“السلطان العثماني” يخوض حرب الانتخابات في مواجهة 5 مرشحين و ” السجين الكوردي ” يقرع الطبول ويدعو مناصريه إلى المشاركة

ملفات ساخنة 20 يونيو 2018 0
“السلطان العثماني” يخوض حرب الانتخابات في مواجهة 5 مرشحين و ” السجين الكوردي ” يقرع الطبول ويدعو مناصريه إلى المشاركة
+ = -

كوردستريت || مزكين ابراهيم

.  

يقود “السلطان العثماني”  الجديد معركةً مصيريةً في مواجهة 5 مرشحين لانتخابات الرئاسية التركية، ليس لتحديد مصير تركيا إنّما لتحديد مصير  المنطقة برمتها، فبعد وصوله إلى الحكم قبل 10 سنوات  تمكّن من إنشاء قواعد عسكرية لجيشه في قطر وأفغانستان ،ودخول في معركة ( توم وجيري ) مع الروس من جهة والأمريكيين من جهةٍ أخرى وذلك في الشمال السوري فضلاً عن تمكنه من تثبيت قواعد عسكرية في السودان والصومال والعراق واللعب على التناقض الروسي الأمريكي من خلال ( أف35 ، و أس 500 )

 

.

أما داخلياً فضرب بيدٍ من حديد على الفساد ورفع من المستوى المعيشي للأتراك، فقد أوصل تركيا في الفترة بين عامي ”2002 _ 2012” من المرتبة 27 إلى 17 عالمياً في ترتيب الدول الغنية ، كما ووصل حجم التبادل التجاري إلى 780 مليار دولار بعد أن كان 250، أما فيما يتعلّق بالدخل القومي للفرد فقد تجاوز 3300 دولار إلى 11000دولار للفرد ، كما وتقلصت ديون صندوق النقد الدولي إلى الصفر بعد أن كانت 23،5 مليار دولار..

.

وعلاوةً على ذلك محاولاته المتكررة إخراج القضية الكوردية من فوهة البنادق ووضعه على الطاولة ،وأرعب الغرب بسلاح( 5) مليون مهجّر ونازح سوري وفرض جميع شروطه وفق ما تتطلبه المصلحة التركية،

.

وبحسب المراقبون فإنه لدى أردوغان الورقة الخفية للفوز يجهل عنها الكثيرون ألا وهي إخراج تركيا من الوصاية الغربية واستخدام موقع تركيا الجغرافي كسلاح في المعركة مع الروس من جهة والأمريكيين من جهة أخرى..

.

أما ( السجين الكوردي ) المتمثل في صلاح الدين ديمرتاش فهو الآخر أعلن عن معركته داخل سجنه بعد اتهامات ( إرهاب ) وجهت له، ولأول مرة في التاريخ يخوض سجين سياسي معارك انتخابية داخل سجنه فضلاً عن المرشحين الآخرين الذين يهددون السوريين بالترحيل إن فازوا في الانتخابات ..

.

بين هذا وذاك للمتابع الكوردي في سوريا كلمته ورأيه حول ما يجري على الساحة التركية ، وفي هذا الصدد أجرت شبكة كوردستريت استطلاعاً للرأي داخل الأوساط السياسية والثقافية ، فالكاتب والسياسي ”صبري رسول” أوضح لمراسلة شبكة كوردستريت  أنّ الانتخابات التركية المبكّرة يوم الأحد 24/6/2018م تأخذ أهميتها من التزامن بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد توسيع صلاحيات الرئيس، مع زيادة ضغوطات الملفات السّاخنة الداخلية والخارجية على مسارها.

وأضاف رسول « إذا لم يكسب حزب العدالة والتنمية الغالبية في البرلمان والرئاسة معاً سيواجه تعقيدات كثيرة في سياسة تركيا الخارجية ومسائل اقتصادية إضافةً إلى المسألة الكردية الداخلية.

ونوّه  رسول في معرض حديثه عن الانتخابات التركية  أنّ الرئيس التركي لن يتوانى عن بذل كل الجهود لإبعاد حزب الشعوب الديمقراطية عن البرلمان القادم لأنّ ذلك «أمر مهم» لأردوغان الذي أدلى بتصريحٍ مثيرٍ في مكانٍ مغلق، وحثّ الآخرين على أنْ يبقى كلامه حبيس الجدران «وألا يخرج إلى العلن».

.

وتابع « يسعى الرئيس التركي إلى إبعاد السياسيين الكُرد من الساحة بعد أن نجح وإلى حدٍّ كبير في إسكات الصوت الكردي هناك بتوفير «سجادة الصلاة» لهم وتوجيه أنظارهم إلى كسب «القوت اليومي» وصرفهم عن المطالبة بحقوقهم القومية. وأيّ إبعادٍ لحزب الشعوب الديمقراطية عن قبة البرلمان يزيدُ من فرص نجاح حزب العدالة والتنمية الذي يواجه معارضة قوية لسياساته وسيحصد أصوات الكُرد في كردستان تركيا إذا لم يتخطَّ صلاح الدين ديمرتاش وحزبُه عتبةَ 10% الحدّ المطلوب لدخول البرلمان. بحسب قوله .

.

وهناك تكهّنات ضئيلة تتوقّع خسارة الحزب الحاكم الأغلبية أمام المعارضة في البرلمان في حال تشبيك مختلف الأحزاب جهودها لمواجهة أردوغان وسياساته، وعندها قد تتمّ إعادة النّظر في النظام الرئاسي أيضاً.

ومضى رسول بالقول « تركيا بعد الانتخابات ستختلف في سياساتها الإقليمية والدولية وتعاملها مع مشاكلها الداخلية عن تركيا قبل الانتخابات رغم أنّ الدول المتخلّفة «اجتماعياً» ومنها تركيا لاتُبنى الآمالُ كثيراً على انتخاباتها في إجراء التغييرات النوعية في بنية الدولة.

.

أما ”عثمان ملو ” رئيس ممثلية المجلس الوطني في تركيا فقد ذهب إلى أبعد من ذلك إذ قال إنّ « كل ما يجري في تركيا مهم جداً للمنطقة ولنا نحن السوريين وكورد باعتبارها دولة جارّة وأيّة خطوة باتجاه العمل الديمقراطي تؤكد على استقرار الدولة الجارّة والمنطقة بشكل عام …وفوز أيِّ مرشحٍ يعود إلى إرادة الشعب التركي وهو صاحب المصلحة الحقيقية في ذلك .

ويرجّح” ملو ” فوز مرشح حزب العدالة بسبب ما قدمه هذا الحزب لتركيا من نموٍّ اقتصادي وتوفير كلّ أسباب التنمية على مستوى جميع الطبقات والمناطق في تركيا ،مضيفاً إلى ذلك الجانب السياسي الذي هو مطلوب منها أيضاً ك إيجاد حل للقضية الكوردية بالحوار وبالسبل الديمقراطية .

.

من جهته ”علي سينو” الناشط الحقوقي المختص في الشأن الكوردي تحدث لشبكة كوردستريت قائلاً « أستطيع أن أتحدث عن نفسي ورؤيتي الشخصية، وأعتقد جازماً أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان هو صاحب الحظ الأوفر ، عائداً ذلك لعدة أسباب وهي كالتالي :

.
1- هو الرجل الذي استطاع أن يثبت للشعب التركي أنه يعمل بإخلاص لخدمة شعبه ووطنه.

2-خلال مايقارب 16 عام أثبت نجاحه ووجوده على كافة الصعد السياسية والعسكرية والنهضوية .

3-أعتقد أنّ خروج الملايين يوم 15 تموز 2016 هو الانتخاب الحقيقي .

4- كل المرشحين الآخرين ليس لديهم مشروع منافس لأردوغان وإنما لديهم فقط مشروع واحد انتقاد أردوغان والبحث عن ثغراته وعثراته على” حدّ تعبيره ”.

5- مع كل ما تقدم الشعب التركي يدرك ما يريد وتبقى كلمة الفصل يوم 24 حزيران .

.
”عبدالرحمن كلو ” عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكوردي كان له رأي مخالف عما سبقه ، فقد أوضح خلال حديثه لكوردستريت أنه وبما أنّ تركيا ليست بالدولة الديمقراطية وفق الأنموذج الأوربي لذلك لن تكون نتائج الانتخابات الرئاسية تعبيراً حقيقياً عن موازين القوى في الداخل التركي ، لكنها على أيّة حالٍ ستكون مؤشراً لسياسات الدولة التركية على الصعيد الخارجي في المرحلة المقبلة ،

.

ولفت” كلو”  أنه يمكن استشفاف النتائج الحقيقية من نتائج الاستفتاء الدستوري في نيسان عام 2017 والتي كانت نتائجها فقط 51% رغم أنّ كل المؤسسات الدستورية والإجراءات القانونية كانت تحت سلطة العدالة والتنمية ،

وتابع “كلو ” « إذاً نحن أمام خصوصية تركية متقاطعة مع الغرب الديمقراطي والشرق الدكتاتوري وعلى الصعيد الداخلي هناك تمازج بين العثمانية الجديدة والأتاتوركية القوموية المتطرفة ، ولا أعتقد أن تكون النتائج لصالح أردوغان إذا ما جرت الانتخابات في أجواء ديمقراطية نزيهة هذا ليس لأنّ المنافسين له أقوياء بالدرجة الكافية بل لأنّ تركيا منقسمة على نفسها في الداخل بخصوص تدخلاتها الخارجية وخاصة في الشمال السوري،

.
مشيراً أنه إذا ما فاز أردوغان بشكلٍ أو بآخر فهذا يعني أنه ستكون هناك سلطة مطلقة بيد الرئيس وبالتأكيد سيكون هناك تغيير ملحوظ في السياسة التركية على الصعيدين الداخلي والخارجي وستشاهد تركيا حالة من اللااستقرار رغم مركزية الدولة وسلطات الرئيس ، إلا أنّ تفجير الحالة التركية سيبقى مؤجلاً بسبب غياب القوى الديمقراطية في الداخل أولاً ومن ثم لأنّ أمنها من أمن القارة الأوربية ،

وعلّق “كلو” على تأثير مجريات الانتخابات على الصعيد الكوردستاني بالقول « سيكون التحدي الأكبر لأردوغان هو المشروع الأمريكي في شرقي الفرات من سوريا وجنوبي كوردستان لذلك سيضطر إلى المصالحة مع إقليم كوردستان وفتح صفحة جديدة معه .

.

 الكاتب ”فاروق حاج مصطفى ”  اختتم  جملة الآراء لكوردستريت ” بالقول ” إنّ مجريات الانتخابات في تركيا تسير بقلقٍ كبير وخاصةً أنّ هذه الانتخابات تحدّد وجه تركيا مستقبلاً، وإن كان هناك مرشحون كثر للمنصب الرئاسي إلا أنّ أمكانيات الدولة كلها بيد مرشح حزب العدالة والتنمية ،وهذا يعني أنّ تكريس الإمكانيات والملفات السياسية من قبل الحكم الحالي تذهب لصالح العدالة والتنمية ، الأمر الذي من شأنه وضع الجميع يضع في محكٍّ أو تحدي كبير في ظل غياب شبه تام بين المرشحين بما يتعلق بالبرامج الانتخابية ،وهذا أيضاً له تأثيراته السلبية على الحراك الانتخابي،

وأعرب عن أسفه وحزنه حيال استثمار الملفات السياسية في الوقت الحالي مثل منبج وصراع الحكم مع العمال الكردستاني ، وملف اللاجئين السوريين لصالح جهة سياسية واحدة، وبناءً عليه نرى أنّ موازين القوى الانتخابية لصالح مرشح العدالة.

.

وبالرغم من ذلك لا يمكن النظر إلى الأمور بعيون الحسم ،ول ”اللعبة الانتخابية” مفاجآتها، وأيضاً تلعب قوى القوى الغير مرئية لعبتها، لننتظر ٢٤ حزيران إذاً؟!”

.
وبحسب المصادر الإعلامية التركية أنّ قرابة مليون و300 ألف شخص شاركوا في التجمع الجماهيري لحزب “العدالة والتنمية” بميدان “يني قابي” في اسطنبول وأنّ قرابة 15 ألفاً شاركوا في التجمع الجماهيري لحزب “الشعوب الديمقراطي” في منطقة “باقركوي” في نفس المدينة   ..

.
 ويشار الا ان  الانتخابات التركية ، تجرى في 24 يونيو/ حزيران الجاري، ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، أبرزهم: الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض ”محرم إنجه” ومرشحة حزب “إيي” ميرال أقشنر، بينما تتنافس 8 أحزاب في الانتخابات البرلمانية.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك