سياسيون وكتاب وناشطون لكوردستريت : القرار الأمريكي حول الإنسحاب من سوريا جاء مفاجئاً للجميع ، وفي حال تنفيذه سيؤدي إلى الفوضى وخلط مزيد من الأوراق

ملفات ساخنة 21 ديسمبر 2018 0
سياسيون وكتاب وناشطون لكوردستريت : القرار الأمريكي حول الإنسحاب من سوريا جاء مفاجئاً للجميع ، وفي حال تنفيذه سيؤدي إلى الفوضى وخلط مزيد من الأوراق
+ = -

كوردستريت|| نازدار محمد

.

شكلت الأخبار التي تدوالتها وسائل الإعلام العالمية مؤخراً ، نقلاً عن المسؤولين والمؤسسات الأمريكية ، حول البدء بإنسحاب قواتهم من مناطق شرق الفرات ، مفاجئة حادة بالنسبة للعديد من الجهات السياسية والإعلامية والعسكرية ، وخاصة قوات سوريا الديمقراطية ، الحليف الرئيسي للأمريكيين والتحالف الدولي في محاربة داعش.

.
وجاءإعلان القرار الأمريكي ، في وقت تستعد فيه تركيا وفصائل من المعارضة السورية لإجتياح مناطق شرق الفرات، وخاصة تل أبيض ورأس العين ، ما أثير في أروقة الإعلام والسياسة ، أن أمريكا أستجابت في النهاية لمطالب تركيا ..وتركت لها المنطقة ..كما تركت روسيا عفرين سابقاً… رغم أنها أي ” أمريكا” كانت قد تعهدت مؤخراً لوحدات حماية الشعب الكوردية، والتي تشكل العمود الأساسي لقوات سوريا الديمقراطي ،بعدم ترك المنطقة لقمة صائغة لتركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية ..إلا أن الأحداث ..مازالت تخفي في ثناياها الكثير من المفاجئات ستكشفها الأيام القادمة..

.
وللاطلاع أكثر على خلفيات القرار الأمريكي وخفاياه..أجرت كوردستريت إستطلاعاً لآراء عدد من الكتاب والسياسيين والناشطين .

.

“نصر الدين ابراهيم” سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي ) قال  في حديث خاص لكوردستريت إن  قرار الرئيس الأمريكي، جاء مفاجئاً للجميع، بما فيه جزء كبير من إدارته ” وخاصةً العسكرية ” ، حيث أن هذا القرار- إن – تم تنفيذه سيشكل انتكاسة كبيرة للموقف الأمريكي في المنطقة ، وسيكون له تداعيات كبيرة , من حيث خلط الأوراق , و نشر الفوضى , على خلفية الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية المنسحبة .

.
وأضاف إبراهيم ،إنه سيؤدي أيضاً إلى فشل البرنامج الأمريكي المعلن بإنهاء خطر داعش بشكل كلي ، والحد من النفوذ الإيراني ، إضافةً إلى التوصل لحل سياسي شامل ومستديم .

.
وقال : إنطلاقاً من ذلك، أعتقد ، أن القرار يحمل في طياته عدة احتمالات ،كما أنه يشكل رسائل لعدة أطراف ، فأمريكا ليست بهذه الدرجة من التهور في اتخاذ القرارات ، وأحياناً مثل هذه القرارات تأتي للتوصل إلى وضع جديد , وبمعطيات جديدة ، مغايرة ، تفرض تحت تهديد القرار الشكلي .

.
وأكد سكرتير البارتي ، أن أمريكا رغم قرارها بالانسحاب من العراق قبل ثمان سنوات , لم تنسحب إلى الآن .منوهاً أن الانسحاب الأمريكي الكامل سيخلق حالة من الفوضى العارمة , ويفتح الباب واسعاً لصراعات داخلية وإقليمية ودولية , ناهيكم عن فقدان الثقة من قبل جميع حلفاء أمريكا بها في أية أزمات قادمة أو حتى الحالية .

.
ودعا إلى ضرورة أخذ جميع الاحتياطات تحسباً للأسوأ , وتماشياً مع المستجدات المتسارعة , والتعامل مع التطورات إنطلاقاً من المصلحة العليا لشعبنا .

.

بدوره رأى الناشط السياسي “منال حسكو ” أن قرار سحب القوات لم يكن مفاجئاً ،لأنه خلال حملة إنتخابات الكونغرس، كان قد وعد بذلك، بهدف قطع الطريق على الحزب الديمقراطي، ونحن نعلم بعد ثلاثة أشهر سيكون هناك تصويت في الكونغرس، وبهذه الخطوة الأستباقية من طرف ترامب أراد تقوية موقفه .

.
وأضاف حسكو ، أما في المنظور الفعلي ،لن يكون هناك إنسحاب بمعنى الإنسحاب ، لأن قاعدة أنجرليك لا تبعد كثيراً عن حدود سوريا، كذلك قاعدتهم في الأردن .

.
وأكد أن الدعم الأمريكي سيكون مستمراً داخل دول التحالف ، ولن تتخلى أمريكا عن حلفاءها ( الكورد ) من جهة، وبسط التفوذ الإيراني من جهة أخرى، ولن تدع الروس يتفردون بالوضع السوري قائلا ً: لننتظر العام المقبل والمفاجئات السارة.

.

“صلاح بيرو”  عضو المكتب الاستشاري للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا أوضح ،أن القرار ليس مفاجئاً  بالنسبة للسياسين والمراقبين  للأحداث في المناطق الساخنة، لاسيما وأن التجارب عديدة وماثلة للعين في العديد من الدول ..

.
وبين، أن الحكومة الأميركية صرحت ومنذ بداية دخولها الأراضي السورية، بأنها تعمل ،وبالتعاون مع الدول التحالف من أجل القضاء على تنظيم داعش ، وبمجرد القضاء على هذا التنظيم المتطرف، ستعود الى مواقعها التي أنطلقت منها.

.
و قال بيرو : في الحقيقية دخلت القوات الأمريكية من أجل عدة أهداف نذكر منها: عدم ترك الساحة السورية لروسية وحلفاءها ،ووقف المد الايراني والهلال الشيعي ، والتصدي لقوات حزب الله العدو الأساسي لاسرائيل، والحفاظ على الأمن القومي الاسرائيلي  ..

.
وأعتبر القيادي الكوردي هذا القرار خيانة لقوات قسد ، لأنه لايختلف عن قرارالانسحاب الروسي من عفرين في يناير كانون الماضي حين تركت حليفتها (ب ي د) وحيدةً تواجه القوات التركية.

.

من جهتها وصفت الكاتبة “شمس عنتر” القرار الأمريكي بالانسحاب من الشمال السوري خلال شهور ،بالصاعق، مشيرة إلى أن أمريكا تدعي أنها هزمت داعش، وأنها ستنتقل إلى المرحلة الثانية لحملة مكافحة الإرهاب،  وأنها ستعمل على حماية المصالح الأمريكية أينما وجدت، رغم أنها كانت تصرح أكثر من مرة بأنها لن تخرج من سوريا، إلا بعد خروج إيران ،وتحقيق نوع من الحل السياسي في المنطقة.

.
وبحسب ” عنتر ” حتى لو انسحبت ستبقى تتحكم بشكل غير مباشر بمشهد الأحداث في سوريا .مع أن خذلانها لقوات سوريا الديمقراطية، يصل لمستوى الخيانة .

.
ولفتت في حديثها ان  أمريكا تعلن انسحابها في الوقت الذي يكون المنطقة تحت تهديدات أردوغان بالاجتياح،  رغم أن التناقض دائماً يلاحظ في استراتيجية أمريكا في سوريا .مضيفة أنه خلال يومين أرسلت تعزيزات للمنطقة ،وها هي اليوم تعلن الانسحاب خلال شهور قليلة…لكن لا أحد ينكر مدى صدمته بقرارها الانسحاب السريع .

.

الكاتب والسياسي الكوردي “بير رستم”  قال من جهته إن القرار الأمريكي بالإنسحاب الكلي من سوريا فاجأنا جميعاً . بقناعتي حيث لم يكن متوقعاً إتخاذ مثل هكذا قرار بهذه السرعة وعلى استعجال نظراً للمصالح الإستراتيجية للأمريكان وحلفائها الإقليمين ،ولا نقصد الكرد، بل دول الخليج وعلى رأسها السعودية، فهل يعتبر الخروج الأمريكي هو جزء من العقوبة الأمريكية على ولي العهد السعودي في قضية الخاشقجي ،وهذه استبعدها شخصياً، كون الأمريكان آخر ما يهمهم قضايا حقوق الإنسان.

.
وأضاف رستم ، بالتالي يفهم من التهديد، أو بالأحرى القرار الأمريكي بالانسحاب، هو نوع من الإبتزاز الأمريكي لدول الخليج ،وربما تفجير أزمة جديدة بحيث تدفع المنطقة لحروب مذهبية سنية شيعية للإستثمار فيها حيث حينها ستتدفق الترسانات العسكرية للمنطقة مقابل خيراتها من النفط والغاز .

.
وتابع بالقول كذلك علينا أن لا ننسى بأن هذا الانسحاب سيجعل الروس والإيرانيين في مواجهة تركيا ، وهكذا تكون أمريكا قد أفشل المحور الذي كان قد بدأ يتشكل بين الدول الثلاث السابقة، لكن وللأسف فإن كل تلك الصفقات ستكون على حساب مصالح وقضايا شعوب المنطقة، وبالأخص الشعب الكردي!
وخاصة لو تم تنفيذ القرار على الأرض، ولَم يبقى نوع من الضغط الإعلامي والسياسي على دول الخليج والسعودية لتقديم المزيد من الأثمان للسمسار ترامب.

.
بدورع أكد الناشط السياسي المستقل “كمال يوسف ”
أن أمريكا ترواغ أحزابنا الكوردية بهذا القرار مثل قرار سنة 90  وفك خلاف بين حزبي (الاتحاد الوطني الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني) أنذاك .

.

وأعتبر يوسف أن القرار عبارة عن مناورة للضغط على أحزابنا الكوردية لقبولهم ببعضهم البعض، لأن أمريكا ليست غبية لكي تصرف المليارات على شرق الفرات و في الأخير تتركها وتخرج خاوية اليدين ،إلا إذا أمريكا اتفقت مع تركيا و روسيا ونظام الأسد لتكن قواعدها موجودة، أما باقي المناطق تتخلى عنه ،و هذه كارثة.

وذهب “حواس خلف برو ” سكرتير حزب المستقبل الكوردي الديمقراطي إلى أبعد من ذلك قائلاً إن القوات الامريكية لن تنسحب من شرق الفرات ، وإنما الاحتمال ،أن تنسحب القوات الفرنسية وإرسالها إلى مناطق حول منبج ويبقى الاحتمال الأكيد ، هو أن الأمريكيين، سوف يزيدون من قواتهم في سوريا.

.

من ناحيته نوه الكاتب “محمد عبدي ” إلى عدم وجود
شيء مفاجئ في قاموس السياسة قائلاً : كل شيء متوقع ،وفي أي لحظة، والأدوار والتصريحات تتوزع حسب المصالح والمخططات المرسومة المسبقة حسب مصالحها ومشاريعها مشيراً إلى أن أمريكا تتحرك حسب برنامج مدروس مسبقاً ،وبإتفاق دولي في الكواليس بعيداً عن الأضواء و الإعلام .

.
وأختتم عبدي حديثه لكوردستريت معتقداً بان   القرار جاء  بدراسة مسبقة لم يتم إعلانه في الأيام السابقة ، بشروط أن يحافظ على مصالحها في سوريا حسب المخطط الذي وضع له من قبل.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك