معارك دير الزور .. تسابق أم تنسيق ؟ بقلم ريزان حدو

آراء وقضايا 10 سبتمبر 2017 0
معارك دير الزور .. تسابق أم تنسيق ؟ بقلم ريزان حدو
+ = -

مقال |

بالتزامن مع إعلان مجلس ديرالزور العسكري ( المنضوي ضمن قوات سورية الديمقراطية ) صباح السبت 9 سبتمبر أيلول عن انطلاق حملة ( غضب الجزيرة ) لتحرير المنطقة الممتدة من جنوب الحسكة وصولا” إلى شرق دير الزور و طرد تنظيم داعش منها ، عاد الحديث عن صدام عسكري متوقع بين الجيش السوري و قوات سورية الديمقراطية ، انطلاقا” من أن حملة غضب الجزيرة تأتي في إطار ما أسموه بعملية التسابق على تركة تنظيم الدولة ، و السيطرة على المنطقة الشرقية ، و أن هذا التسابق المضبوط حاليا لابد أن يصل لمرحلة الانفجار و اندلاع معارك يتوقع ان تكون شرارتها ديرالزور لتتوسع لاحقا” و تشمل سائر مناطق الشمال السوري .
قد تبدو هذه السردية للوهلة الأولى أنها منطقية و قابلة للتحقيق ، و لكن قراءة متمعنة للخارطة العسكرية على الأرض ، و التي هي انعكاس للعملية السياسية تفند هذه السردية .

لو استعرضنا الجانب العسكري لوجدنا عدة نقاط الإضاءة عليها توصلنا لنتيجة أن معارك شرق سورية ( الرقة – ديرالزور – الحسكة ) و معارك غرب ووسط العراق مرتبطة ببعضها البعض بل هي عمليا” أقرب ما تكون معركة واحدة و لكنها بمحاور متعددة :
1- خارطة التقدم الكبير الذي يحققه الجيش السوري على محور السخنة – جنوب غرب ديرالزور ( جبل الثردة – المطار – حيي هرابش و الطحطوح – تلال الربيعة – حقل التيم النفطي ) تشير إلى أن العميد سهيل الحسن يريد تكرار خطة معركة فك الحصار عن حلب التي جرت العام الماضي عبر تحويل المُحاصَر الى مُحاصِر أي فرض حصار على المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش في ديرالزور تمهيدا” لاقتحامها ، و من هنا نرى أن إعلان مجلس دير الزور العسكري عن انطلاق عاصفة الجزيرة في ريف دير الزور الشمالي الشرقي تأتي كخطوة مكملة لما يقوم به الجيش السوري في ريف دير الزور الجنوبي العربي .
و الجدير بالذكر أن رأس الحربة في حملة عاصفة الجزيرة هم كتائب من عشيرة البكارة – البقارة ( نسبة إلى الإمام الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي )

2- لم تكد تمض ساعات عن إعلان انطلاق حملة عاصفة الجزيرة حتى جاء إعلان عن حملة أخرى و لكن هذه المرة من الأراضي العراقية ، حيث أعلنت قيادة عمليات دجلة انطلاق حملة ( الوديان الثلاثة ) لتحرير
وديان ( ثلاب – الحديدين – قزلاق ) شمال شرق ديالى .
بالتزامن مع انطلاق حملة الوديان الثلاثة ، صرح علي الحسيني الناطق باسم الحشد الشعبي ( محور الشمال ) عن التوصل لاتفاق لتشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم
الجيش العراقي و البيشمركة و الحشد الشعبي محور الشمال ، تمهيدا” لانطلاق عمليات تحرير الحويجة .

مما تقدم نرى أن القوى الفاعلة في تلك المناطق ( شرق سورية – غرب ووسط العراق ) يجمعها النظرة المشتركة لداعش ، و مع التداخل الجغرافي بين الرقة و دير الزور و الموصل و الحويجة و الأنصار و ديالى ، الذي يستحيل معه تصور غياب تنسيق بين القوى الموجودة على الأرض ( الجيش العراقي و البيشمركة و الحشد من الجهة العراقية ، و الجيش السوري و قوات سورية الديمقراطية من الجهة السورية ) ، و طبعا التنسيق الأرضي يستلزم تنسيق جوي أي بين طائرات التحالف و الطائرات الروسية .
و التنسيق و التسابق خطان متوازيان لا يلتقيان ، بينما على الأرض نجد أن جميع القوى الفاعلة على الأرض المحاربة لداعش يلتقون في عدة أماكن ، سوريا”مركز اﻹلتقاء إعادة بناء عقد اجتماعي سوري ليكون الدرع الواقي و الحصن الحصين الذي يحمي السوريين و يصون التراب السوري .
ريزان حدو كاتب و سياسي – عفرين

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر