كوردستريت _تستطلع : أسباب العنف ضد المرأة في المجتمع الشرقي

تقارير خاصة 09 ديسمبر 2017 0
كوردستريت _تستطلع : أسباب العنف ضد المرأة في المجتمع الشرقي
+ = -

كوردستريت _تستطلع : أسباب العنف ضد المرأة في المجتمع الشرقي

كوردستريت – قامشلو

نازدار محمد 

في إطار الحملات التي قامت بها بعض المنظمات بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة، يتبادر إلى ذهن الكثيرين أنّ العنف فقط هو عنف جسدي .

ولكن هناك أنواع كثيرة من العنف، قد تكون أكثر قسوة من الضرب، تخلّف وراءها ندوباً لا تلتئم كما الجروح السطحية، وإنما تكون محفورة في النفس.

فالمرأة هي الوحيدة التي تستطيع كسر حاجز الصمت،وتغيير نظرة الرجل والمجتمع لها والتحرر من هذه المعاملة والعنف الممارس ضدها.

شبكة كوردستريت أجرت استطلاعاً للرأي حول هذا الموضوع ، فقد أكد “طالب محمد ” أنه ضد العنف الممارس على المرأة ،ولكن بالمقابل المرأة هي نفسها من لاتستطيع تفهم طبيعة تفكير زوجها وسيكيولوجيتها بالإلمام بالعلاقة الزوجية

 مخصّاً بالذكر المرأة الكوردية ،حيث تستطيع أن تقاطع زوجها مدة سنة كاملة إذا ماحدث بينهما أي خلاف كأن “لم يستطع شراء غسالة اتوماتيك هي كانت قد طلبتها وغيرها الكثير “،،مشيراً إلى المجتمع العربي الذي هو على العكس تماماً من المجتمع الكوردي فمهما كان سبب الخلاف بين الزوجين ،تبقى المرأة تنتظر عودة زوجها في المساء.

 مضيفاً إلى ذلك سبباً آخر ألا وهو الوضع العام الذي يجعل من الرجل بحالة نفسية سيئة نتيجة الظروف المحيطة وصعوبة تأمين مستلزمات الحياة

 متوّهاً أنّ الذي يمارس العنف هو المحبط نفسياً
والذي لا يملك أسلوب الحوار والنقاش  للتفاهم
والرجل الذي لا يجيد لغة الحوار المتعصب المتمسك برأيه.

وأردف أبو آزاد في الإطار ذاته بالقول “ظاهرة العنف ضد المرأة جاء هذا المصطلح مع الثورة السياسية في سوريا ،لم يكن أحد منا يفكر بحقوق النساء في دولةٍ ضاع فيها كل شيء تسمى “الحقوق “

مضيفاً “حتى حقّ التفكير كان مسلوباً منا لأنّ أُطر تفكيرنا كانت محدودة في ماهية العيش والبحث عن اللقمة التي تسد رمق أطفالنا، لكن يبدو أنّ شعبنا يبحث دائماً عن التقدم ومواكبة الديمقراطية حتى وإن كانت تقليداً للغرب .

وفيما يتعلّق بأسباب العنف قال أبو آزاد “تعددت أسباب العنف في مجتمعاتنا فمنها الفكرية المبنية على ثقافة القبيلة والعشيرة ،،ومنها الدينية وفهمنا له بشكلٍ سلبيّ أو حصر الدين للتعامل مع المرأة بشكل مختلف لتعامله مع الرجل .

مشيراً أنّ السلطة هي المسؤول الأول ومن بعدها يأتي دور الرجل لأنّ عدم وجود قوانين رادعة وصارمة تحول دون تمادي الرجل وعدم محاسبته بشكلٍ عادلٍ ،والنظر إلى المرأة على أنها مازالت ذلك العنصر الذي يدنّس شرف المجتمع أو القبيلة والعائلة، فهذه الأمور كلها تشكّل مجموعة من العوامل ناهيك عن فارق القوة البدنية بين الاثنين.

فيما ذهب جوان سلو إلى أبعد من ذلك قائلاً “إنّ العنف مرفوض بكل الأنواع ضد المرأة أو الطفل أو الرجل. وكذلك العادات والتقاليد  تمارس العنف ضد المرأة.

 وتابع “عندما نذكر العادات والتقاليد فإننا نعني بذلك تلك التي تقيّد المرأة في أمور الحياة ، منها العمل والتعليم و خاصة الزواج.

فالمرأة هي الخاسر الأكبر في عملية الزواج عندما يحصل الطلاق.  و تخسر أولادها و مهرها في سبيل ذلك .

وأوضحت أمينة محمد أنّ العنف
 يمارس ضد المرأة في المجتمعات الذكورية، أي أنّ القوانين تصبّ في صالح الرجل ولا تنصف المرأة وخاصةً المجتمعات التي تعتمد على مفاهيم وأعراف مغلّفة بالفكر الديني المشوّه والتي تنظر للمرأة نظرةً دونية وفي ثقافتهم على أنّ المرأة فقط تقوم بأعمال منزلية وحقلية ومتطلبات الحياة الزوجية والإنجاب بدون أن يكون لها رأي” أي إنها منفذة للأوامر من دون اعتراض”
هذه هي البيئة التي تعيش فيها المرأة

قائلةً إنّ أهم أسباب العنف الممارس ضد المرأة هي
قلة الوعي الاجتماعي،
وقلة الثقافة حول المرأة ودورها في المجتمع كركن أساسي في بنائه،
وعدم مساواتها في التعليم لتعلم مالها وما عليها،،بالإضافة إلى
ثقافة العنف المستشري،
وعدم وجود ثقافة الحوار،
وعدم اعتراف الرجل بأنّ للمرأة دور يوازي دور الرجل في بناء الأسرة والمجتمع،
واعتزاز الرجل بدوره الذكوري السلطوي على المرأة

واختتم منال حسكو الحديث لشبكة كوردستريت بالقول “
مما لا شكّ فيه أنّ من أصعب المواضيع هو موضوع حقوق المرأة و بالأخص في  مجتمعاتنا الشرقية، حيث العادات والتقاليد  الموروثة من جهة و الانفتاح على العالم المتحضّر من جهةٍ أخرى،

منوّهاً أنّ المرأة كانت منذ الأزل السلعة الأكثر رواجاً، و كانت تُستخدم في إشباع غريزة الرجل أو البيع والشراء أو في الدسائس و الكمائن ولم ينظر إليها إلا من هذه الزاوية،

مضيفاً “لكن ومع تطور  المجتمعات البشرية و التعرف على  مكانة المرأة الحقيقية ، حيث هي الأم والأخت و البنت و العشيقة و بدون أدنى شك النصف الفعال للرجل و العامود الأساسي في تكوين المجتمع، من هنا كان لابدّ من الحدّ من ظاهرة العنف ضد المرأة وإعطائها كامل حقوقها وفي كل المجالات ،

مؤكداً أنّ دور المرأة يبدأ من التعليم و العمل و المشاركة في الحياة السياسية و بناء المجتمع المدني وأن يكون رأيها موضع احترامٍ و عدم النظر إليها نظرة دونيةً من ناحية ، ومن ناحيةٍ أخرى التخلي عن تلك العادات والتقاليد الموروثة والتي تنظر من خلالها إلى المرأة وكأنها حالة شاذة أو هي مصدر المشاكل و يجب ممارسة العنف ضدها ،

مشيراً أنّ التوعية بعدم ممارسة العنف ضد المرأة مطلوبٌ من الدولة و المثقفين بالإضافة لوضع قوانين تكفل حقها ، وعند ذلك يمكن القول إننا قد تجاوزنا ظاهرة العنف و وضعنا أسبابها أمامنا و وجدنا  الحلول التي تضمن لها حقوقها و في نفس الوقت الحفاظ على  خصوصيتها  ،

وأهم شيء هو عدم الخلط بين المساواة وحرية الرأي والتعبير ، وبين محافظة المرأة على نفسها و عدم مقارنتها بالرجل في  كل شيء ،

المرأة و الرجل متساويين في الحقوق والواجبات و مختلفين في المهام و الوظائف .

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر