ماذا استفدنا وما خسرناه في الحسكة ؟؟؟؟؟

اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة الحسكة ( كردستان سوريا ) منذ 16 آب الجاري ,بين قوات الاسايش التابعة للادارة الذاتية وفيما بعد قوات حماية الشعب ypg وبين جيش النظام و الميليشيات التي تسمى الدفاع الوطني او المقنعين ( وهي ميليشيات تابعة للنظام السوري تم تشكيلها من بقايا البعثيين العروبيين العنصريين الشوفينيين ومن عناصر العشائر العربية من المنطقة مدفوعة الاجر , وهي ميليشيات حاقدة على الشعب الكردي ومارست التضييق على الكرد واستفزازهم واعتقال العشرات منهم ونهب ممتلكاتهم اثناء النزوح لعدة مرات وحتى تم اطلاق النار على الكثيرين من الابرياء ولعدة مرات ويتمركزون في مدينتي الحسكة وقامشلو ودارت مناوشات كثيرة بينهم وبين الاسايش التابعة للادارة الذاتية عشرات المرات وراح ضحيتها العشرات من الاسايش والمدنيين مع حركة نزوح جماعي من المدينتين –ففي الحسكة تم نزوح الاهالي منها سبعة مرات على الاقل ومن القامشلي اكثر من مرة )

.

واستمرت الاشتباكات الاخيرة في الحسكة ثمانية ايام وخلالها سيطرت قوات الاسايش وقوات الحماية الشعبية ypg على ما يقارب 95 % من مدينة الحسكة والتي هي مركز المحافظة وتمثل رمز السيادة الرسمية للنظام في الجزيرة (كردستان سوريا) كما استسلم 230 عنصر من قوات النظام والدفاع الوطني للاسايش .

.

وفي الايام الاولى للقتال هناك ومع تقدم لقوات الاسايش قام الطيران الحربي التابع للنظام ولاول مرة بغارات عدوانية حاقدة على المواقع العسكرية والادارية للادارة الذاتية حيث قصفت 11 موقعا مخلفة عدد من الشهداء وتدمير للمقرات العسكرية والمدنية , كما سقطت المئات من قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من فوج المدفعية التابع للنظام من سطح جبل كوكب المطل على الحسكة شرقا”

0

ومع تقدم القوات الكردية وتحقيق الانتصار على قوات النظام والدفاع الوطني ومع تحذيرات الاميركيين للنظام السوري والروسي بحمايتها لحلفائها واعتراض الطيران الحربي السوري , و مع تحليق بشكل يومي لطيران التحالف في سماء الحسكة , وصدور ولاول مرة بيان رسمي شديد اللهجة من قبل ما يسمى قيادة الجيش العربي السوري مهددا فيه الاسايش ووصفهم بانهم الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني واتهامهم بنية الانفصال وهكذا اتهامات حاقدة على الشعب الكردي

.

لذا ارتأت روسيا الحليف القوي المكشوف للنظام السوري والذي هو بالفعل يدير الحرب القائمة في سوريا بأن تتدخل بين الطرفين وعلى مدار يومين من المفاوضات بمطار القامشلي وقاعدتها حميميم باللاذقية تم التوصل الى اتفاقية وقف اطلاق النار في الحسكة ,فكانت بنود الاتفاق ما يلي :

.

1- وقف اطلاق النار منذ الساعة الثانية من صباح اليوم 23/08/2016.

2- كل الاماكن والمحلات التي حررتها وحدات حماية الشعب تسلم لقوات الاسايش وتبقى تحت حماية قوات اسايش روجافا.

3 – يتم خروج كل الجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام الى خارج المدينة.

4- ستقوم الشرطة المدنية بحماية المحافظ و المربع الامني ( التي يتضمن المؤسسات المدنية الرسمية ), ولا يسمح بوجود قوات عسكرية.

.

– كان واضحا” ما جرى في الحسكة اخيرا” , ان النظام اراد ان يرسل ويوجه رسالة الى الادارة الذاتية بأنها مازالت موجودة في الحسكة وتقليم الاظافر متى ما تريد , وربط الموضوع بالتجاذبات السياسية الاخيرة والاتفاقات الشبه المعلنة ما بين روسيا وتركيا – وما بين تركيا وايران– وما بين تركيا وسوريا حيث زار نائب مدير الاستخبارات التركية لدمشق مؤخرا” ولاكثر من مرة , ومن اجل الهاء القوات الكردية بالحسكة وصرفها عن باقي الجبهات ولاسباب اخرى , وتم ذلك عبر تحريك ميليشيات الدفاع الوطني المرتبطة والمدعومة والممولة من النظام بافتعال هذه الحرب والتي كانت حرب حقيقية وفتنة بين مكونات المنطقة عامة وخاصة بين الكرد والعرب

.

وبذلك نلخص ما استفاد الكرد من الحرب الاخيرة في الحسكة بـ :

– انتصار الكرد ميدانيا” وعلى ارض الواقع عسكريا واداريا في الحسكة

– حمايتهم جوا من الطيران الحربي السوري من قبل طيران التحالف الدولي

– خسارة النظام بتجربته وامتحانه لمدى اهتمام وحماية قوات التحالف للكرد ولقواتها العسكرية التي تعتبر الوحيدة التي تحارب الارهاب وسطرت اروع ملاحم البطولة والانتصارات كما في كوباني ومنبج وسري كانييه والشدادة وتل حميس …..

– التخلص من ميليشيات الدفاع الوطني التي اثقلت كاهل المواطن وعلى مدى السنين الماضية

– بقاء النظام بالمربع الامني بشكل رمزي مع وجود الدوائر الرسمية والصفة الحكومية عليها لتسيير امور المواطنين وبقاء الموظفين على راس عملهم واستلامهم لرواتهم التي تعتبر مورد رزقهم الوحيد للكثيرين منهم مع اعادة المفصولين الى عملهم

– تجميع ما تبقى من جيش النظام في جبل كوكب مما يسهل التضييق عليه ومحاصرتهم اذا بدر منهم اية نية لاي قتال اخر

– بقاء مطار قامشلو مفتوحا” الذي هو المنفذ الوحيد للسفر خارج المحافظة للعلاج وللدراسة وللتواصل وللشحن ولاستيراد المواد والادوية .

– وجود وفد النظام وعلى مستوى كبير في الحسكة وتفاوضهم مع قوات الحماية الكردية وبرعاية دولية , تدل على ان هذه المرة تم التفاوض برعاية دولية وبشكل مباشر من قبل روسيا وبغير مباشر من قبل الامريكان عن طريق الرسائل التي وجهت

.

– تلقين اعداء الكرد من تركيا وايران والعراق وسوريا درسا” بأنه قد مضى عهد انهاء الكرد باي صفقة او اتفاقية سرية , فها هم ابطال البيشمركة والـ ypg وعلى طول 1700 كم من عفرين الى جلولاء والسعدية يحاربون الارهاب نيابة عن العالم اجمع وهم الوحيدون الذين صمدوا امام ابشع واجرم تنظيم ارهابي ويحققون الانتصارات المتتالية , وقد اصبحوا القوة الوحيدة الموثوق بها والضاربة للارهاب في المنطقة ولمصلحة الغرب وبذلك فهم اصبحوا جزء” مهما” من التحالف الدولي القوي وحمايتهم مطلوبة منهم وتم ذلك وفقا” للمصالح المتقاطعة حاليا ” .

.

– الكشف العلني العدائي للنظام لوجود الكرد هذه المرة والاثبات بانها ليست مسرحية كما روج لها بعض اصوات النشاز والبيانات الباهتة والمخيبة للامال من بعض الاحزاب و الشخصيات الكردية السياسية والعربية , وبروز اناس يريدون اشعال هذا القتال وهذه الفتنة دائما” وظهور المزاودين والمنافقين السياسين وتجار الحروب وبروز الابطال الفيسبوكيين الخياليين الذين كانوا يصعدون من الاحداث ويريدون عدم توقفها من اجل التحرير الكامل حسب وصفهم وبذلك دمار الحسكة والمنطقة كافة وحرب اهلية وقومية بين الكرد والعرب التي نحن بغنى عنها في ظل هذه الظروف العصيبة .

.

– بروز اصوات ودور مهم لبعض الاحزاب والوطنيين التي بذلت ما يمكن من اجل المصلحة العامة وعلى راسهم الاستاذ عبدالحميد درويش سكرتير حزب التقدمي ودوره في اطلاق المبادرات ودعوة جميع اطراف الحركة السياسية الكردية الى طاولة المصلحة الكردية وتشكيل مركز قرار سياسي كردي مستقل يرعى مصالح شعبنا وتخدم قضيتنا العادلة .

.

ولكن في كل حرب هناك خسائر , لذالك خسرنا في قتال الحسكة ما يلي :

– استشهاد ما لا يقل عن 25 شهيدا” مدنيا” واكثر من 200 جريح

– هدم وتدمير العشرات من المنازل والمحلات التجارية العائدة ملكيها لابناء شعبنا والتي بذلوا الكثير من الجهد والعمل لتجميعها وبناءها ولهذا الادارة الذاتية مطالبة بتعويض ذوي الشهداء ومعالجة الجرحى وتعويض المتضررين

– النزوح الجماعي واثاره السلبية على نفسية المواطنين والمعاناة والحرمان الذي لاقوه من جراء تلك الاحداث والخوف والهلع الذي لاقوه .

.

– استمرار التشرذم للحركة الكردية واصرار pyd بانها الطرف الوحيد لادارة كردستان سوريا عسكريا واداريا وعدم اطلاع أي حزب او فصيل كردي بما يدور في الحسكة وعدم اطلاق أي بادرة حسن نية تجاه بقية الاطر والاحزاب .والاستمرار بملاحقة قيادات ونشطاء الحركة السياسية الكردية وخاصة من المجلس الوطني الكردي وزجهم في السجون و منع الاعتصامات والمظاهرات السلمية وعرقلة موكب الشهيد البيشمركة مؤخرا” مما زاد في نسبة الاحتقان والغل بنفسية الكثيرين وادت الى اطلاق الكثير من العبارات والتهم الغير لائقة سياسيا” من قبل الاحزاب والشخصيات الكردية بحقهم مما زادت من حالة القلق والغليان في الشارع الكردي والخوف من هاجس الاقتتال الكردي الكردي الاخوي مع ازدياد المطالبة من قبل المجلس بالسماح لقبول وعبور قوات المسماة بيشمركة روز افا الى كردستان سوريا للمشاركة في حماية مكتسبات الشعب الكردي وتحقيق اهدافه .

،

الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى

لوند كاردوخي – كركي لكي في 25/8/2016