قوات النظام تصعد هجومها على الغوطة الشرقية وتعذر إدخال قافلة مساعدات

حول العالم 09 مارس 2018 0
قوات النظام تصعد هجومها على الغوطة الشرقية وتعذر إدخال قافلة مساعدات
+ = -

(ا ف ب)تصعد قوات النظام الخميس هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة التي باتت تسيطر على أكثر من نصف مساحتها، محاولة تضييق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة في وقت لم تمنح دمشق الأمم المتحدة الضوء الأخضر لادخال مساعدات غذائية وطبية.

 

وظهرت في وقت متأخر الأربعاء عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من ستين مدني في بلدتين في الغوطة الشرقية وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال أطباء عاينوا المصابين انها شبيهة لتلك الناجمة عن تنشق غاز الكلور، الأمر الذي لطالما حذرت دول غربية من أن استخدامه لن يمر من دون عقاب.

 

على جبهة اخرى في شمال سوريا، سيطرت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها الخميس على بلدة جنديرس الاستراتيجية في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية سوريا بعد اسابيع من المعارك العنيفة، بحسب المرصد.

في الغوطة الشرقية، جددت قوات النظام قصفها الخميس على بلدات عدة، ما تسبب بمقتل 13 مدنياً معظمهم في غارات طالت مدينة زملكا وفق المرصد الذي أحصى منذ بدء قوات النظام هجومها قبل نحو ثلاثة أسابيع مقتل أكثر من 900 مدني.

 

وتركز قوات النظام هجماتها حالياً على بلدة مديرا التي باتت تسيطر على اجزاء منها. وافاد المرصد عن “قصف جنوني بكافة أنواع الاسلحة” يطال البلدة التي من شأن السيطرة عليها أن تمكن قوات النظام “من فصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة الى شطرين، شمالي يضم دوما وجنوبي تعد حمورية أبرز بلداته”.

 

وبحسب عبد الرحمن، “تسعى قوات النظام الى فصل مناطق سيطرة جيش الاسلام، ابرز فصائل الغوطة عن فيلق الرحمن بهدف اضعاف المقاتلين، تمهيداً لشن هجمات منفصلة على الطرفين”.

– “لم تمنح اذناً” –

وتشن قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل يتخللها قصف جوي وصاروخي ومدفعي كثيف.

وتواصل قوات النظام هجماتها رغم اعلان روسيا منذ اكثر من أسبوع هدنة انسانية يومية تستمر لخمس ساعات، ويتخللها فتح “ممر انساني” عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.

 

ولم يسجل منذ بدء تطبيق الهدنة خروج أي من المدنيين في وقت افاد مصدر عسكري سوري لفرانس برس عند أطراف ضاحية جرمانا الخميس عن فتح معبر انساني آخر جنوب الغوطة الشرقية لافساح المجال أمام خروج المدنيين من بلدة جسرين التي تخوض قوات النظام معارك ضد الفصائل على اطرافها. وتعذر صباح الخميس ادخال الامم المتحدة قافلة مساعدات الى الغوطة الشرقية.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ينس لاركي لفرانس برس “لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها اليوم من العودة الى دوما لأن السلطات السورية لم تمنح القافلة اذناً للتحرك جراء أسباب أمنية”.

 

وكان من المقرر دخول هذه القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري الى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية. وعلى متنها مساعدات تكفي سبعين ألف شخص.

لكن موسكو اتهمت الفصائل بمهاجمة نقطتي تفتيش تابعتين للجيش السوري، ما أدى الى سقوط إصابات والتوقف عن ادخال المساعدات.

 

واكد بيان للجيش الروسي ان “المسلحين يبذلون ما في وسعهم لمنع السكان من المغادرة”.

 

– عوارض ضيق تنفس –

وظهرت عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من ستين مدنياً في وقت متأخر الأربعاء في بلدتي حمورية وسقبا، اثر ضربات جوية شنّها وفق المرصد طيران النظام وروسيا، حليفة دمشق التي نفت في السابق استهدافها الغوطة.

وعالج أطباء في أحد المرافق الطبية في الغوطة الشرقية 29 مصاباً على الأقل ظهرت عليهم عوارض مشابهة لتنشق غاز الكلور، وفق ما أعلنت الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) التي تدعم مستشفيات عدة في المنطقة المحاصرة.

 

وأشارت الجمعية الى ظهور عوارض ضيق تنفس حاد وتعرق واحمرار العين وصفير عند التنفس عند المصابين.

وتمكن مراسل وكالة فرانس برس في حمورية من رؤية عشرات الأشخاص، نساء وأطفال، يغادرون الملاجئ حيث اختبئوا من القصف الجوي، ويجلسون على أسطح الأبنية على أمل التنفس بشكل أفضل.

 

ونزع الأهل ملابس أطفالهم الذين لم يتوقفوا عن السعال لغسلهم بالمياه محاولين ازالة أي أثر لاحتمال وجود غاز سام على أجسادهم.

واتُهم النظام السوري، الذي نفى مرات عديدة استخدام أسلحة كيميائية، بقيامه بهجمات بغاز الكلور في الأسابيع الأخيرة.

 

وقد أثارت هذه الاتهامات التي وصفها الرئيس السوري بشار الأسد بـ”غير الواقعية”، غضب دول غربية عدة. وهددت واشنطن وباريس بشن ضربات في حال توفر “أدلة دامغة” على استخدام السلاح الكيميائي.

 

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر