هجرة شباب كوباني لأوروبا ….. بقوارب للنجاة أو الموت

ملفات ساخنة 01 أغسطس 2015 0
هجرة شباب كوباني لأوروبا ….. بقوارب للنجاة أو الموت
+ = -

كوردستريت – جيهان عيسى / قوارب تأخذك في رحلة قصيرة، إن وصلت فأنت ناجٍ، وإن لم تصل فأنت ميت. هكذا يصف أغلبية شباب كوباني الذين يرغبون بالسفر إلى أوروبا عبر تركيا بقوارب تسمى “قوارب الموت”، كما أنّ غالبيتهم ينظرون لموضوع الهجرة على أنه شر لابد منه، فالظروف السيئة في بلدهم لم تترك لهم مجال سوى مغادرة الوطن والعائلة والأصدقاء والذكريات والرحيل إلى المجهول “الغامض أو الجميل”.

.

الأسباب كثيرة ومتشابهة والهدف واحد، فلم يبقى لدى غالبية هؤلاء الشباب أي خيار آخر سوى الرحيل. ورغم المخاطر الكثيرة من احتمال الغرق بسبب السفر بقوارب الموت والتي لا تحتوي على أدنى متطلبات السلامة إضافة لاحتمال الإمساك بالشباب من قبل خفر السواحل ووضعهم في السجون والمبالغ الكبيرة التي تتطلبها هذه الرحلة فإن معظم الشباب مصرين على المضي في هذا الطريق غير آبهين سوى بالوصول إلى الطرف الآخر حتى لو كان الثمن حياتهم.

.

هذا الحديث “حديث الهجرة” بات قاسماً مشتركاً في جلسات شباب كوباني وتجمعاتهم في كل مكان، حيث يتحدثون يخططون ويحلمون ويقارنون بين الخدمات التي تقدمها الدول المختلفة للاجئين السوريين إليها حتى يختاروا الوجهة الأفضل. فواز واحد من هؤلاء الشباب الذين يحلمون بالهجرة فهي بحسب رأيه الخيار الأفضل لدى كثير من الشباب بسبب ضيق السبل داخل البلاد نتيجة ظروفها الراهنة، ولكنها ليست مسألة سهلة على الإطلاق، فهي تحتاج إلى أموال كثيرة، ولا تخلو من التوتر قبل السفر والمعاناة إضافة إلى خطر الوقوع بين يدي مهرب محتال وبالتالي ضياع الحلم كما أنه لا يحب الغربة إطلاقاً ولكن لا خيار آخر لديه.

.

أما عبد الرحمن فله نفس الهدف ولكنه يريد أن يهاجر للمعالجة التي لا تتوفر في كوباني ولا حتى في تركيا، فقدمه “رجله” التي لا يستطيع المشي بها كما يجب تعرضت لتشوه نتيجة عمل جراحي خاطئ وهو سمع عن كثير من الشباب الذين كانوا يعانون ما يعانيه وتم شفاءهم في الدول الأوربية وهم يعيشون حياتهم بشكل أفضل من السابق، وبالتالي هو يحلم بالعودة إلى وطنه يوماً لكن بأقدام سالمة وواثقة من المضي إلى المستقبل.

.

بدوره إدريس يمتلك عاملاً مهماً يساعده في أوروبا وهي اللغة الإنكليزية التي يتقنها وبالتالي لن يجد أي مشكلة في التواصل مع الآخرين هناك، وهو يرى بأن الحرية الاجتماعية والسياسية في تلك البلدان هي العامل الحاسم للمخاطرة بحياته في سبيل الوصول، وهو يرى بأنه قد تأخر في الذهاب، فأصدقاءه مضى عليهم زمن وهم موجودين في تلك البلدان. من يعارضون فكرة السفر هم قلة من الناس الذين يرون بأن الهجرة تشكّل خطرا كبيرا يتمثل باستنزاف جيل كامل، جيل مثقف ومتعلم ويمتلك مجموعة خبرات سواء أكانوا مدرسين أو مهندسين أو أطباء أو محامين …..الخ،

.

فيما يبرر آخرون ما يحدث بأن هذه الهجرة قد تكون الحل الأفضل لأنها ستساعد في تأهيل الشباب المهاجر وبالتالي المساهمة في صنع مستقبل بلاده بشكل أفضل حين عودته. ورغم كثرة المشكلات التي يواجهها اللاجئون في دول الجوار، منها ظروف السكن والتأقلم الاجتماعي والحصول على جنسية في بلد اللجوء فإن الشباب يحاولون بشتى الوسائل أن يصلوا وبعدها يفكرون بالحلول.

.

يشار إلى أن تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان بعنوان “من موت إلى موت” وثق أبرز حوادث مصرع السوريين غرقا أثناء رحلات هجرة غير نظامية، فبحسب التقرير، قضى بسبب الغرق منذ نهاية 2011 وحتى الآن ما لا يقل عن 2157 سوريا، 75% منهم نساء وأطفال.

.

وكان أكثر هذه الرحلات مأساوية لدى مصرع 225 سوريا يوم 19 أبريل/نيسان الماضي قبالة السواحل الليبية، وأكد التقرير أن هذه الحصيلة هي الحد الأدنى مما أمكن توثيقه.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر