قراءةٌ في تفاصيل الهجوم على عفرين وآراء السياسيين حوله وتباين ردود الأفعال الدوليّة …

ملفات ساخنة 27 يناير 2018 0
قراءةٌ في تفاصيل الهجوم على عفرين وآراء السياسيين حوله وتباين ردود الأفعال الدوليّة …
+ = -

(عفرين …….. عارف سالم )

بدأت العملية التي أطلقت عليها تركيا تحت مسمى “عملية غصن الزيتون” مساء يوم السبت الفائت على مدينة عفرين ذات الأغلبية الكردية بدافع محاربة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية دون إلحاق الضرر بالمدنيين، وفق بيان أصدرته رئاسة الأركان التركية عقب أول هجوم لها على أرجاء من مدينة عفرين.

وجاء مصطلح الإرهاب الذي ذكر في بيان رئاسة الأركان التركية في إشارة منها إلى وحدات الحماية الكردية “YPG” على أنها تتبع ضمنيا حزب العمال الكردستاني “PKK” الذي يقاتل تركيا في جبال قنديل منذ عشرات السنوات، وبناء على هذا المعتقد تجد تركيا وجود هذه الوحدات في المناطق المحاذية لها خطرا على أمنها لتعلن بذلك عن تحركها العسكري بالتنسيق مع الجيش السوري الحر الممول من قبل تركيا منذ بداية الثورة السورية “الربيع العربي” باتجاه منطقة أعزاز في ريف حلب الشمالي باتجاه مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية.

وجاءت مشاركه الجيش السوري الحر  مع الجيش  التركي  في هذه العملية وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف المسلحة، والتي تقاتل على الأراضي السورية، ففي الوقت الذي اعتبرته بعض الفصائل بابا للتدخل الأجنبي ذهب آخرون إلى أن لذلك أسباب ومبررات حقيقة..

.

فالمتحدث الإعلامي باسم “منصة القاهرة”  فراس خالدي، قال بأن “الفصائل التي شاركت القوات التركية في عملية غصن الزيتون، برّرت تدخلها بسبب إعلان ال PYD الفيدرالية وبشكل أحادي، مستغلين ظرف الفوضى في سورية، ومن دون أدنى تعاون مع من شركائهم الأرض والماء والهواء لسنين، إضافة إلى تهجيرهم الكثير من مناطقهم، وفعل الكثير من التجاوزات، لا أستطيع وضع هذه التصرفات في سياق الأخطاء الفردية، بسبب كثرتها، وكما قد خاطبناهم من قبل خوفاً من هكذا ردات فعل، بكل تأكيد ووضوح أرفض أي تدخل أجنبي، وغير راضٍ عمّا يحصل في عفرين، ولكن حان الوقت للقادة السياسيين لديهم بأن يعوا أنّ جيرانهم العرب هم عمقهم الاستراتيجي، وأنّ أمانهم هو كما كان من أمان جيرانهم، وإن كان فك ارتباطهم بال PKK شي بالغ الصعوبة”.

وأضاف خالدي في سياق متصل من حديثه ” يجب أن يعوا -في إشارة منه إلى الوحدات الكردية-أنّ من دعمهم لم ولن يدعم أحلامهم، إنا دعمهم لأسباب مرحلية، واعذروني على وصفي لهم بأنهم للأسف كانوا ولا زالوا أداة بيد بعض القوى الدولية، وسيبقوا إن لم يعيدوا ترتيب أوراقهم واصطفافهم، يجب أن يعلنوا أنهم مع وحدة الأرض السورية أرضاً وشعباً، وأنهم جزء من المنظومة السورية، وأن يوقفوا القمع الإخوة الكورد المعارضين لهم، ووقف التهجير الديمغرافي والسماح لأهالي المناطق التي هُجِرت بالعودة إلى بيوتهم وأرضهم، لأنه وبنظري أحد أهم الأسباب لوجود عناصر سورية في القوات المهاجمة هو الظلم الذي تعرضوا له”.

في حين ذهب السياسي الكردي عبدالباسط سيدا قبيل إعلانه استقالته من الائتلاف المعارض لقوى الثورة السورية إلى القول “اشتراك فصائل الجيش السوري الحر، وكلنا نعلم أنه لا توجد قوات موحدة تعمل تحت قيادة موحدة لهذا الجيش، وإنما فصائل بولاءات مختلفة تبعا للجهة الداعمة، ولكنها تظل سورية محسوبة على المعارضة السورية”، وواصل حديثه “من المفروض أن تدرك هذه القوات حسابة الوضع السوري، ومدى تشنج العلاقات بين مختلف المكونات بين الكرد والعرب متوترة منذ أيام نعارك رأس العين وتل حميس وتل براك ومن ثم كوباني، كان الأولى بهذه الفصائل – إذا كانت تعمل لمصلحة سورية بكل مكوناتها أن تنسق مع القيادات السياسية وتتريث في موضوع التدخل الذي سيترك جروح عميقة مستقبلا”.

وأبدى السياسي الكردي رفضه لتدخل القوات الكردية في عموم سوريا وليست المناطق الكردية فقط، قائلا “طبعاً بالنسبة لموضوع ب ي د، أو ب ك ك. نحن ضد تدخله وممارساته في سورية سواء في المناطق الكردية أم العربية أم المختلطة، ولكن المشكلة أن الكثير من كرد سورية قد التحقوا بهذا الحزب، وتحالفوا مع العديد من المكونات السورية من عربية وسريانية وغيرها، لذلك كنا في حاجة إلى مبادرة سياسية”، ونوه في معرض حديثه بأن “تركيا دولة إقليمية هامة لها حساباتها وهواجسها التي نعرفها، ولكن في نهاية المطاف نحتاج إلى تهدئة الأجواء، والبحث عن الحلول المعقولة المقبولة لصالح الجميع، والحفاظ على العلاقات الودية بين شعوب ودوّل المنطقة”.

وأعتبر السياسي السوري برهان غليون في حديث خاص لشبكة كوردستريت ” بأن ماحصل في عفرين هو “جزء من هذه المأساة السورية، وثمرة تضافر أخطاء مشتركة لأصحاب القرار السياسي لدى كل الأطراف المنخرطة في الصراع: الحركة التحررية الكردية التي اختصرت بحزب الاتحاد الديمقراطي بعد اندلاع الثورة، وفي صف القيادة التركية التي أخفقت في الاستجابة السريعة والجدية لتحديات الثورة السورية وفشلت منذ عقود في ايجاد حل للقضية الكردية الملتهبة في تركيا نفسها، ووضع حد للحرب الكردية التركية الطويلة الكامنة والمتفجرة معا. وهي أخطاء أكبر ارتكبتها مؤسسات المعارضة السورية التي اظهرت باستمرار، وتقريبا في كل المنعطفات، ذيلية لا تحسد عليها تجاه الدول الصديقة أو الداعمة بدل أن تبادر إلى التوسط وإطلاق مبادرة لتحييد عفرين، وإخراج المقاتلين، وحماية المدنيين، وفتح حوار داخلي حقيقي يضمن التوافق بين مطالب المجتمع الكردي المشروعة ومصالح الشعب السوري ويساعد على الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسيادتها، وإعادة بنائها على اسس ديمقراطية سليمة، والتعاون على إخراج جميع القوى والميليشيات الأجنبية من أراضيها، مهما كانت النتائج لهذا التدخل التركي ستكون عواقب استمرار هذه السياسات الخاطئة وخيمة على السوريين أولا، عربا وكردا، وعلى المنطقة والاستقرار الاقليمي ثانيا، وعلى ثقة شعوبنا بالمستقبل أيضا”.

ففي الوقت الذي ألقى معظم السياسيين والأطراف السورية المختلفة العربية منها والكردية اللوم على حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” من ارتباطها الواضح بحزب العمال الكردستاني “PKK” في مختلف التصاريح التي صرحوا بها، وبأن سياستها هي التي فرضت التدخل التركي، إلا أن نظرة حزب الاتحاد تأتي في الإتجاه المعاكس لهذه الآراء والتصاريح جميعا، ف عائشة حسو القيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي، تقول بأن “السبب الرئسي بعد فشل تركيا بمشروعها الداعم لضرب القوة الديمقراطية التي هي وحدات حماية الشعب والمراة، وذلك من خلا ل دعمها لداعش التي كانت تحارب، بل وكالة عن تركيا وتطور مشروع الخط الثالث وهو الحل الأمثل أي مشروع الأمة الديمقراطيه الذي لايخدم مشروع تركيا وحلمها بإعادة الإمبراطورية العثمانية.. على حد قولها .. وضرب داعش في معقلها الرقه ونجاح الانتخابات مشروع الفدرالية الذي بات الحل الأمثل كحل أزمة سورياهذا جعل تركيا يركبها كريزا جنون أي ضرب كل أوراقها وسياساتها عرض الحائط هو السبب وتطور مشروع الديمقراطية الذي لا يدخل خانه دولة قوموية بامتياز”.

وأردفت “حسو ” القول في ذات الصدد “الجيش التركي هو ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، وهذه الكتائب المسمات بإحرار الشام وتحت أي مسمى الذين تم استجمعهم في مناطق إدلب وجرابلس والباب هم ربما يظنون أنفسهم أقوياء ولكنهم من داخل اي ككيان نستطيع أن نقول بأنهم كيان فارغ بعيدا عن المبادئ بعيدا عن روح المقاومة بعيدا عن ما يسمى الحل نحو سوريا أفضل فكل غايتهم شخصية فتركيا غايتها واضحة وصريحة واطرحتها من أجل الأزمة السورية بات الجميع على علم ويقين بها ماهو كضرب البنية التحتية إعادة الحلم بالامرطورية العثمانية أما تلك القوة الأخرى المرتزقة هي ليست آلا صورة جديدة لداعش داعش التي تمت كسرى شواكتها من قبل القوة الكوردية أن لا أختصر القول بدافع عن عفرين هم قوات كوردية -وحدات الحماية الكوردية- فقط من يدافع عن عفرين هم قوات قسد أي أن مدينة عفرين تدافع عن أرضها بكافة مكوناتها بعربها وكوردها ومسيحها وأيضا المكون الدين الذي بالفعل ك أكراد ايزيديين نالوا الويلات من دواعش في عفرين هناك قرى وأهلنا الكورد الإيزيديين هم أيضا يدافعون عن عفرين”.

وتابعت في سياق كلامها ” ليست القوات الكوردية هي من تدافع عن عفرين فقط، إنما من تدافع عنها هي قسد التي حاربت التنظيم الإرهابي “داعش” إلى الآن وأثبتت للعالم وبجدارة بأنها استطعت هزيمتهم، وماحدث حتى الآن تركيا تصرح منذ يومها الأول بأنها ستدخل عفرين خلال ساعات. نحن نرى كيف تركيا تلحقها الويلات والهزائم الواحدة تلو الأخرى، وكيف قوات القسد ووحدات الحماية الكوردية تدافع بكل بسالة عن أرضها، وحتى الآن ماتزال في طور الدفاع وهذا دليل على قوة هذه القوات المعنوية التي يستقرها الجانب الأخر والجانب التركي، وأيضا المرتزقة القابعون في أعزاز وجرابلس لذلك الوحدات الكوردية تدافع فقط وسيطعون تلقين تركيا المرتزقة درساً سيكتب في صفحات التاريخ ولا تنسها تركيا أبدا”.

وأشارت القيادية الكردية في كلامها إلى أن “الهجمة أو نسميها الإحتلال الذي تحاول تركيا الآن دخول الأراضي من خلال مقاطعة عفرين هي ليست على الأكراد فقط، بل هي على كافة مكونات التي استطعت خلال الأزمة السورية، وكيف باتت اقتتال طائفي مذهبي في كثير من المناطق عفرين حافظت على مبدأ أخوة الشعوب حتى الآن، وعفرين أصبحت مثال يحتذى به على مستوى السوري فحتى الآن الألف من نازحين العرب يقطنون عفرين وكانت ملذهم الأمان، ولكن الآن نرى كيف هؤلاء الذين بعد مجائهم لعفرين كيف تركيا تحاول حتى الآن أن تهدم هذا الملاذ بنسبة للاجئين”.

وكان مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية قد قال: إن متطوعين أمريكيين وبريطانيين وألمانا حاربوا تنظيم “داعش” الإرهابي إلى جانب هذه القوات متواجدون الآن في عفرين للمشاركة في التصدي للهجوم التركي، مشيرا إلى أن أعدادهم بالعشرات، قائلا “سيأخذون المعارك للاتجاه التركي” وفق رويترز، لكن الأسئلة المتفاوتة والمفتوحة الإجابة تبقى في إطار الاستفسارات حول تصريح المسؤول الكردي بوجود جنود ألمان معهم واستخدام الجيش التركي دبابات ألمانية من نوع “ليوبارد” في عمليتها العسكرية على عفرين.

أما ردود الأفعال الدولية على العملية العسكرية التركية في عفرين فقد تباينت، ففي الوقت الذي أكدت فيه واشنطن رفضها لهذه العملية معتبرة إياها زعزعة لاستقرار سوريا، اعتبرت الخارجية التركية بأن ذلك هو حماية النفس من “الإرهاب” وحذر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل من مخاطر لا يمكن التكهن بعواقبها على وقع المواجهة العسكرية بين تركيا وفصائل حماية الشعب الكردية في عفرين، أما الخارجية المصرية فقد اعتبرت إياها “انتهاكا جديدا للسيادة السورية” واعربت طهران عن قلقها إزاء عملية الجيش التركي العسكرية في مدينة عفرين شمالي سوريا، وتدعو أنقرة إلى إنهاء عملية “غصن الزيتون”شمالي سوريا بشكل عام

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر