قيادي في حزب الوحدة لكوردستريت :” لانستطيع أن ندين الاعتقال بسبب خرق القوانين…الإعلام الكوردي خطا خطوات مهمة”

ملفات ساخنة 30 نوفمبر 2016 0
قيادي في حزب الوحدة لكوردستريت :” لانستطيع أن ندين الاعتقال بسبب خرق القوانين…الإعلام الكوردي خطا خطوات مهمة”
+ = -

كوردستريت – سليمان قامشلو

قال “صلاح علمداري” عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي بأن الوضع في الأحياء الشرقية من حلب “كارثي” من الناحية الإنسانية، وبأن سكان هذه الأحياء يعيشون ظروفاً وصفها ب”صعبة جداً” مشيرا بأن النظام يتقدم في الجهة الشرقية من المدينة، ويطبق حصاره على هذه الأحياء؛ وذلك في حوار خاص أجراه مراسل شبكة كوردستريت الإخبارية معه.
.
وأضاف بأن سياسة الحصار والتجويع التي يتبعها النظام “حققت نتائج” في العديد من المدن والبلدات في الوسط والجنوب، معتقدا بأنه ستأتي بنفس النتيجة في حلب، مؤكدا بأن المعارضة السورية التي تتخذ من تركيا مقراً لها انتهت عملياً بعد الاستدارة التركية نحو روسيا, مشيرا بأن تركيا هي التي تتفاوض باسم المعارضة وهي التي ستقرر حسب وصفه “مصيرها” منوها بأن تركيا حازت على “غض نظر” أمريكا بخصوص منطقة آمنة حول جرابلس، وبأنها تتفاوض الآن مع الروس لتوسيع هذه المنطقة وترسم حدودها لتصل إلى منطقة الباب, والمقابل صمتها على ما يجري في حلب الشرقية، ملفتا بأن مدينة حلب بالكامل ستصبح بيد النظام مرة أخرى، وبأن المسلحون سيتحولون إلى مجموعات متناثرة في الريف الحلبي الشمالي تحديداً، والخشية أن يتم حشرهم مرة أخرى في الموقع الخطأ، كأن تستغلهم تركيا هذه المرة في حربها على الكورد مقابل استئناف تمويلهم وتسليحهم أو أن يندمجوا حسب اعتقاده “مع التنظيمات الجهادية و يصبحون جزء من شبكة الإرهاب”

.

السياسي الكوردي في إجابته على سؤال لمراسل الشبكة أشار بأن “دونالد ترامب” كشخص وسيرة ذاتية بات “معروفاً للجميع بفضل تقنية البحث الإلكترونية” منوها بأنه ك”رئيس سادس وأربعين للولايات المتحدة ساكن البيت الأبيض الجديد محاطاً بالمستشارين لا تعرفه الناس بعد” مؤكدا بأنه سيختلف عن ذاك الذي خاض حملة الانتخابات، خطاب القسم والبرنامج الرئاسي وطاقم الحكم الجديد سيوضحون حسب اعتقاده “ملامح السياسة الأمريكية للمرحلة القادمة” معتقدا بأن “ترامب” لا يتمتع بسعة صدر وبرودة أعصاب وقدرة على المراوغة تميز بها سلفه الديمقراطي “أوباما” ملفتا القول بأن الملف السوري من بين الملفات الهامة التي تنتظر رؤية الرئيس الجديد حولها, لكن المشهد السوري بعمومه حسب وصفه “لا زال غامضاً” وبأن القوى والأطراف السورية التي برزت خلال الفترة الماضية “لا زالت في مرحلة التشنج والتحارب والتجزيء وليس في مرحلة المراجعة و الاستيعاب والتأطير” منوها بأن أوراق معظمها “احترقت” وبأنه ربما تظهر شخصيات وقوى وتحالفات جديدة .

.
واردف القول بأن “داعش” وأخواتها من التنظيمات الجهادية لا زالت تسيطر على مساحات واسعة من سوريا, وبأنه لا يوجد مشروع أو مبادرة للحل استقطبت حتى اللحظة غالبية سورية و لو نسبية، موضحا بأن الأطراف الإقليمية والدولية التي استثمرت في الملف السوري لا تريد أن تخرج خاسرة, مستبعدا بأن ترضي ما وصفها ب”الكعكة” السورية “شهية الجميع” متابعا بأنه قد يتمكن “ترامب” من التوصل إلى تفاهمات مع نظيره الروسي “بوتين” لكن أوربا الحليف القوي لأمريكا في عهد أوباما ستتعامل حسب ظنه “بحذر مع أفكار وسلوك الرئيس الجديد” مضيفا بأنه ثمة توقعات بتبلور موقف أوربي مختلف نسبياً عن الموقف الأمريكي، وبأن المخرج السوري سيكون هو في قرار أممي ملزم لجميع الأطراف , أو في تفاهم بين روسيا وأمريكا وأوربا، وبأن القرارات الملزمة بدون تهيئة مناخات ملائمة على الأرض وحوارات وتفاهمات مسبقة بين الأطراف المتصارعة ترافقها – غالباً- نزاعات جانبية عديدة وتحتاج معالجتها إلى فترة زمنية طويلة, مثلما حصل حسب تعبيره “في أفغانستان وما قد يحصل في سوريا”
.
وبشأن اعتقال كوادر المجلس الوطني أوضح “علمداري” بأن المجلس حاول من خلال ثلاث اتفاقيات أن يكون شريكاً في الإدارة وهذا يعني أن المجلس يدرك تماماً أهمية الإدارة في هذه المرحلة لكنه لم يتمكن من المشاركة فيها لأسباب عديدة، مشيرا بأن الخيارات المتبقية عدا المشاركة هي إما إسقاط الإدارة وطرح بديل لها أو الاعتراف بها ومحاولة تصويبها من خلال معارضة إيجابية, أما إذا كانت الغاية هي إسقاط الإدارة القائمة أوضح بأنهم لايعتقدون أن المجلس بمفرده وبعقلية قياداته الحالية “قادر” حسب قوله “على تقديم نموذج أفضل” ناهيك عن تبعات الصراع البيني وانعكاساته السلبية جداً على الموقف الكوردي العام في هذه المرحلة.
.
وتابع في ذات السياق بأنه يبقى من وجهة نظرهم خيار المعارضة الإيجابية ومحاولات الإصلاح والتصويب من خارجها قدر الإمكان إلى حين تجاوز المرحلة الحالية، موضحا رفضهم الاعتقال السياسي كمبدأ، مدينا الاعتقال السياسي لكوادر وقيادات المجلس الوطني الكردي كما منتسبي وقيادات الأحزاب والتجمعات الأخرى من قبل سلطة الإدارة، مؤكدا بأنهم لا يستطيعون أن يدينوا الاعتقال بسبب خرق القوانين, إذ لا بد أن يخضعوا حسب وصفه ك”حالة مجتمعية” لقوانين وقرارات ناظمة لمعيشة وتخديم وأمن الناس، وهي في حالتنا الكردية قوانين الإدارة القائمة التي أمست واقعاً لا يمكن تجاهلها من وجهة نظرنا , منوها بأنه لا يجوز أن يقرر وينفذ كل طرف وكل حزب من جهته ما يريد بحجة عدم الاعتراف بالآخر, حينها ستتحول مناطقهم حسب اعتقاده “إلى دويلات بعدد احزابهم” ناهيك عن الروابط والتجمعات المدنية.
.
القيادي الكوردي في معرض حديثه عن دور الإعلام الكوردي أكد بأنه ورغم قلة الكادر الأكاديمي المتخصص وتواضع الإمكانيات وحداثة التجربة الكوردية عموماً مع الإعلام , لا يمكن الإنكار بأن الإعلام الكوردي حسب وصفه “قد خطا خطوات مهمة واستطاع أن يواكب – و لو نسبياً – التطورات المتسارعة خلال الأعوام السابقة” منوها بأنه لا يمكن أيضاً فصل الإعلام عن الحالة الكوردية العامة, فكما تحتاج السياسة الكوردية إلى خطاب “أكثر تعبيراً وتأثيرا” ً فإن الإعلام الكوردي من قنوات ومواقع وجرائد حسب قوله “بحاجة إلى لغة أكثر مصداقية وأكثر قابلية للتفاعل” مردفا القول بأنها تبقى بحاجة إلى تأهيل وتخصص ومزيد من الحيادية في صياغة ونقل الخبر كما إلى إمكانيات وتقنيات ومراسلين قريبين من الحدث.

.
واختتم “علمداري” حديثه لشبكة كوردستريت الإخبارية بأن المرحلة الكوردية في سوريا هي مرحلة “تثبيت الذات” مما يحتم على الكورد أن ينتقلوا حسب اعتقاده “من مرحلة الصراع البيني على الجزئيات إلى مرحلة التنافس في الأفكار والرؤى والمشاريع تحت سقف فوق حزبي يجمع كافة الأطر والأحزاب وروابط المجتمع المدني وصياغة استراتيجية واضحة لمخاطبة الشريك في الوطن والرأي العام كهوية وكينونة ككرد و ليس كأحزاب مفرطة في تعدادها وتبعثرها وتشظيها” وكل ذلك على حد قوله.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر