الوصفة الخالصة في إقصاء الجعايصة

آراء وقضايا 12 يناير 2019 0
الوصفة الخالصة في إقصاء الجعايصة
+ = -

كوردستريت|| مقالات

.

.

 

سنحاول تحت هذا العنوان الغريب بعض الشىء، تناول موضوعٍ نراه يحمل قدراً كبيراً من الأهمية في إدراك واقع و أسباب حال مجتمعنا الكورديّ أو حتى مجتمعاتٍ أخرى شرقيّة منها بالأخص ضمن مجتمعات عالمنا الواسع .

حيث سيتمحور موضوعنا حول تسليط الضوء و بإيجازٍ شديد على جوانب البيئة التنظيمية أو السياسية لمجتمعنا ذاك و حال تلك البيئة و دورها وتأثيرها في حال المجتمع عموماً .

فلا شكّ بدايةً بأنّنا و كباقي المجموعات البشرية في مراحل تطوّرها وجدنا أنفسنا مع نشأة الدول و علوم السياسة و فكرها و نشوء الأحزاب أو الهيكليات العقائدية أمام واقعٍ يفرض علينا التأثير و التأثّر به و الإنخراط فيه و الإندماج معه للتعبير بدرجةٍ أساس عن وجودنا و حقوقنا و واجباتنا و قضايانا عبره .

و كما نعلم بأنه سرعان ما ظهرت الفوارق جليّة بمرور الزمن بين المجتمعات لجهة التطور عموماً و تطوّر الفكر السياسي و التنظيمي بصورةٍ خاصة ، و كانت لنسبة الوعي العام المجتمعي و تحديداً للفهم العميق القائم على الدراسة الصحيحة لحاجات المجتمع و أساسياته الدور الفيصل و الأبرز في بيان نسب التطور لدى كل مجتمع ، حيث و مثالاً لذلك يمكننا القول بأن الفهم الصحيح للفكر الديموقراطي و تطبيقه لعب دوراً كبيراً في خلق مجتمع تنظيمي سياسي أقرب الى النموذجية أو المثالية في بعض الدول ، و العكس صحيح في دولٍ أخرى .

و بالنسبة لنا ككورد في هذا المنحى أو الإطار ، نرى بأن بدايتنا عبر فهمنا الخاطىء لهذا العلم الحديث نوعاً ما و عدم تداركنا لتراكمات تلك الأخطاء و انغلاقنا و عدم استعانتنا بتجارب الدول المتقدمة و علومهم في هذا المجال و المرتبط جميعها كما أسلفنا الذكر بدرجة الوعي المجتمعي العام ، كل ذلك قادنا و أوصل بنا الى واقع كارثي انعكس على كافة مجالات حياتنا ، علماً بأننا و استثناءً من كافة المجتمعات ربما بأمسّ الحاجة أكثر من أي مجموعة بشرية أخرى الى هكذا علم و تنظيم متطوّر ، نظراً لواقعنا و جغرافيتنا الخاصة و الأطماع المحيطة بنا من قبل شعوب بعيدة كل البعد عن احترام الحقوق و قيم و مبادئ الخير و قدسية البشر و التي بدورها أيضا ضحُة لذات الأخطاء و التراكمات .

و بالطبع لا ننكر و لا نغفل عن دور أولئك و سواهم في انحطاطنا و تخلّفنا إن صح التعبير في هذا المجال ، و لكن يبقى بقناعتنا أننا نتحمّل الجزء الأعظم من المسؤولية .
تبعاً و استناداً لكل ما سبق تبيانه ، بات لزاماً علينا أن نعي بأن البناء الخاطئ و التراكمات السلبية جميعها قد أورثتنا اليوم بيئة سياسية بتنا بحاجة ماسة إزاءها الى ثورة حقيقية تقتلعها و أفكارها السرطانية من جذورها ، و إعادة بناء أساس و هيكلية تنظيمية شاملة جديدة و بخبرات و كفاءات عالية نعتقدها موجودة و بكثرة في مجتمعنا .

و الآن قد يرى البعض بأننا نطرح أفكاراً عقيمة و سقيمة أو تعجيزية و لا سيما بأننا بتنا في مرحلة يستحيل معها ذاك الإنقلاب أو تلك الثورة على تلك المفاهيم و أشخاصها و لا سيما بعد أن استفحل و تمكّن الداء و غرز سهامه عميقاً في جسد المجتمع .

برأينا أن الأمور و إن كانت قد بلغت مبلغاً ليس بالهيّن معالجتها و لكنها ليست مستحيلة أمام توافر كل من الارادة و الوعي و التي نكرّر القناعة بأنها متوافرة و موجودة .
و لا نقصد بمفهوم الثورة التي أشرنا اليها ،محاربة القائمين على الفكر التنظيمي او السياسي و مستلمي زمامها في مجتمعنا و إقصائهم بقوة السلاح إطلاقاً ، فأولئك الذين هم من قصدتهم بوصف الجعايصة في عنوان مادتنا هذه ، هم الذين علينا أن ندرك يقيناً بأنهم طالما بقوا بذاك الفكر و بتلك المنهجية فلن نشبع ( المرقة ) أو الحساء يوماً و نبلغ حقوقنا و مطالبنا .

.
أولئك الذين فُرضوا علينا فرضاً دون أن تكون لإرادتنا أيّ دور في اختيارهم و تفويضهم بقرارات شأننا و مصيرنا ، و الذين باتوا أو هم بالأصل أسرى و تُبّع لأجندات هي بالضدّ و الضرر لنا و علينا و على مصالحنا ، و حتى لا يملكون أدنى معايير الكفاءة للدور و المكانة التي هم فيها و قائمون عليها . و لم يورثوا المجتمع سوى الأحقاد و زيادة الشرخ و السلبيات و البلاء

القارئ الكريم ..
فئة كبيرة من مجتمعنا ما زالت على الحياد و ليست منضوية تحت أي إطار تنظيمي ، و إنما مكتفية بموقف المتفرّج و المراقب المستسلم و المتحسّر في الآن ذاته على الأخطاء و السلبيات في واقع هياكلنا السياسية و ما يؤول اليه حالنا تبعاً لها ، على الرغم من إمتلاك العديد منها درجة عالية من الكفاءة و الفكر النيّر القادر على المساهمة و تقديم أعظم الخدمات و العطايا للمجتمع و قيادته ، لكنها إما مهمّشة عن قصدٍ و دراية أو هي من همّشت نفسها لاسباب معينة ، أهمها نيل اليأس منها في منحها القيادة و التغيير .
و تجدر الإشارة بأننا لا نعني بذلك إطلاقاً بأن المنضوين و المنتسبين للهياكل السياسية و التنظيمية هم جميعهم دون الكفاءة و الخبرة و القدرات ، بل وجب التنويه الى خلاف ذلك و وجود أعداد لا بأس بهم ضمن تلك الهياكل و لكنهم أيضاً بدورهم مهمّشون و لا يُمنحون الدور و الفرص و بلا حولٍ و لا قوّة .

و تبعاً لمجمل ذاك الحال و الواقع فإن الحلّ بات محصوراً في صحوةٍ و يقظة جماعية تتولّد عن الإقتناع و الفهمّ الصحيح لكل الأسباب و المسبّبات ، و من ثم التقارب و تضافر الجهود و تسخير الإمكانيات للثورة عليها عبر ممارسة الضغط العام على الجعايصة و إقصائهم ، و لعلّ الإلتقاء في التنظيمات و الهيكليات الحقوقية و المدنية و بناءها متينة و فاعلة هي إحدى أنجع الوسائل و الحلول في بلوغ ذلك في الظرف الراهن

المحامي – عماد شيخ حسن .

دمتم في الحفظ و الرعاية .

المانيا ..١١/١/٢٠١٩ .

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر