واشنطن وأنقرة تشكلان غرفة عمليات مشتركة تحضيرا لمعركة الرقة والمنطقة الامنة مجدداً على الطاولة

صحافة عالمية 20 نوفمبر 2016 0
واشنطن وأنقرة تشكلان غرفة عمليات مشتركة تحضيرا لمعركة الرقة والمنطقة الامنة مجدداً على الطاولة
+ = -

22 نوفمبر,2016

.

شهدت الساعات الثماني والأربعين الأخيرة تصعيدا من الجيش التركي لهجماته الجوية والبرية التي يدعم بها عناصر من الجيش السوري الحر في محاولة للاقتراب سريعا من مدينة «الباب» في الريف الشمالي الشرقي لحلب وإضافة مساحات جديدة ضمن المنطقة الآمنة التي بدأ تشكيلها في شمال سوريا على محور جرابلس أعزاز، فيما أكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا لا تزال تتشاور مع روسيا والتحالف الدولي بشأن مقترح خاص بمدينة حلب يجعل إدارتها في أيدي أهلها.

.

وقالت المصادر إن المقترح التركي لا يتطرق إلى ما يسمى «الإدارة الذاتية» في حلب، وإنما يقوم على فكرة ترك المدينة لأهلها وخروج جميع الأجانب منها، وتطبيق نموذج المنطقة الآمنة الذي تعمل عليه تركيا في منطقة على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع على امتداد حدودها في القطاع الطولي جرابلس – أعزاز بعمق 45 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
وتابعت المصادر أن تركيا تعمل مع روسيا بشكل أساسي على هذا المقترح وتم عرضه أيضا على الأمم المتحدة وعلى التحالف الدولي، وجرى النقاش حوله مجددا بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي بينهما في نهاية الأسبوع الماضي، لافتة إلى أن هناك أهمية كبيرة لدعم الأمم المتحدة للمقترح التركي.

.
وأشارت المصادر إلى رفض إيران للمقترح التركي الذي يطالب بسحب جميع القوات الأجنبية المتحالفة مع النظام والأسلحة الثقيلة من المدينة، وأن إيران لا تعبر عن موقفها صراحة وإنما تترك للنظام السوري هذا الأمر.

.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمة له خلال الجلسة الختامية للدورة 62 للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في إسطنبول، أمس، تجاهل المجتمع الدولي للتوصيات التي تقدمت بها أنقرة حيال حل الأزمة السورية، قائلاً: «عرضنا على المجتمع الدولي إنشاء مناطق آمنة ومناطق حظر للطيران في الشمال السوري، وقلنا لهم إننا نتكفل بإعادة إعمار هذه المناطق بشرط أن توفروا لنا الدعم المادي المطلوب لذلك، ورغم أنهم أبدوا إعجابهم بهذه الفكرة، غير أن جميع الدول المعنية بالأزمة السورية لم يقدموا على أي خطوة لتحقيق هذه المقترحات».

.
وكانت «الشرق الأوسط» نشرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تفاصيل حول المقترح التركي بشأن الأزمة السورية، الذي جرى التداول حوله بين أنقرة وموسكو وعرض في اجتماع لوزان بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي وعدد من وزراء خارجية الدول العربية وتركيا لإنهاء الأزمة في سوريا.

.
وتضمن المقترح وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة وبدء عملية إيصال مساعدات إنسانية بشكل عاجل ونشر مستشفيات ميدانية في مواقع بحاجة إلى ذلك. كما تضمن تعاون قوات التحالف الدولي وروسيا في مكافحة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين بعد ضمان الهدنة، ووضع خريطة طريق مشتركة حول التسوية في سوريا بين حكومة البلاد والمعارضة.

.
وتضمن أيضا إنشاء منطقة آمنة في سوريا من أجل تجنب موجة جديدة من اللاجئين وضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وتقليل كل الأخطار التي قد تؤدي إلى الإضرار بهذه الوحدة ونشوب نزاعات على أساس عرقي وطائفي.

.
وبالنسبة لحلب أعلنت أنقرة على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أن هناك مشاورات مستمرة مع موسكو بشأن الوضع في المدينة وأن هناك اتفاقا على العمل من أجل إخراج جبهة النصرة من حلب وسحب الأسلحة والمقاتلين الأجانب وأن موسكو طلبت من أنقرة التوسط لدى النصرة.

.
وأكدت المصادر التركية استمرار العمل في هذا الإطار وأن أنقرة وسعت مشاوراتها مع التحالف الدولي والأمم المتحدة أيضا.

.
في سياق متصل، بدأت أنقرة وواشنطن التنسيق فيما بينهما بشأن عملية تحرير الرقة، المعقل الرئيسي لـ«داعش» في شمال سوريا، عبر نقطة اتصال عسكري حيث تم تعيين ضابط اتصال أميركي برتبة جنرال يمارس عمله من داخل السفارة الأميركية في أنقرة، يجري لقاءات مستمرة واتصالات مع قيادة الأركان التركية، بحسب ما ذكره موقع «خبرتورك». ويقوم المسؤول العسكري الأميركي بنقل التقارير والمعلومات إلى واشنطن مباشرة دون أي وسيط. وذكر الموقع التركي أنه سيتم خلال فترة قصيرة الانتهاء من التخطيط لعملية الرقة خلال فترة قصيرة.

.
وقررت أنقرة وواشنطن العمل المشترك في عملية الرقة خلال زيارة رئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد للعاصمة التركية في السادس من الشهر الجاري، وتم الاتفاق مع واشنطن على وجود نقطة اتصال في أنقرة وتم أول من أمس تعيين مسؤول أميركي بارز في نقطة الاتصال هذه.

.
في غضون ذلك استأنف الطيران الحربي التركي استهدافه لمواقع تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في شمالي سوريا بغارات أدت إلى مقتل 11 عنصرا من التنظيم في إطار عملية درع الفرات التي انطلقت في 24 أغسطس (آب) الماضي. وأكد بيان للجيش التركي، تدمير 6 مقرات و11 موقعا دفاعيا للتنظيم، بالإضافة إلى 4 مواقع دفاعية كانت تستخدم من قبل عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي السوري.

.
وكان الجيش التركي توقف عن القصف الجوي في شمال سوريا على مدى 4 أيام بعد أن وصلت قوات درع الفرات الأسبوع الماضي إلى مسافة 2 كلم خارج مدينة الباب في الوقت الذي تسعى فيه وحدات حماية الشعب الكردية، القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الدخول إلى المدينة أيضا.

.

المصدر : الشرق الاوسط

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر