رســـالـــة نـــــوروز: حزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) 

بيانات سياسية 20 مارس 2015 0
+ = -

 يا جماهير شعبنا الكردي الأبي … 

أيتها القوى الوطنية الديمقراطية … 

.

يحتفل شعبنا الكردي في كل مكان في الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام ، بعيده القومي ، عيد نوروز المجيد ، الذي يرمز إلى الحرية و الانعتاق من الظلم والاستبداد ، و يحمل في طياته معاني الحرية و المحبة و السلام ،و يزدان بالبهجة و السرور ، و يدعو إلى التجديد ببزوغ فجر جديد تتجدد فيه الحياة و تلبس الطبيعة حلتها بألوانها الزاهية , إنه يوم للنصر على الطغاة وانتصار للمظلومين , ففيه قضى القائد الكردي كاوا الحداد بثورته الأسطورية على طاغية عصره ازدهاك لينهي بذلك ظلمة حقبة من القهر , ليحل محلها ضياء الحرية في ربوع كردستان .

.

ومع بزوغ فجر هذا اليوم تكون أحضان الطبيعة على موعد مع الجماهير الكردية بثيابهم الكردية المزركشة بألوان الربيع الزاهية للاحتفال بالعيد القومي ( نوروز ( بأجواء كرنفالية فلكلورية تضفي للعيد بهجة ورونقاً بنكهة قومية ، و هم يحرصون كل الحرص على تكريس المعاني النبيلة لعيد نوروز المجيد ، و إضفائها على الاحتفال به ، للحيلولة دون إلحاق الإساءة بعيدهم. 

.

يا جماهير شعبنا الكردي الأبي … 

أبتها القوى الوطنية الديمقراطية … 

.

يحل علينا نوروز هذا العام بعد مرور أربعة أعوام من انطلاقة الثورة الشعبية السلمية في سوريا , هذه الأعوام التي حولت البلاد إلى أنقاض وطن , فمع استمرار الاعتماد على الحلول الأمنية والعسكرية تحولت هذه الثورة , ونتيجة للعديد من العوامل الداخلية والخارجية إلى صراع عسكري دامٍ بين أبناء الوطن , وحولت أراضيه إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية , وتنافس على مصالحها المستقبلية . أكثر من 215 ألف قتيل , من بينهم 10 آلاف طفل , هذا بالإضافة مئات الآلاف من الجرحى والمفقودين والمعتقلين , ناهيكم عن ملايين النازحين والمشردين واللاجئين , وأيضاً الدمار الحاصل بالبنى التحتية , ستلقي بظلالها الثقيلة مستقبلاً على الوطن ككل . 

.

أما كردياً , فحالة التشرذم والتشتت التي كانت تعاني منها الحركة السياسية الكردية في سوريا , وظهور فرصة أمام تحقيق الشعب الكردي لحقوقه القومية المشروعة , واتساع الهوة بين الجماهير والحراك السياسي كل ذلك كانت الدافع للخيرين من أبناْ شعبنا لإنهاء هذه الحالة السلبية والعمل بمسؤولية لتشكيل مظلة سياسية كردية جامعة لمختلف الطيف السياسي التنظيمي والشبابي والنسوي والفعاليات الأخرى , وبالتالي تكون الممثل الشرعى للشعب الكردي في جميع المحافل الوطنية والدولية … ومن هذا المنطلق كان تأسيس المجلس الوطني الكردي في سوريا , ومن بعدها التوصل إلى التوقيع على اتفاقية هولير مع مجلس الشعب في غربي كردستان وإعلان تأسيس الهيئة الكردية العليا , وذلك برعاية كريمة من السيد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني , ومع تعثر تنفيذ بنود هذه الاتفاقية , لم تقم الهيئة بمهامها المنوطة بها , لأسباب في مجملها كانت نابعة من الأنا الشخصية و الحزبية … واليوم مع هذه الهجمات البربرية الإرهابية من القوى التكفيرية والعنصرية من داعش و أخواتها , دفعت بالقوى الكردية في كل مكان إلى التوحد في وجه العدو الجديد من خانقين إلى عفرين , والأمر ذاته دفع بالحركة السياسية الكردية في سوريا إلى التقارب من جديد في اتفاقية دهوك القاضية بتشكيل مرجعية سياسية كردية وتطوير الإدارة الذاتية والدفاع الذاتي , وذلك بناءً على دعوة رئيس الإقليم أيضاً , ولكن ومع ظهور العثرات المفتعلة أمام تنفيذ بنود هذه الاتفاقية , جعلت مصيرها في مهب الريح , وهذا ما يشكل تهديداً كبيراً على مستقبل القضية الكردية في سوريا , لذلك نرى أنه من الضرورة بمكان أن تبذل جميع الفصائل السياسية ما بوسعها إلى رأب الصدع في جسم هذه الاتفاقية الهامة , والتحلي بحس عال من المسؤولية القومية الملقاة على عاتقهم , كما أننا نهيب بكافة القوى الكردستانية وعلى رأسها السيد رئيس الإقليم إلى لعب دور حاسم في ترميم البيت السياسي الكردي , وذلك من خلال تشكيل لجنة من الأحزاب الكردستانية و ممثلين عن المجلس الوطني الكردي في سوريا و حركة المجتمع الديمقراطي (تف دم ) و باقي المكونات خارج الإطارين للتدقيق في تفاصيل تنفيذ الاتفاقية وإزالة  المعوقات الحقيقية التي تقف عثرة أمام تنفيذها , وكذلك وضع الحلول المناسبة والملزمة لتطبيقها . كما أننا ندعو جماهير شعبنا إلى لعب دور ضاغطٍ على الحراك السياسي الكردي باتجاه تنفيذ بنود هذه الاتفاقية المصيرية لشعبنا , من خلال التخلي عن الأنانيات الشخصية والحزبية . 

.

يا جماهير شعبنا الكردي الأبي … 

أبتها القوى الوطنية الديمقراطية … 

.

إننا في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) في الوقت الذي نتوجه فيه إلى جماهير شعبنا الكردي في سوريا بالتهاني القلبية الصادقة ندعوها إلى إحياء احتفالاتها بعيد نوروز بشكل حضاري هادئ يليق بعراقة شعبنا و قدسية هذا اليوم ، و الامتناع عن حرق الإطارات و إشعال النيران في الشوارع و بالقرب من الأماكن العامة و اللجوء بدلاً عنها إلى إشعال الشموع على شرفات المنازل و أمام البيوت ، و إبداء الحرص الشديد على الانضباط و الالتزام بعدم إطلاق الأعيرة النارية كي لاتتحول هذه المناسبة إلى مصيبة قد تحيق بالناس

.

تحية حبٍّ وتقدير إلى قواتنا الكردية الباسلة والصامدة في وجه الإرهاب

.

ألف تحية إلى أرواح شهداء شعبنا الكردي وشهداء الحرية

.

وعاش نوروز رمزاً للحرية والسلام 16 / آذار / 2015م 

.

                                                                                  المكتب السياسي

                                                                     للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا

                                                                                 (البارتــــــــــي)

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر