من زراعة المتشددين إلى زراعة المتشدقين . مقال سلمى الشامي

آراء وقضايا 21 أغسطس 2017 0
من زراعة المتشددين إلى زراعة المتشدقين . مقال سلمى الشامي
+ = -

دمشق سلمى الشامي 

يطالعك مقالاً بعنوانٍ غريب ، يربط بين المراقد الشيعية ومنصات المعارضة السورية ، وكاتبه اسم معروف في عالم الصحافة، شخصٌ من المفروض انه إعلاميٌ مخضرم ،ومتميز، فتتحمس للقراءة علك تجد معلومةً أو تحليلاً أو فائدةً ترجى.

تبدأ بالقراءة ، تقرأ وتقرأ ،ومع تقدم السطور تتبابع متسائلاً ما هذا المقال فالنص يخلو من أي مما سبق .
فلا معلومة ولا تحليل ولا حتى اضاءة على حدث وكأن من يكتب لم يمر عليه يوماً معنى كلمة (مقالة) كنوعٍ صحفي عريق تميز فيه كبار الكتاب الصحفيين عبر تاريخ الصحافة الطويل.

على مضض تكمل القراءة علك تستطيع ان تعرف ماذا يريد الكاتب الصحفي من مقالته هذه ،وإلى ماذا يهدف ؟ …
يأتيك الجواب صادماً في خاتمة المقال باسم شخصية سياسية سورية معارضة معروفة ، سُجلت لها مواقف مشهودة بتاريخ المعارضة السورية الثوري، شخصيةٌ على أقل تقدير غيرت قوانين اللعبة في جنيف لصالح ثورة الشعب ،ومشهود لها بالاختلاف ،والمواقف المشرفة، قد زج الاسم ( أحمد الجربا ) زجاً في تلك المقالة التي تشبه الهلوسة في أحسن حالتها ،و تصلح لتكون حديثاً تافهاً لشخص لا يمت لا للصحافة ولا للفكر بصلة، وتنسى انك أمام نص لاسم صحفي المفروض أنه كبير.

تنتهي من القراءة وتجلس مفكراً ،ما الفكرة من هكذا مادة صحفية مشوهة؟…
ما الغاية منها ؟…
ماذا أراد صاحبها أن يقول؟…
ما الغاية من مادة لم تحتو لا على معلومة ولا فكرة ولا إضاءة ولا تحليل كما قلت سابقاً ولا حتى أسلوب صياغة ممتع كي لا يتحسر القارئ على وقتٍ أضاعه بالقراءة.

نخلص إلى نتيجة واحدة مفادها أن ذاك الإعلامي قد فصّل مادته تفصيلاً ليزج فيها باسم السيد الجربا الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض بغرض الإساءة للرجل لا أكثر ولا أقل، وفقط لا غير، بعد أن كان سبباً بحقن دم أبناء جلدته في مناطق تعتبر من أكثر المناطق تضرراً ،حصاراً وموتاً وقتل، وهما اتفاقا الغوطة الشرقية، وريف حمص الشمالي.
فالهدف إذاً الإساءة لرجلٍ ابرم اتفاقاً دون المساس بسلاح ثائر .
لرجلٍ أبرم اتفاقاً دون أن تهجّر امرأةً واحدةً من منزلها .
لرجلٍ أبرم اتفاقاً دون اقتلاع شيخاً واحداً من ارض أجداده .

اتفاق على ما يبدو شكّل إزعاجاً كبيراً لدولةٍ ما، كانت راعياً لاتفاقات أخرى هجرت أهالي قراً أربع من أهلها ،ما جعلها تفتح ملفات اختلافها السياسي مع المعارض المذكور فتكون دولةً في حربٍ معلنة مع رجل.

وهنا تجعلك هذه المقالة تتأكد بأن حجم الرجل المراد تشويهه هو أكبر من حجم الوسيلة الإعلامية والوسائل الأخرى الناقلة عنها، وحتى أكبر من حجم الدولة ذاتها التي تدعم هذا الصحفي وتلك المطبوعة .

فتأتي المقالة بعكس ما تمنى كاتبها إذ يجد القارئ نفسه مضطراً على تقزيم الكاتب وما كتب ،أمام قامة هذا الرجل الذي تتصدى دولة بكل ما أوتيت من مال وقدرات إعلامية لتواجهه وتحاول تشويهه، وهو ماضٍ في عمله لا هم له سوى الوطن وحقن دماء أبناء الوطن والحفاظ على كرامتهم في أرضهم وبيوتهم ومناطقهم ،محافظاً على ثوابت ثورته ماضياً للوصول الى ما يرضي الله والوطن والناس.
ويبقى جبلاً لا تهزه رياحٌ مغرضة، وتبقى أي تلك الدولة وصبيانها مستمرون في محاولات النيل منه ومن تاريخه، ومن حاضره ، فذنبه أنه لم يكن يوماً دميةً لا لها ولا لسواها ولم يمتثل يوماً إلا لضميره ومصالح أبناء وطنه.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك