مؤشرات خطيرة تدل على تغيير الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وهذه هي تفاصيلها

صحافة عالمية 24 فبراير 2017 0
مؤشرات خطيرة تدل على تغيير الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وهذه هي تفاصيلها
+ = -

أعادت الادارة الاميركية الجديدة في واشنطن ملف الازمة السورية إلى التسخين مجددا، بعدما كانت موسكو “قاب قوسين أو ادنى” من الوصول الى حسم الملف لصالح ما رسمته من رؤية لها في المنطقة. اذ برز حراك أميركي ملفت في اكثر من اتجاه، جاء في جزء كبير منه نافراَ، سيما فيما رافقه من تصريحات ومواقف صادرة عن البيت الابيض تنذر باقبال المنطقة على فترة ديبلوماسية وحركة ميدانية ساخنة لن ترحم دول المنطقة من الغامها، وحيث ما زالت الساحة السورية تشكل المرمى الاكثر ايلاما والاكبر مكسباً للدول الطامعة في حجز نفوذ لها في المنطقة. ودلالات ذلك، تحريك الولايات المتحدة “جمراً تحت رماد” عدد من الملفات خارقة للمحرمات، وطارحة بذلك معادلات خطيرة لن تسلم المنطقة من حممها في حال قررت المضي قدما نحو ارسائها.

.
وأبرز هذه الدلالات نلخصها بالآتي:

.
-تلويح السفيرة الاميركية “نيكي هايلي” بعد جسلة مشاورات مغلقة مع مجلس الامن بتأييد وقف جلسات مجلس الأمن التي تعقد كل شهر لبحث الوضع بين الفلسطينيين والعدو الاسرائيلي، معتبرة انها تشكل “منبراً للهوس بادانة اسرائيل”.

.
– اجراء الرئيس الاميركي “دونالد ترامب” اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي “رجب طيب أردوغان “، دام حوالي 45 دقيقة، قرئت فيما بعد ترجمتُهُ، بانتقال تركيا المفاجىء الى موقع الهجوم الحاد ضد ايران عبر تصريح وزير خارجيتها “جاويش اوغلو” ، أضف اليه رفض “اردوغان” في تصريح له أيضاُ “اي توجهات لتقسيم سورية والعراق”.

.
-الرسالة الملغومة التي رمى بها رئيس وزراء  الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” لدى زيارته واشنطن عن وجود “فرصة لا سابق لها لأن عدداً من الدول العربية لم تعد تعتبر اسرائيل عدواً، بل حليفاً ، الامر الذي يشير الى اتجاه الطرفين الاميركي والاسرائيلي الى عدم تفويت الفرصة، وبالتالي توجههما لرسم خارطة طريق مرماها “الاعتدال السني العربي” مقابل منح الاخير صك براءة اقليمي- دولي من الدم الداعشي.

.
– بحث الحكومة الاميركية عن امكانيات وضع حد للتعاون العسكري والدبلوماسي بين موسكو وطهران بهدف انهاء النزاع في سورية اضافة الى تقوية الحرب ضد ميليشيا “داعش الارهابية” وفق ما جاء في تقرير لصحيفة “وال ستريت جورنال” ما يشير الى مساعي حثيثة لتطويق ايران حتى من خاصرتها القوية “موسكو”.

.
– ضبط ساحة التحالفات الدبلوماسية الاميركية –السعودية والاميركية –التركية عبر زيارة قام بها رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور “جون ماكين” الى كل من تركيا والسعودية وذلك في اطار التنسيق المشترك بينهما في مواجهة داعش ولمواجهة التأثير السيىء لاعدائهما وتأسيس موازين قوى مقبولة في المنطقة، على حد تعبير “ماكين” .

.
امام هذا المشهد، يبدو أن اللاعب الروسي يتجه نحو التراجع خطوة واحدة الى الوراء في الملف السوري، وإن تمكن الى حد ما من اللحاق به في الدقائق الاخيرة عبر وضعه في ثلاجة التفاوض “الاستانية”، الا ان الرجوع لم يعد سوى الخيار الوحيد امامه، لاسيما في ظل ارتفاع وتيرة النبرة الاميركية في وجهه والتي جاء ابرزها على لسان المتحدث باسم الرئيس “ترامب”، الذي اشترط ان تعيد موسكو لاوكرانيا شبه جزيرة القرم التي ضمتها اذا كانت تأمل بفك العقوبات الاميركية. الامر الذي يفسر التبدل الواضح في السلوك الروسي في ملفات عدة أهمها:

.
-الغاء مفاجىء لزيارة نائب الرئيس الروسي الى طهران لمقابلة وزير الدفاع الايراني للتباحث في موضوعات مستعصية، وفقا لصحيفة “كومرسانت” الامر الذي يشير الى التقاط روسيا اشارات معينة في الربع الساعة الاخير.

.
-اعلان الهيئة الروسية للتعاون العسكري عن مباحثات روسية – سعودية حول توريد اسلحة وآليات عسكرية روسية الى السعودية، مؤكدة في الوقت عينه عدم توريد أسلحة هجومة الى ايران.

.
-مجاراة “موسكو” إسرائيل في ما سمته مخاوفه من ايران وحزب الله، عبر زيارة قام بها نائب وزير الخارجية الروسي الاثنين الماضي الى “تل أبيب” لمناقشة هذه القضية. تزامن ذلك مع تعهد روسي سابق لإسرائيل بأن يغادر “حزب الله” و” الحرث الثوري الايراني ” سورية بعد انتهاء المواجهة.

.
– تلمس حزب الله للتراجع الروسي دفعه بالمقابل للتراجع خطوة للوراء عنها، ترجم ذلك في حديث أجراه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لاحدى القنوات التلفزيونية، أكد فيه “ان روسيا ليست جزءا من محور المقاومة” وانهم يتفقون معها في قضايا ويختلفون في قضايا اخرى.

.
اذا، على ضوء ما تقدم من معطيات، يبدو ان عنوان صراع جديد سيضاف الى ملف الازمة السورية، وهو مواجهة ايران ، ولكن هذه المرة في ظل قواعد لعب ميدانية جديدة حيث الدب الروسي سيكون في موقع متراجع نحو الوسط، معرّياً الحكومة السورية من حصانتها الذهبية، الأمر الذي سيدفع النظام للانحياز وحيث النيران ستكون جاهزة للاشتعال وعلى كافة الجبهات. وربما هذا ما فسر تصريح أطلقه أحد صناع القرار في سورية لاحدى المواقع الالكترونية بأن” سورية ستكون شريكة لحزب الله في أي حرب مستقبلية تهدف الى ضرب ذراع ايران في المنطقة الشرق اوسطية لانهما شريكان ويتقاسمان المصير نفسه”.

.
(ميرفت ملحم – محام بالاستئناف) lebanon24

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر