نيويورك تايمز: إيران توسع وجودها العسكري في سوريا وتهدد إسرائيل

صحافة عالمية 20 فبراير 2018 0
نيويورك تايمز: إيران توسع وجودها العسكري في سوريا وتهدد إسرائيل
+ = -

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إيران وسعت من جودها العسكري في سوريا، وبات هذا الوجود يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل؛ الأمر الذي يهدد باشتعال حرب كارثية في المنطقة.

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ما جرى قبل أكثر من أسبوع من عملية إسقاط طائرة إيرانية مسيرة من قبل الدفاعات الإسرائيلية، وأيضاً إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16 في سوريا، رسم تصوراً جديداً حول حجم النفوذ الإيراني في سوريا.

 

لقد نشرت إيران مستشارين من حرسها الثوري في العديد من القواعد العسكرية السورية، كما أن قادتها يوجدون بانتظام في الخطوط الأمامية لقيادة المعارك، في حين تدعم إيران ولا تزال المليشيات الشيعية التي تضم آلاف المقاتلين الذين يتدربون في سوريا، فضلاً عن قيامها بجلب التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات من دون طيار.

 

المسؤولون الإسرائيليون يقولون إن أي نزاع بين إسرائيل وإيران يمكن أن يتوسع، حيث إن طهران يمكن أن تدفع حينها وكلاءها إلى توسيع الحرب، وهو ما يؤكد أن إيران وسَّعت ممَّا تصفه بـ”محور المقاومة”.

 

يقول كامل وزان، مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية في بيروت، إنه إذا كانت هناك حرب فإنها ستكون حرباً إقليمية، ولن تكون الحرب بين إسرائيل وإيران فقط، فـ”تل أبيب” ستواجه طهران وأيضاً داعميها بالمنطقة.

 

وكانت إيران قد دخلت إلى سوريا في إطار دفاعها عن نظام بشار الأسد بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، ولاحقاً ضد تنظم داعش، والآن وبعد أن فقدت المعارضة السورية المسلحة ومعها تنظيم الدولة الكثير من قوتهم والأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، فإن إيران بدأت على ما يبدو تحول تركيزها إلى إسرائيل، حيث تواصل تدريب المقاتلين وتجهيزهم وتعزيز العلاقات مع حلفائها في العراق ولبنان، على أمل إقامة جبهة موحدة في حال نشوب حرب جديدة.

 

يقول أمير توماج، محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنه في حال نشبت الحرب بين إسرائيل وإيران ستكون سوريا هي الجبهة الجديدة.

 

لا يُخفي القادة الإيرانيون مساعيهم لبناء محور المقاومة ضد إسرائيل والنفوذ الأمريكي، حيث يرى المحللون أن مفتاح الاستراتيجية الإيرانية هو أنها لا تعتمد على مبدأ احتلال الأراضي التي يمكن أن تقصفها إسرائيل بسهولة، وإنما على إقامة شبكة من العلاقات مع قوات محلية تشترك معها في نفس الأهداف، وتقوم إيران بتمويلها ومدها بالخبرات.

 

هذا النهج مكَّن إيران من تعزيز قوتها في العالم العربي مع تقليل التهديد الذي قد تتعرض له قواتها العسكرية وأراضيها، كما أنه خلق مشكلة أخرى بالنسبة للدول الأخرى مثل أمريكا وإسرائيل والسعودية التي باتت تخشى نفوذ إيران المتزايد، وتعمل من أجل كبح جماحه.

وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن إيران وحلفاءها يسعون إلى إقامة ممر أرضي من إيران إلى البحر المتوسط، عبر العراق وسوريا ولبنان، لنقل الأسلحة، وبناء مصانع تحت الأرض لتصنيعها في لبنان وسوريا.

 

وتقوم إسرائيل بقصف قوافل الأسلحة في سوريا التي تعتقد أنها تحمل أسلحة متقدمة إلى حزب الله، ولكن وبسبب الطبيعة السرية التي يعمل بها الحزب داخل سوريا فإنه من الصعب تأكيد مثل هذه المعلومات التي تنشرها إسرائيل.

 

ولا يوجد إحصائية دقيقة لعدد العسكريين الإيرانيين في سوريا، إلا أن البعض يرفع الرقم إلى نحو مئات الآلاف، في حين يشارك آخرون بشكل غير مباشر في القتال بسوريا.

وهناك نحو 6 آلاف مقاتل من حزب الله في سوريا، ونحو 20 ألف مقاتل من مليشيات أخرى تدربها وتدعمها إيران، ويتشكل عناصرها من مقاتلين جاءت بهم إيران من العراق وباكستان وأفغانستان مقابل المال، وأيضاً في إطار الحشد الطائفي الذي تمارسه إيران.

 

وتخشى إسرائيل من فكرة الوجود الإيراني الدائم في سوريا؛ لكونه سيشكل تهديداً على غرار التهديد الذي يشكله حزب الله اللبناني، وهذه هي الفكرة التي عملت على ترسيخها إيران من خلال وجودها في سوريا.

يقول علي رزق، المحلل السياسي اللبناني، إن وجود إيران في سوريا هو تكرار لسيناريو حزب الله؛ إيران اليوم تدرب مقاتلين في جنوبي سوريا، فحتى لو قام حزب الله بتخفيض وجوده بسوريا كما تعهد قادته فإنه سيترك وراءه نموذجاً في سوريا.

 

إسرائيل وإيران أعلنتا أنهما لا تريدان الحرب، غير أن حلفاء إيران وكلما زاد الضغط عليهم يوجهون الأنظار إلى إسرائيل، الأمر الذي يجعل من سوء التقدير في أي حالة باباً لاندلاع حرب جديدة تخلف وراءها الكثير من الدمار والمآسي.

 

وأعرب محللون عن أملهم في أن تكون روسيا التي تدخلت أيضاً في سوريا للدفاع عن الأسد كابحاً لجماح أي حرب، فروسيا على علاقة جيدة مع إيران، وترتبط أيضاً بعلاقات جيدة مع إسرائيل. (الخليج اونلاين)

Loading

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك