اهل عامودا ومعضلة المقاعد الامامية

آراء وقضايا 24 يناير 2015 0
+ = -



والدي كان يملك قبل حوالي عشرين عاماً باصاً (بولمان سياحي) يعمل على خط عامودا حلب يومياً ذهاباً وإياباً لقد سبب هذا الباص الكثير من المتاعب للعائلة بسبب طبيعة العلاقات الاجتماعية والعائلية القوية التي تربط اهالي عامودا بعضهم ببعض تلك العلاقة التي كانت وماتزال لاتروق للكثير من من يتربص بهذه البلدة التي كانت امنة قبل ظهور الامة الديمقراطية وميليشيات حزب العمال الكردستاني التي عاثت فساداً وإفساداً في جميع نواحي الحياة.

.
وبحكم هذه العلاقة الطيبة مع اهالي البلدة كان الكل كما يقال بالعامية يمون على الاهل اثناء السفر بأن يأخذ ويحجز المقاعد الامامية في البولمان وبسبب محدودية تلك المقاعد وكثرة الطلب عليها سببت إحراجاً للأهل امام تلك الطلبات وذات يومٍ دخل عمي شاكياً الامر للوالد ولم يجد الوالد أي حل للمشكلة التي تواجهنا اما ان نخسر الكثير من الاصدقاء والمعارف او ان نضطر الى بيع البولمان ولكن عمي والذي يتصف بروح الدعابة والمرح والبداهة قال وجدت حلاً لهذه المعضلة حيث عرض على الوالد الذهاب الى المدينة الصناعية في حلب وان يصمم باصاً تمشي بالعرض من اجل ان يركب المسافرين من اهل عامودا جميعاً في المقدمة .

.
وهذا الامر ينطبق اليوم على الاحزاب الكردية العاملة في ساحة كردستان سوريا

.
حيث يجب على الكل ان يكون مندوباً في مؤتمر الحزب وكل مندوب يجب ان يفوز بعضوية اللجنة المركزية وكل عضو في اللجنة المركزية يجب ان يكون سكرتيراً او اميناً عاماً للحزب ولو لم يتجاوز عمره الحزبي سنة واحد وخاصة هذه الايام بعد ان زاد الطلب على اكبر عدد من السكرتيرية من قبل سلطات الامة الديمقراطية واذرعها في المناطق الكردية وإستغلال الامة الديمقراطية لهؤلاء ابشع استغلال لان اغلب هؤلاء جماعة عطالة بطالة لاعمل لها وسعر سكرتير الحزب الصغير اغلى من سكرتير حزب كبير في بورصة الامة الديمقراطية لان الخدمات التي يقدمها هذه الاحزاب الصغيرة تفوق غيرها من الاحزاب الاخرى لأسباب معروفة لهذا تجد الاندفاع الغير مسبوق لتلك القيادات بإتجاه تشكيلات الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني لنيل بعض بركات الامة الديمقراطية والانتقام من خصومها التقليديين لان عقلية العشيرة هي السائدة لدى اغلب تلك القيادات بالاضافة الى عجزها عن تقديم أي شيء لهذا تلجأ الى وضع العصي في دواليب اي عملي كردي نيابة عن اسيادهم تحت حجج واهية ولعب دور المعطل والمشاغب واحياناً دور المخبر السري حسب مايطلب منهم لان الثمن مدفوع لهم ولحاشيتهم سلفاً ويضيع المواطن العادي وحتى الحزبي في هذه المعمعة الذي لاحول له ولاقوة والذي يدفع الثمن يومياً ودون ان يسمع له احد.
وللعلم انني هنا لا ابرء ساحة بقية الاحزاب الاخرى من المسؤولية عن الفشل الحاصل.

.سمير احمد

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك