سيدا المجلس الوطني الكوردي تعامل مع الوضع الجديد بعقلية الستينات. والإدارة الذاتية تدعي إنها نموذج للعالم الديمقراطي ولا تتحمل اي انتقاد من اي إعلامي . والوضع في عفرين أقرب الى وضع المنطقة الصربية في البوسنة،

ملفات ساخنة 02 سبتمبر 2017 0
سيدا المجلس الوطني الكوردي تعامل مع الوضع الجديد بعقلية الستينات. والإدارة الذاتية تدعي إنها نموذج للعالم الديمقراطي ولا تتحمل اي انتقاد من اي إعلامي . والوضع في عفرين أقرب الى وضع المنطقة الصربية في البوسنة،
+ = -

كوردستريت حوار خاص |
نازدار محمد. تحرير نوجدار تمي.

قال الدكتور والكاتب السياسي عبد الباسط سيدا لمراسلة شبكة كوردستريت إن الثورة السورية تعرضت لإنتكاسة كبيرة نتيجة تكالب الجهود المناهضة لها. وأخطر هذه الجهود هي تلك التي ربطت بينها وبين الإرهاب.

وقال عبد الباسط سيدا إن ما يحصل الآن للثورة السورية يمثّل النتيجة المنطقية لسلبية المجتمع الدولي، وإفساحه المجال لروسيا وإيران وادواتهما للتفرّد بالشعب السوري الأعزل.

وأضاف سيدا بأن الثورة ستستمر. بصيغ أكثر نضجاً وتنظيماً مستقبلاً بفضل جهود الشباب الذين أكتسبوا خبرة هائلة. ستسترجع الثورة وجهها الحقيقي بعيداً من الإستبداد والارهاب والإفساد الذي كان نتيجة المال السياسي.

وعن الوضع في سوريا بشكل العام، تابع الكاتب الكوردي إن الوضع في سوريا لن يستقر بوجود هذا النظام، ولن يكون رعاته وداعموه حراسه الى الأبد.
وأعتبر عبد الباسط سيدا الصفقة التي ابرمت بين ” حزب الله” والنظام السوري، ومن جهة آخرى ” تنظيم داعش ” التي أخلى الأخير بموجبها مقراته. وبين سيدا إن النظام ورعاته أعتمدوا استراتيجية أتهام الثورة بالإرهاب. في حين أنه وحلفاءه كانوا، وما زالوا، ينسقون مع الإرهاب، وما جرى بين حزب الله وداعش يؤكد هذا التنسيق.

وأشار سيدا في السياق ذاته أن حسن نصرالله نفسه قد قال بانه ذهب إلى دمشق، واستشار بشار الأسد، وحصل على موافقته بخصوص الصفقة. والأيام القادمة ستكشف الكثير عن أوراق النظام ورعاته بخصوص التنسيق مع الارهاب الداعشي.
وتابع سيدا: بكل التأكيد ستظهر اسماء للكثير من ضباط مخابرات النظام وحلفائه، ممن كانوا بين أمراء داعش، وغيرهم من التنظيمات المرتبطة بهم.

وفي شأن آخر تطرق السياسي الكوردي إلى إجتماع المعارضة السورية في العاصمة السعودية رياض، قائلاً :إن الإجتماع كان فاشلاً. فروسيا تحاول إقحام بعض العناصر من جهتها الى الوفد المفاوض. وفرض وجهة نظرها على الوفد. موضحاً: وبصريح العبارة، روسيا تريد الإبقاء على بشار.

وأردف سيدا: هناك بعض من ضعاف النفوس ممن سيرضخون للضغوط. ولكن المعارضين الفعليين، وفي مقدمتهم القسم الأغلب من السوريين، لن يقبلوا بذلك.

وفيما يتعلق بالقضية الكوردية في سوريا، أوضح عبد الباسط سيدا أن القضية الكردية في سوريا قد حصلت على إعتراف وطني وإقليمي،
وأفاد بأن هناك وثيقة موقعة بين المجلس الوطني الكردي ولائتلاف تعترف بالحقوق الكوردية القومية المشروعة ضمن إطار وحدة سورية . وهي تستند في 95%منها إلى الوثيقة التي كان المجلس الوطني السوري قد اصدرها في ربيع عام 2012 . وقبلها وثيقة تونس.

وفي السياق نفسه قال سيدا: علينا ان نعترف بان الموقف الكوردي نفسه يحتاج الى المزيد من الضبط والتوحيد. ويحتاج الكرد الى المزيد من الدبلوماسية والتحرك الإعلامي للوقوف على حجم تراجع التضامن مع الكورد وقضيتهم بصورة مخيفة الآن مقارنة بِمَا كان عليه الواقع الحال في بداية الثورة. فقد كانت نسبة التضامن وقتها كانت تصل الى 80% وربما أكثر. معتبراً بإنه الآن قد تراجعت هذه النسبة الى ما هو اقل من 20%.

وتابع الكاتب الكوردي: علينا ان نتوقف عند الأسباب . معتقداً ان القيادات الكوردية والفصائل الكوردية تتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية. لا يمكن ان تنسب كل ذلك الى تصريحات ومواقف بعض الأشخاص الشوفينيين فقط، الذين لا دور لهم أصلاً بين السوريين.
وشدد سيدا على أهمية أن نمارس شيئاً من النقد الذاتي بموضوعية وجرأة. لا يكفي ان نقول إنها شوفينية البعث والنظام ، وأشار في ذات السياق إلى أن هناك من يعمم الخطأ، ويقول انها شوفينية العرب، وهذا اجحاف.

وفي الشأن نفسه، توقف عبد الباسط سيدا عند عدم استراتيجية واضحة للمجلس الوطني الكردي منذ البدايات. فقد كان تعامله مع الوضع الجديد بعقلية الستينات. واعتمد النهج الاتكالي. وعانى الكثير من الخلافات بين الأحزاب وداخلها، كما اُرهق كثيراً بالانتهازية الشخصية . ولم يتصرف بإنه صاحب قضية عليه ان يسخر لها كل جهوده ويضحي من أجلها. مسائل كثيرة لا بد ان تناقش، ربما سيكون لها مجال اخر.

كما علق الكاتب الكوردي على ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي قائلاً: هذا الحزب لَه مشروع إقليمي ، ولكنه خطف الورقة الكردية من كل الأحزاب الكوردية السورية نتيجة أخطاء هذه الاخيرة. وذكر بإنه كانت هناك حركة شبابية واعدة ، سحقت بفعل الجهود التعاونية بين الأحزاب الكوردية السورية وحزب الاتحاد الديمقراطي. ثم التف الأخير على الأحزاب المعنية وأخرجها من الساحة.

وفي سياق آخر تحدث عبد الباسط سيدا عن العملية التفاوضية في جنيف، وما وإذا كانت ستجلب حلاً توافقياً للشعب السوري. فذكر أن هذه العملية لم تنطلق بعد. دي ميستورا في انتظار التوافق الدولي، الروسي – الامريكي تحديداً ، وحينئذ سيفرض على الأغلب حل على السوريين. وسيتم الاعتماد على من يوافقون على الحل المفروض.

وذكر أن هناك توجه بفرض الاسد. ولكن المشكلة لن تحل. وإنما سننتقل الى مرحلة جديدة وبآليات جديدة.
وأكد عبد الباسط سيدا أن الدستور الجديد لسوريا سيعترف بحقوق الأقليات، ولكن المحك هو التنفيذ.

وفي رده عن سؤال لمراسلتنا حول الوضع في مدينة عفرين قال سيدا: الوضع في مدينة عفرين غير واضح حتى الآن. متسائلاً هل ستخضع للنفوذ الروسي ؟ ربما. ولكن روسيا هل ستنسّق في هذا الموضوع مع النظام أم مع تركيا؟ الأمور ليست واضحة بعد. وأضاف: على الأغلب سيكون وضع عفرين أقرب الى وضع المنطقة الصربية في البوسنة، مع بعض التباينات بطبيعة الحال،
و السياق نفسه شدد عبد الباسط سيدا على أن قصف المدينة من قبل اية جهة كانت مرفوض بطبيعة الحال.

وأضاف سيدا: المنطقة باتت بكل أسف جزءاً من الحملة الإعلامية بين تركيا وحزب العمال الكردستاني . وعادة من يدفع الثمن هم المدنيون، وهذا هو المحزن والمرفوض.

وفي شأن الإستفتاء المقرر إجراؤه في إقليم كوردستان، قال الكاتب والسياسي الكوردي إن الإستفتاء القادم في إقليم كردستان حول الاستقلال هو حق مشروع لا غبار عليه.
وتابع سيدا: إنه خيار لجأ اليه الكرد بعد مائة عام من الإخفاقات في مشروع الاتحاد “الاختياري”.

وفي السياق عينه، تابع سيدا: لم تتمكن السلطات العراقية المتوالية من بناء المشروع الوطني العراقي، الذي كان من شأنه أن يجمع الكل على قاعدة احترام الخصوصيات والحقوق ضمن إطار الوحدة السياسية للبلاد، وكان ذلك نتيجة ضغط الايديولوجيات القومية والمذهبية .

ورغم اعتراف سيدا بحساسية الموضوع اقليميا ودولياً. رأى بأنه إذا الموقف الكوردي متماسكاً، وكان التفاهم مع مكوّنات الإقليم على ما يرام، فستكون القدرة على مواجهة التحديات أقوى .
وأوضح سيدا أن الكورد في كل مكان هم مع الاستفتاء ، ولكن للقضية الكردية في كل جزء خصوصيتها. وستحل ضمن الإطار الوطني الخاص بها. ولكن استقلال اقليم كردستان العراق، في ما لو تم، سيكون موضع ترحيب الجميع. وسيخدم الكرد وعملية الاستقرار في المنطقة بأسرها . الكرد يريدون في جميع الأحوال أفضل العلاقات مع جيرانهم ولصالح الجميع.

وفي خصوص الإعتقالات التي تقوم به الإدارة الذاتية بحق الساسة وأعضاء المجلس الوطني الكوردي، قال الكاتب والسياسي الكوردي: هذه قضية تعكس جانباً من الشجون الكوردية. ممارسات هذه السلطات لا تقتصر على قضية اعتقال مجموعة من القياديين الكرد فحسب، ،فقد دمّر هذا الحزب العملية التعليمية في المناطق الكردية تحت شعار تكريد التعليم الذي هو كلام حق يراد به باطل . كما أنهك الواقع الاقتصادي، وتسبب في تهجير اكثر من مليون كردي ونسبة 90 % من الشباب، وذلك في منطقة لم تشهد حرباً.

وتابع عبد الباسط سيدا: هذه مسائل كارثية لا يتوقف عندها كثير من الناس، خاصة من الأحزاب الكوردية رغم خطورتها.
وأشار إلى أن الحزب المذكور يدعي بانه يؤسس لتجربة الديمقراطية، ستكون نموذجا للعالم، ولكنه في الوقت نفسه لا يتحمل أي انتقاد من ابسط ناشط ،أو إعلامي.

وتابع سيدا: يمنعون الأحزاب الكوردية، ويتساهلون مع ما عداها، وذلك بالتنسيق مع النظام. ولكنه بين في الوقت ذاته أن الاحزاب الكوردية هي الاخرى وبعقليتها الحالية، وأساليبها المعتمدة، تتسبب في احداث الاحباط لدى الناس، الامر الذي يخدم بصورة مباشرة وغير مباشرة الـ ب. ي. د.

ويرى سيدا أن الوضع الكردي السوري ليس على ما يرام. والأحزاب الكردية السورية تتحمل مسؤولية كبرى في ذلك. وحتى في اقليم كردستان هناك تذمر كبير بين أوساط الكورد السوريين اللاجئين هناك من ممارسات تلك الاحزاب، وسلوكية بعض قياداتها وكوادرها. هذه مسائل لا بد ان تتوقف عندها قيادة المجلس الوطني الكردي. فالأمور قد تجاوزت الحدود المعقولة، وتستوجب معالجة موضوعية.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر