الكاتب جمال حمي يكتب : ماذا لو كانت حرب عفرين مجرد مسرحية ؟

آراء وقضايا 17 فبراير 2018 0
الكاتب جمال حمي يكتب : ماذا لو كانت حرب عفرين مجرد مسرحية ؟
+ = -

مجرد رأي ؟

جمال حمي

.

ماذا لو كانت أحداث عفرين مجرّد مسرحية من مسرحيات النظام السوري وحليفه حزب العمال الكوردستاني وبالتعاون مع تركيا ، وعلى حساب شعبنا الكوردي ووجوده ، للتغطية على عملية تسليم المناطق الكوردية الى النظام السوري من قبل حزب العمال الكوردستاني ، الذي استلمها أساساً وفق محاضر استلام وتسليم .

 

حتى لا تبدو وكأنها عملية تسليم واعادة العُهدة الى أصحابها واعادة الأمانة الى أهلها ، بل لكي تبدو وكأن تسليم هذه المناطق جاء وفق سياق طبيعي قاهر فرضته الحرب التركية على عناصر الحزب ، وللتغطية على دماء شهداء الكورد الذين قضوا نحبهم طيلة السنوات الماضية في الرقة ومنبج وكوباني وغيرها ، والذين وتاجروا بدمائهم ، وحتى لا يبدو وكأنه كان عميلا للنظام السوري يعمل لخدمته طيلة السنوات الماضية ويحفظ ماء وجه ويحافظ على ما تبقى له من جمهور .

 

فكل المؤشرات تدل على أن قوات YPG و YPJ كانت بمثابة قوات رديفة للجيش العربي السوري ، وهذا الكلام رددته بثينة شعبان مراراً هي وغيرها من أركان النظام ، ولم ينكرها الحزب المذكور ، فكلنا رأينا أيضاً كيف كانت هذه القوات تقاتل الى جانب الجيش السوري النظامي في حلب وغيرها والتنسيق بينهما لم يتوقف يوماً .

 

فها نحن نسمع كل يوم تصريحات من بعض المسؤولين في الإدارة الذاتية وبعض قادات قوات YPG وهم يؤكدون أنهم جزء من سورية ويرفضون المشاريع التقسيمية ويطالبون بوحدة التراب السوري ويناشدون الجيش السوري للدخول الى عفرين واستلامها ، والنظام يتلّكأ ويماطل ويطالبهم بتسليم أسلحتهم ، و في نفس الوقت يقوم الجيش التركي يُقوم بالتصعيد ويضغط عليهم أكثر ويحكم الخناق لإستكمال فصول المسرحية ، عدا عن تلك المباحاثات والإتفاقيات التي تجري من تحت الطاولة ومن وراء الكواليس وبإشراف المعد والمخرج وكاتب السيناريو للخروج برواية لا تحرج حزب الإتحاد الديموقراطي ، وعليه سيقوم الحزب بتسليم تلك المناطق الى النظام الشوري في مشهد هوليودي يظهر فيه أمام لكورد بأنهم فعلوا كل ما بوسعهم ، لكن الحميع خذلهم وتخلى عنهم – روسيا – أمريكا – وكانوا مضطرين لتسليمها الى النظام ليحافظوا على ما تبقى من البنية التحتية لهذه المناطق وكي يخرجوا من هذه الحرب مرفوعي الرأس وكي لا يحاسبهم الشعب الكوردي على ما تسببوا لهم من كوارث طيلة السنوات الماضية ولتخفيف الصدمة عليهم ؟

 

فهذه الأنظمة وعلى رأسها تركيا لا تستغني عن خدمات حزب العمال الكوردستاني ، بل تستخدمه دوماً ذريعة لتدمير مدن وقرى الكورد هنا وهناك ولقتلهم وتهجيرهم ، ولجعل سافلها عاليها كل بضعة سنين ، وتركيا هي أعقل من أن تقضي عليهم ، فدورهم لم ينتهي بعد ، بل هنالك مهمات كثيرة تنتظرهم في آماكن أخرى يتواجد فيها الكورد ، وبالتعاون مع بقية الأنظمة التي تحتل كوردستان والتي تستخدم ورقة حزب العمال الكوردستاني في كل مكان تريده ، للتنكيل بالكورد والقضاء على كل حراك ثوري كوردي فيها ؟

.

جمال حمي

.

 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك