لاتتخذوا من الرموز ادواتاً للصراع في صراعاتكم الحزبية ودعوا الاموات يرقدون بسلام

آراء وقضايا 16 يوليو 2016 0
لاتتخذوا من الرموز ادواتاً للصراع في صراعاتكم الحزبية ودعوا الاموات يرقدون بسلام
+ = -

ان ما جرى من مناوشات على ضريح الراحل بافي صلاح واثناء تشييعه الى ديار الحق هو صراع حزبي اكثر مما هو صراع على العلم الذي أُقحم في ذلك الصراع من باب استغلال تلك المناسبة الحزينة وذاك الجمع الغفير من المشيعين من مختلف الاتجاهات والانتماءات الحزبية في محاولة لتجيير جنازة الراحل الذي ذاق الامرين في حياته من اعتقال وتعذيب وفقر ومرض لمآرب ومصالح حزبية ضيقة بينما لم يكلف احدا من الاطراف المتصارعة خاطره للسؤال عن تلك القامة الفنية الكبيرة وايلاء الاهتمام اللازم له ولوضعه الصحي والمعيشي الذي كان يتدهور امام مرآى واعين الجميع

.
فكان من نتاج وسلبيات ذاك الصراع هو اخراج ذاك المشهد المقرف والمقزز والمدان الذي رافق الجنازة والتشييع والذي اعتبر انتهاكاً لحرمة وقدسية الموتى شارك في اداءه البعض من من مثيري الفتن من طرفي الصراع والذين سبق لهم ان اتفقوا على عدم جواز رفع اية اعلام او صور او اطلاق اي من الشعارات باستثناء صور الراحل بافي صلاح لكن للاسف لم يتم الالتزام بذلك من طرف واحد والذي نكث بوعده وقابله تصرف متهور ومدان من الطرف الاخر

.
لكن المؤسف ان البعض من الكتاب والصحفيين والاعلاميين غاب عن بالهم الحديث عن مواطن التقصير التي رافقت التشييع وعدم قيام من صارع على قبره بواجبهم في نقل المرحوم الى دول الجوار للمعالجة وذاك المشهد المقزز ومحاولة اقحام الرموز القومية في الصراعات الحزبية واستغلال المناسبات الاجتماعية للمآرب الحزبية وفضح وتعرية الاحزاب التي تبيع الاوهام لرفاقهم وجماهيرهم وتدفع بهم نحو مواجهة لاطاقة لهم على تحمل نتائجها

.
وتوجهوا باقلامهم نحو حزب الوحدة في محاولة منهم للنيل من سياسته الواقعية وتحميله مسؤولية ماحدث في محاولة منهم لدفع الحزب ااى مواجهة داخلية نعتبرها خطاً احمروالخروج عن ثوابته ونهجه الداعي الى التعامل الايجابي مع الادارة القائمة وامتصاص اخطاءها وسلبياتها ومحاولة تقويمها بعيداً عن ضجيح الاعلام وذلك للحفاظ على السلم الاهلي وتقوية الجبهة الداخلية للكورد في مواجهة المتربصين بهم بالرغم من حضوره ومشاركته قيادةً وقواعداً في مراسم التشييع ومتابعة ومراقبة وضعه الصحي عن قرب اثناء تواجده في المشفى في موقف كورداوري منهم بعيداً عن التحزب والحزبايتي وتلك ليسة منةٌ منهم على احد بل واجب واقل من واجب تجاه انسان وهب حياته لخدمة شعبه والحفاظ على تراثه القومي والفلكلوري من الاندثار والذي هو ملكٌ للشعب كل الشعب وليس ملكٌ لعائلة او حزب ما كما اراده البعض

.
نحن كحزب لانستطيع ان نبيع الاوهام لرفاقنا وابناء شعبنا ولانستطيع ان نُعيّشهم في احلام لاطاقة لنا على تحويله الى وقائع بل نستنبط سياستنا من رحم شعبنا ومن الواقع المرير الذي يعيشه وعلى ضوء الاخطار المحدقة به وتغليب التناقض الاساسي والرئيسي على غيره من التناقضات الثانوية على امل المساهمة في خلق بيئة مسالمة وآمنة في مناطقنا من شأنها ان تدفع بالبقية المتبقية من ابناء شعبنا للتشبث بارضه وعدم هجرها وتركها

.
اعتقد بان من واجبات ومهام المثقفين والكتاب والصحفيين والاعلاميين هو النأي بالنفس عن الانحياز الى الى طرف من الاطراف واالاحجام عن اقحام انفسهم في صراعاتهم والبحث عن نقاط التلاقي والدعوة الى وحدة الصف وتهدئة النفوس لا المساهمة في تأجيج الاحداث وتضخيمها وصب الزيت على النار

.
* المحامي حسين نعسو

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك