كوردستريت – تستطلع : كيف قرأت النخبة السياسية الكوردية ما طرحه الوفد الكوردي في مؤتمر الرياض 2 ؟

كوردستريت – بيرين يوسف

.

نظراً للأوضاع المتأزمة في سوريا منذ سبع سنوات وإلى تاريخه عُقدت عدّة مؤتمرات وفي عدّة دول “آستانا ،جنيف ،الرياض” للوقوف الأزمة السورية وفي ماهية سوريا المستقبل والآلية التي سيؤول إليها نظام الحكم ، وقد شارك في هذه المؤتمرات كل مكونات وطوائف الشعب السوري ،والكتل السياسية المعارضة ،ومن بين هذه المؤتمرات مؤتمر الرياض 2 والذي عُقد يوم الأربعاء 22 نوفمبر /تشرين الثاني ،وبدعوة  من المملكة العربية السعودية لما يقارب 140 شخصية سياسية معارضة من مكونات الشعب السوري ،كما ودعت ممثلين عن الكورد من ضمن منظومة الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية،بالإضافة لأعضاء آخرين تمت دعوتهم في إطار المجلس الوطني الكوردي ،،حيث أصدر المؤتمر في ختام جلسته بياناً لما توصل إليه المشاركون من داخل قاعة انعقاد المؤتمر حول مستقبل سوريا وحول القضية الكوردية واعتبارها جزءاً من القضية الوطنية السورية .

.

وكانت شبكة كوردستريت السبّاقة إلى رصد آراء   النخبة السياسية الكوردية .. في هذا الصدد حيث التقت بمجموعة من النشطاء السياسيين والحقوقيين ، حيث قال “بدران مستو ” القيادي في حزب يكيتي الكوردي  لشبكة كوردستريت “..

.
بدايةً يمثل حضور المجلس الوطني الكوردي بكيانه المستقل في مؤتمر الرياض2 نقطة إيجابية يسجل له ،لكن التمثيل النسبي له للأسف لم يكن منصفاً بالمقارنة مع نسبة وجود الشعب الكوردي

.
ورجّح ” أنّ الوفد الكوردي المشارك استطاع أن يوصل مطالب الشعب الكوردي إلى المؤتمرين بكل وضوح من خلال الكلمات التي ألقيت من قبل بعض ممثليها ، حيث أكد الأستاذ فؤاد عليكو على أنّ ” أفضل نظام لحلّ القضايا القومية ولتوزيع عادل للسلطة والثروة في بلدٍ ما هو النظام الاتحادي ( الفيدرالي) والذي أثبت نجاحه من خلال عمليات التطبيق العملي على80 بالمئة من سكان العالم، بينما أثبتت جميع الأنظمة المركزية فشلها وعقمها في تحقيق التنمية وحل القضايا المجتمعية “

.
ويرى “مستو ” أنّه من الضروري أن يتحفظ وفد المجلس على بنية نظام الحكم المقترح القائم على أساس اللامركزية الإدارية والتأكيد على أنّ النظام الفيدرالي يمثّل الحل الأمثل والناجز لترسيخ قيم العدالة والمساواة بين كل مكونات الشعب السوري ولإنهاء القمع والاستبداد ولتعزيز عوامل الأمن والاستقرار في البلاد..

.

لافتاً انه من  الضروري أيضاً أن يطالب الوفد بتمثيله العادل في الهيئة العليا للمفاوضات وكذلك المطالبة بالتزام الهيئة في التمسك والدفاع عن كل ما ينص عليه في بيانه الختامي من فقرات في مفاوضات مؤتمر جنيف القادم وخصوصاً ما يتعلق منها بالقضية الكوردية  وحتى لا تدور الكرة مرة أخرى على المجلس..

.

معتقداً ”  أنّ وفد المجلس سيتجرأ في اتخاذ موقفه الحاسم إزاء المشاركة بالهيئة العليا للمفاوضات من الأساس في حال عدم وجود ما يضمن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي وفقاً للقوانين والعهود الدولية في بيانها الختامي

.
وفي الشأن ذاته أردف الكاتب والإعلامي فاروق حاجي مصطفى “في العموم فإنّ الحديث عن مخرجات الرياض 2سابق لأوانه ،كل ما لدينا هو بيان الرياض.

.
مشيراً أنّ البيان لايوحي للقارئ في الوهلة الأولى إلى أي أمر جديد يخص الشأن الكوردي ولعل بيان إعلان دمشق قبل أكثر من 10 أعوام أنضج من بيان الرياض ،وهذا إن دلّ على شيء إنما يدلّ على أنّ المنطق السياسي لأحزابنا ومكانيزما الخطاب لم ينضج بعد

.
ويرى “حاج مصطفى ”  أنّ حقوق الكورد أكبر من أن يقاربه هذا العقل الحزبي الحريص الأكثر على الحضور لا على ما سينجزه.

.

معرباً عن أسفه حيال انعقاد مؤتمر الرياض 2 قبل انعقاد المجلس الوطني لمؤتمره  وهذا ما وضع الأخير أمام خيار من الذي سيذهب إلى الرياض.

.
واصفاً الذين حضروا الرياض بالفاشلين. لأنهم معروفون بفشلهم طيلة السنوات التي كانوا في الائتلاف على حدّ قوله .

.

بحسب قوله ، فالذي يفشل في إخراج وثيقة التفاهم حول حقوق الكورد من الرفض ونفض الغبار عليها سيفشل في أي مؤتمر سينعقد. لذلك كان الفشل من نصيب الحضور الكوردي في الرياض.

.

مشيراّ إلى عصبية الطرف الآخر الذي هو المعارضة وعدم قابليته للقبول بحقوق الكورد وتحررهم من مركزية الدولة والنظام أيضاً.

فيما ذهب المحامي “مصطفى مستو”  إلى أبعد من ذلك قائلاً “الحقيقة أنّ ماطرحه الوفد الكوردي في مؤتمر الرياض2 يعبّر عن رؤية المجلس الوطني الكوردي لحل القضية الكوردية في سوريا وهذه الرؤية تتلخص بالاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكوردي وهويته القومية، واعتبار القضية الكوردية جزءاً أساسياً من القضية الوطنية العامة في البلاد..

.
و العمل على إلغاء جميع السياسات الاستثنائية والعنصرية التي مارستها الأنظمة المتعاقبة بحق الكورد 

.

وتابع “أعتقد أنّ ماتم طرحه من قبل الوفد هو تجسيد لهذه الرؤية التي تعبّر عن تطلعات الشعب الكوردي في نيل حقوقه المشروعة في سوريا المستقبل ،حيث أكد الوفد بأنّ سوريا المنشودة لجميع السوريين وأنّه لايمكن القيام بذلك إلا من خلال إقامة نظام ديمقراطي يضمن حقوق جميع السوريين أفراداً ومكونات، ويكفل توزيعاً عادلاً للثروات ،

.

مضيفاً أنّ أفضل أشكال الحكم الذي يضمن ذلك هو النظام فيدرالي وهذا ينسجم مع ماتنباه المجلس الوطني الكوردي منذ عام 2013 إذ أكد حينها على أنّ أفضل أشكال الحكم هو النظام الفيدرالي الذي يحقق تطلعات جميع السوريين بما فيه حقوق الشعب الكوردي..

.

بينما ذهب السياسي الكوردي الدكتور ادهم باشو الى ابعد من ذلك حيث علق على مشاركة الوفد الكوردي في مؤتمر الرياض 2  معرباً عن شكره للوفد الكوردي  المشارك لما بذلوه من جهود جبارة لابراز بعض القضايا التي تهم الشأن الكوردي في البيان الختامي 

” باشو ” لفت في حديثه لشبكة كوردستريت بان على الكورد  ان يتعاملوا مع مفرزات التاريخ بواقعية بعيدا عن  لغة الخطابات والشعارات التي لا تفيد القضية الكوردية  في سوريا  .