الوطنية.. خارج الوطن و آفة الاستعراض

آراء وقضايا 21 أبريل 2018 0
الوطنية.. خارج الوطن و آفة الاستعراض
+ = -

البعض من الكرد السوريين، الذين يعيشون في المهجر الاختياري، و خاصة في أوربا و أمريكا، مِمَّن اختاروا الابتعاد عن الوطن، لعدم تحملهم صعوبات الحياة الأمنية و الاقتصادية و الخدمية فيه، كما يتحملها أقرانهم ممن اختاروا البقاء على أرضه، أو للتهرب  من ( مشقّات ) العمل في الداخل إلى الراحة و الكسل و البطالة، أو لضعف التعلق بالوطن و عدم الإحساس بالمسؤولية تجاهه، أو بسبب اشمئزازهم منه، أو ﻻستثمار فرصة قبول اللجوء قبل إلغائه، ممن يتغنون بالتمسك بالوطن و يدعون بأنهم غادروه بسبب ظروف استثنائية، و منهم سياسيون و مثقفون كرد، حزبيون و مستقلون، رغم أنها في الحقيقة ظروف عامة، باستثناء حالة بعض الفقراء و المرضى و الشبان الذين خرجوا لإكمال تعليمهم أو المطلوبين للعسكرية الإجبارية و القلة النادرة من السياسيين و المثقفين الملاحقين و المنفيين.

.
أولئك ،تأتي مشاريعهم و مبادراتهم ( الوطنية)  بشكل استعراضي و على خلفية نزعة شعبوية،  فالانترنيتيون وخاصة الفيسبوكيون من هذه الفئة هناك، لا يميزون بين النضال و التسلية و الاستعراض، و لا يكلفهم نضالهم إلا استثمار بطالتهم المدفوعة الأجر.

.
ذلك كمعظم فيديوهاتهم الحية الممجوجة على الفيسبوك، و خاصة حالة الأميين ( ثقافيا) منهم، ممن يعانون عقد النقص و حب الظهور، أما الانتهازيون ممن كانوا ضد أي نشاط سياسي كردي معارض على أرض الوطن، حيث كانوا بعثيين أو يستظلون بظل زملائهم من المخابرات ، تراهم اليوم يجربون النطق في الكردايتي وحب الوطن بعد أن غادروه ، فالثرثرة في السياسية و( النضال)  السياحي لتلك الفئة لا تناسب غيرها،  وأرى بأن لا داع لأن تقترح طروحاتها الاستعراضية على أهل النضال في الداخل و الخارج ، و الحديث هنا يدور حول فئة من المهاجرين المزوادين و ليس المهجرين الذي لم و لن ينفصلوا عن الوطن.

.

عبدالله كدو dilshad.gdo@gmail.com

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر