكاليف المالية لهذا السبب أو ذاك إلا أنها في علاقاتها مع الغرب ومع مختلف الجهات الدولية مؤخرا حتى روسيا والصين تبغي في ذلك نموا اقتصاديا مضطردا وقد حققت نجاحات في ذلك، لكن من جانب آخر أشارت سياسة السعودية حيال الأزمة السورية تراجعا في موقفها وخصوصا الموقف من النظام السوري، ربما ذلك أيضا يأتي عبر التناغم مع سياسة الغرب ومساعيها من أجل حل عموم أزمات المنطقة، وعلى العموم تبقى المملكة العربية السعودية دولة ذات دور ريادي في المنطقة وتعتبر من الدول الصديقة لشعبنا الكردي ..
وفي العراق وإقليم كردستان، فقد كانت الفترة الماضية فترة انهماك بالانتخابات البرلمانية، وقد أسفرت النتائج عن رسم اللوحة السياسية الحقيقية للعراق وكردستان، فعلى الصعيد العراقي تقلصت قوى التسيب والفساد وكذلك القوى المحسوبة على النظام الإيراني باستثناء بعض المتنفذين الذين يمارسون الدور بشكل انتهازي وعلى أكثر من صعيد، وفي كردستان فقد تراجع الخط المساوم الخط الذي تنصل عن الاستفتاء في قول نعم لاستقلال كردستان، الخط الذي خطط ونفذ مع الخصوم والأعداء الأحابيل ضد المشروع القومي الكردستاني الذي يقوده الرئيس المناضل مسعود بارزاني بهمة واقتدار رغم كل المصاعب والعراقيل، الواقع أن هذه الانتخابات قد حققت نتائج هامة بالنسبة للعراق ولشعب كردستان منها: أنها أظهرت أن المستقبل للنهج القويم نهج البارزاني الخالد وللمشروع القومي الكردستاني، وأن الاستفتاء بنعم على استقلال كردستان قد تكرس، وأن المناطق المسماة بالمتنازع عليها ومنها كركوك قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها مناطق كردستانية ..
وفي كردستان سوريا ، مازال الـ p.y.d يسير على منواله من خطف واعتقال لقيادات وكوادر أحزاب المجلس الوطني الكردي رغم التطورات الهائلة، لكنه أحيانا يتماها في الدعوة إلى وحدة الصف والموقف الكرديين ، ويعلم جيدا أن دعوات كهذه لن تفيد بشيء دون تهيئة المناخات اللازمة للحوار والتفاهم ولو بشكل مؤقت ، كما أن أي توافق أو اتفاق دون طرف آخر صديق ومؤثر لن ينفع ، هذا في حال كان الاتفاق ممكنا مع هذه الجهة التي لاتزال تنسق مع أطراف وأجندات خاصة ومنها إيران والنظام السوري ..
أما المجلس الوطني الكردي في سوريا، فإنه يعمل وفق البرامج والخطط اللازمة له سواء في علاقاته الرسمية مع الأطراف والمحافل الدولية أو من خلال لقاءاته مع الفعاليات السياسية والمجتمعية الدولية منها والإقليمية، وكان فيما مضى قد التقت لجنة العلاقات الخارجية مع عدد من الجهات الدولية واليوم تسعى لاستكمال برنامجها في هذا الشأن ومنها روسيا وفرنسا وغيرهما ما أمكن.
وعلى صعيد حزبنا ” الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ” وفي اجتماع اللجنة المركزية الذي انعقد في هولير عاصمة إقليم كردستان في الفترة من 30 وحتى غاية يوم 3 أيار 2018 ، أكد الاجتماع على العديد من القضايا الأساسية السياسة منها والتنظيمية والإعلامية والمالية، وناقش بشكل مطول موضوع المؤتمر العام للحزب وما ينبغي القيام به من أجل تعزيز دور الحزب وفعاليته على مختلف الأصعدة ، وبخصوص المؤتمر فقد تم اتخاذ القرارات التي توفر الاستعدادات اللازمة لعقد المؤتمر بمجرد تحقيق الظروف المواتية ..
في 17 / 5 / 2018
المكتب السياسي

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر