الكاتب حسن كله خيري || التواصل الاجتماعي يغزو ثقافتنا

آراء وقضايا 03 ديسمبر 2016 0
الكاتب حسن كله خيري || التواصل الاجتماعي يغزو ثقافتنا
+ = -

التواصل الاجتماعي …….. يغزو ثقافتنا :

الشعوب ترقى بأخلاقها وآدابها وفنونها هذه الكلمات التي وصلت شعوب كثيرة إلى أعلى متسويات الرقي وتطور والتي لا تطبق على مناهجنا حياتية لخلق بيئة تفاهمية.

.

تجد من وراء الشاشة الكثير من الخرندعين أصحاب العقليات الضيقة يكتبون ويشتمون ويسبون حتى الله عز وجل والأنبياء والإسلام و الشهداء والقادة والناس في روج آفا كوردستان خاصة وكوردستان عامة، لا عمل لهم ولا حياة، فقط يعيشون على أمل الانتهاء من هذا الجو والخروج من هذا الوضع المأساوي بأهداف ونتائج، التي لطالما حلمنا بها والتي تؤثر على كثير من جوانب حياتنا.

.

من خلال صفحاتهم هؤلاء يؤكدون لك ومن خلال كلامهم وأساليبهم أن ثقافتهم ضحلة لا تناسب ثقافتنا الكوردية التي كبرنا عليها، وطيبة قلبنا التي تميزنا عن باقي شعوب شرق الأوسط.

.

هذه الوسائل تبرر أن الحزبوية الضيقة باتت تمزق أشلاءنا هنا وهناك ومن خلال تلك الصفحات ترى أن الكثيرين تهمهم المصلحة الشخصية أكثر من المصلحة العليا، وهي أن كوردستان فوق الجميع، من خلال زيادة بعض الإعجابات والتعليقات ولا سيما أن التواصل الاجتماعي أصبح مصدر كثير من الأكاذيب والإشاعات فضلاً عن استخدام أسماء وصور وهمية عن طريق الفوتوشوب ربما يكون ذلك نابعاً من خوف حقيقي لمواجهة الحقيقة أو خوفاً من الملاحقة.

.

في ضوء هذا الواقع الذي نعيشه في العصر الحديث من سرعة انتشار الأخبار مع زيادة عليها أحياناً، ليكون الخبر أكثر جاذبية، وهذا الكم الهائل من الذين لا عمل لهم ولا هدف سواء الشتم والسب والتخوين، مثلاً لو تسأل واحداً منهم كم تبلغ مساحة كوردستان؟ أو في أي عام ولد عبدالله أوجلان؟ نفس الشيء للطرف الآخر لتراهم سكتوا.

.

لكن في المقابل لو فكرو قليلاً في وضعهم قبل التفوه بأي كلمة لعمل عقلهم قليلاً وعلموا بأنهم على خطأ كبير.

.

السب والشتم وتخطي حدود الأدب والاحترام وكثير من الصفات، غير جيدة على مجتمعنا الكوردي، والتي أصبحت تتفشى بسرعة كبيرة في وسط الجماهير الكوردية، لا يغير شي على أرض الواقع إلا من خلال الحوار والنقد.

.

النقد من حق كل شخص وله الحق الابداء برأيه، ومن الواجب احترام الآراء، واحترام أصحابها، والنقد ليس من باب العيب أو اللوم أو التنزيل من مستوى الشخص المنتقد، لأن النقد يوضح كثير من النقاط التي بدورها توصلنا إلى الأهداف المرجوة التي نود الوصول إليها والتي يضحي من أجلها شبابنا وبناتنا.

.

فثقافتنا و إنسانيتنا تفرض علينا أن نحترم الأخر وتقبله مهما كان رأيه بعيداً عن تلك الأخلاق السيئة، ولنعد إلى رشدنا ونعود إلى بيتنا الكوردي الذي يجمعنا في اللغة والثقافة والتربية والعادات.

.

لنعد ونفكر قبل أن نتكلم بأساليب شوارعية، التي باتت تخلق المشاحنات الجدية، لربما نتوصل إلى آراء مشتركة تخدم كوردستان أولاً وتخدمنا ثانياً، لأن الهدف الأسمى هو الاعتراف بنا، ويكون لنا وطناً يجمع شملنا وشتاتنا ويحد من هدر دم أخوتنا، التي لم تبقى حفنة من تراب كوردستان إلا وارتوى بدم شهيد.

.

.

الكاتب السياسي حسن كله خيري

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك