صحيفة “نيويورك تايمز” : الشرق الأوسط كان على شفير حرب جديدة لولا الاتصال الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو

صحافة عالمية 13 فبراير 2018 0
صحيفة “نيويورك تايمز” : الشرق الأوسط كان على شفير حرب جديدة لولا الاتصال الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو
+ = -

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الشرق الأوسط يوم السبت الماضي كان على شفير حرب جديدة لولا الاتصال الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

 

وبحسب الصحيفة فإن الجنرالات الإسرائيليين أخرجوا من الأدراج الخطط التي لطالما كانت لديهم لشن هجوم على سوريا في أعقاب اسقاط الطائرة الإسرائيلية، لكن السوريين كما الايرانيين وحزب الله أدركوا أن الأمر وشيك وجعلوا الجميع على بينة من أن أي شيء من هذا القبيل لن يمر من دون ردّ. وبالرغم من وصول الرسالة إلى الاسرائيليين إلا أنهم لم يتردعوا مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية استعدت للذهاب نحو الحرب.

 

لكن وفق الصحيفة كان الاتصال الذي أجراه بوتين بنتنياهو والذي عبّر فيه الرئيس الروسي عن غضبه خصوصاً وان القصف الاسرائيلي جاء بالقرب من تمركز القوات الروسية، كافياً لجعل نتنياهو يتراجع عن الخطط التي وضعت على الطاولة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري اسرائيلي رفيع أن موسكو في العلن كما في السرّ اتخذت جانب الطرف الآخر ضد إسرائيل قائلاً “لقد سمعنا الرسالة الروسية جيداً وعلى نحو واضح”.

 

وفي سياق المقال كشفت “نيويورك تايمز” أن إسرائيل نفذت أكثر من 100 غارة صاروخية ومدفعية على مخازن وقوافل أسلحة من دون حتى الاعتراف بذلك وتحمّل المسؤولية.

 

ورأت الصحيفة الأميركية أن التنسيق التكتيكي المحدود بين موسكو وتل أبيب لم يدفع بروسيا إلى فهم احتياجات إسرائيل الاستراتيجية مشيرة إلى أنه مع اقتراب انتصار الأسد، طلبت إسرائيل من روسيا ضمان مغادرة الإيرانيين سوريا بمجرد انتهاء الحرب لكن هذه الطلبات قوبلت بلامبالاة في موسكو التي ترغب بتكريس موطئ قدم آمن لها في الشرق الأوسط وتقتضي سياستها الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران.

 

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى طلب إسرائيل المتكرر من إدارة ترامب القيام بأمر ما من أجل منع تدهور الأوضاع مشيرة إلى الزيارة التي قام بها وفد إسرائيلي رفيع إلى واشنطن في آب/ أغسطس الماضي والذي ضمّ رئيس  الموساد يوسي كوهين ورئيس الاستخبارات العسكرية هيرزل هاليفي. ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الوفد الاسرائيلي قدّم لمستشار الامن القومي الأميركي هيربرت ماكماستر معلومات حساسة ودقيقة وبالغة الأهمية عن خطط لدى إيران وحزب الله لاستهداف إسرائيل عند الحدود مع سوريا من بينها أن حزب الله يبني حضوراً عسكرياً لافتاً له في سوريا وأن طهران تخطط لإقامة قاعدة بحرية في المتوسط في مرفأ طرطوس.

 

وقال مشارك في هذه المحادثات للصحيفة “إن اسرائيل طلبت أن يتضمن اي اتفاق سلام بشأن سوريا انسحاب حزب الله وقوات الحرس الثوري من البلاد” لكن الأميركيين لم يلبوا هذه المطالب. وبحسب أحد المشاركين في المحادثات الأميركية الاسرائيلية لا يعلم الإسرائيليون ما الذي تريد الإدارة الاميركية الحالية تحقيقه وأن الشعور لديهم هو مزيج من الضياع والفوضى.

 

وخلصت الصحيفة إلى أن أحداث يوم السبت أظهرت أمرين على نحو واضح: الأول أنه لا يمكن لإسرائيل التحرك في سوريا من دون حدود حرية إسرائيل للعمل في سوريا باتت محدودة حيث ستواجهها بقوة من الآن فصاعداً القوى المشتركة المعارضة لها. والأمر الثاني أن روسيا باتت اللاعب المهيمن في المنطقة.

 

وقالت “نيويورك تايمز” إن نتنياهو الذي سيشارك يوم الجمعة للمرة الأولى في مؤتمر ميونيخ للأمن إلى جانب رئيس الموساد يأمل بأن يوضح بأن الوضع الحالي في سوريا غير مقبول وأن يحذر الولايات المتحدة والدول الأخرى بأنه في حال لم يتم لجم إيران فإن إسرائيل ستستهدف قواعدها في سوريا.

ورأت الصحيفة أنه جرى تجنب حرب وشيكة يوم السبت لكن للوقت الحالي فقط إذ إن كل المكونات اللازمة لاندلاعها ما تزال قائمة. (الميادين)

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك