تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى استمرار روسيا في تعزيز اتصالاتها مع أكراد سوريا، مشيرة إلى أن هذا قد يخلق نزاعا ليس فقط مع أنقرة، بل ومع تل أبيب أيضا.

 

 جاء في مقال الصحيفة:

 

بغض النظر عن عدم رضا تركيا، تستمر روسيا في تكثيف اتصالاتها العسكرية مع ممثلي الأكراد في سوريا. فقد أفادت وسائل الإعلام نقلا عن ممثل وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل، بأن وحدات عسكرية روسية تتمركز في كانتون عفرين الغربي لكردستان. وسبق أن أعلن عن تمركز وحدات روسية بالقرب من بلدة جب الأحمر في ضواحي مدينة منبج.

 

من غير المرجح أن هذه الأنباء تشير إلى ظهور قواعد عسكرية روسية جديدة في شمال سوريا، كما أفادت وكالات الأنباء العربية والغربية. فقد فندت وزارة الدفاع الروسية هذه الأنباء، ولكنها أكدت وصول عسكريين روس من المركز الروسي لمصالحة أطراف النزاع في سوريا إلى عفرين. مشيرة إلى أن هدفهم الأساسي هو “مراقبة وقف إطلاق النار على مدى 24 ساعة يوميا”. وقد نشر البعض صور وصول العسكريين الروس إلى بلدة كفرجنة القريبة من عفرين. كما نشرت بعض وسائل الإعلام تصريحات للواء أندريه فولكوف الذي يقود هذه المجموعة العسكرية الروسية في عفرين.

بحسب اللواء فولكوف، وصول المجموعة إلى المنطقة ضروري “لكي يكون العلم الروسي مرئيا. لأن الحدود التركية قريبة، ولكي يفهم الجميع أننا ندعم الحكومة السورية وقواتها المسلحة  وأن وجودنا في هذه المنطقة هو لضمان السلام والأمن في المنطقة الحدودية”. وأضاف “كما أن السكان المحليين سيكونون في منطقة مسؤوليتنا، وسوف نتعاون معهم لكي تصبح الحدود السورية آمنة”.

 

أما المصادر الكردية فتشير إلى أن للمجموعة العسكرية الروسية التي وصلت إلى عفرين، هدفا آخر. فقد أعلن ممثل وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل أن القوات الكردية في سوريا وقعت مع روسيا اتفاقية “في إطار التعاون في محاربة الإرهاب وإعداد وتدريب المقاتلين الأكراد عسكريا”.  وبحسب تأكيداته، تهدف قيادة وحدات حماية الشعب الكردية إلى زيادة عدد المقاتلين الأكراد ليصل في منتصف السنة الحالية إلى 100 ألف شخص. وبحسب معطيات رويتر كان عدد المقاتلين الأكراد 60 ألفا في نهاية عام 2016. مع وجود فصائل نسائية.

 

وزارة الدفاع الروسية من جانبها لم تفند ولم تؤكد هذه الأنباء. لذلك يمكن أن نقول إن احتمال قيام الضباط الروس في تدريب المقاتلين الأكراد في عفرين أمر قريب من الواقع. وكما هو معلوم هذه المهمة يقوم بها ضباط أمريكيون. إذ ليس سرا كون غالبية فصائل القوات التي تقودها واشنطن في عملية “غضب الفرات” كردية. دمشق لا ترحب بهذه المسألة وليس بإمكانها عرقلتها. فموسكو تسعى لدعم ومساندة قوات الحكومة السورية لكي تتمكن بنفسها من تحرير الرقة قبل واشنطن.

 

شكليا ليس هناك ما يعيق قيام روسيا بتدريب المقاتلين الأكراد لأنهم مواطنو سوريا، والخبراء الروس بموجب الاتفاق مع دمشق يدربون منذ زمن أفراد القوات المسلحة السورية.

 

قد تعيق أنقرة تنفيذ خطط روسيا بشأن تدريب المقاتلين الأكراد. إذ لفتت وسائل الإعلام النظر إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من الرئيس الروسي بوتين خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، التخلي عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية، التي يعتبرها إرهابية. وقد أعلن أردوغان مرارا أن أحد الأهداف الرئيسية للقوات التركية في شمال سوريا هو محاربة وحدات حماية الشعب الكردية، التي لها علاقات وثيقة مع “الإرهابيين الأكراد في تركيا”. أما موسكو فلديها وجهة نظر مختلفة في هذه القضية. “إن نشر وحدات عسكرية روسية في ضواحي عفرين ومنبج يتعلق بتشكيل منطقة عازلة على خط المواجهة بين الأكراد من جهة والأتراك والموالين لهم الذين يساهمون في عملية “درع الفرات”من جهة أخرى.

لم تظهر ردود فعل من جانب تركيا على نشاط موسكو في سوريا. بيد انه لا يمكن استبعاد وقوع استفزازات من جانب القوات التركية والموالين لها ضد الكرد وأيضا ضد الوحدات الروسية.

 

على هذه الخلفية توترت العلاقات بين روسيا وإسرائيل، إثر قيام الأخيرة بقصف مواقع قوات الحكومة السورية في تدمر، ما اضطر الجانب السوري إلى استخدام المضادات الجوية لمواجهتها، وأعلن عن إسقاط إحدى الطائرات وإصابة ثانية. وقد فندت تل أبيب هذه المعلومات.

 

حاليا من الصعوبة تحديد أين هي مواقع المضادات الجوية السورية وأين الروسية. ومع ذلك قد يكون في مواقع المضادات الجوية السورية خبراء من روسيا. أي أن مهاجمة إسرائيل لمواقع المضادات الجوية السورية، يهدد حياة الخبراء الروس في جميع الأحوال. (روسيا اليوم)