هويّة الكورد وقضيتهم سورياً؟

آراء وقضايا 04 أغسطس 2015 0
هويّة الكورد وقضيتهم سورياً؟
+ = -

طرح بعضهم، هذا الموضوع للنقاش مُرفقاً إيّاه بعض الإشارات مع خريطة كإضافة وتدليل مجتزئ أو مُضلّل، نوعاً ما، للمُطّلعين المُبتدئين في هذا الموضوع

.
مع احترامي لمن طرح هذا الموضوع ومَن، وماذا وراء هذا الطرح الغير كافي أو المنقوص موضوعياً ومرجعياً، وحتى تحليلياً؟

.
إنّ طرح هكذا مواضيع، وخاصة في هذا التوقيت وبُعيد شنكال وكوباني، يُشعر الكورد بيأسهم وبمدى حبّهم للبحث عن المشاكل وتعقيد الأمور بدلاً من طرحها ببساطة وموضوعية بحثية ؟

.
هذا الطرح، يبدو كلاصق خلّبي جديد، من شأنه أن يزيد من مشاكل الكورد وخلافاتهم، وكما أنّه سيحشر كل الكورد في بوتقة التقوقعات الحزبية، وبالتالي سيزيد من الأحقاد والتفرقة والتناحرات! أعتقد أنّ النظر لوطن الكورد-كوردستان يجب أن يكون دوماً بمنظور تاريخي وجغرافي مُتلازم، أي لن ننظر للحدود السياسية أو المصطنعة بين المناطق الكوردية، فكوردستان ليست دولة بالمفهوم السياسي والإصطلاح الدولي، فلا يمكن أن تُحدّد وفق المفاهيم والتوجهات السياسية الحديثة، ويبقى العمل بالنظرة التاريخية والجغرافية المتكاملة هو الأساس، وبهذا فالمناطق الكوردية هي متصلة ولا انقطاع فيها، بل هي مستمرة بسلاسل جبالها وسهولها ومنابع ومصبّات أنهارها وروافدها وتلازم ذلك بحركة وتنقل سكّانها على طول تدفّق أنهارها وتنوع نزلهم ومواسمهم بتغيّر التضاريس وعبر الزمن وماحمله من هجومات ونزاعات وحروب في مناطقهم.

.
إذاً لم ولن ننظر للمناطق الكوردية كما تم تقسيمها بعدمعركة تشالديران بين الصفويين والعثمانيين قبل خمسة قرون، ولن ننظر لها كما تمّ رسمها وتقسيمها حديثاً وفق سايكس بيكو بين الإنكليز والفرنسيين، كما يتوجب علينا ككورد اليوم وخاصة نحن أبناء المناطق الكوردية الحدودية في كوردستان سوريا عموماً، يتوجب علينا أن لا ننظر وأن لا نستمع لإيديولوجيات الأحزاب ولا لتفتّقات العاملين في حقل الكتابة والنشر بمختلف وسائلها، فهؤلاء، كلّ منهم يُغني على ليلاه ويطلق موّاله بالشكل الذي يرغبه بحكم اصطفافه الحزبي أو بحكم تخبّطه وضياعه الثقافي والتاريخي أو بحكم نزواته الخاصة. فكل ذلك وما يُشابهه هو مضيعة ومدعاة للمشاكل

.
أدعو كل من يرغب ويريد أن يتعرّف أكثر على تاريخ وجغرافية كوردستان أو الإمارات الكوردية أو المناطق الكوردية أو كل أجزاء كوردستان بجهاتها الأربعة ، أدعوهم كما أدعو نفسي أيضاً، للعودة إلى المراجع والكتب القديمة والمخطوطلت القديمة التي تهمّ الكورد تاريخاً وجغرافية، وسنجد جميعاً أجوبة وآفاقاً هامة واستنتاجات في مجال علم الكورديولوجيا.

.
من المراجع والكتب الهامة كما تعرفون: شرفنامه ثم مخطوطات العهد العباسي وما جاء فيها عن وطن الكورد، مخطزطات جامعة حرّان وما جاء فيها من تبيين عن الكورد في عهد مروان بن محمد، ثم العودة للعهد الأيوبي والحملات الصليبية الثلاث….. فتشالديران فسايكس بيكو وسيفر ولوزان

.
أما قضية الكورد سورياً ، فهذا بحث آخر، فبه الكثير من التماثل والتّأرجح السياسي بقدر مافيه من الأحزاب والتيارات السياسية المُكلّلة بالعقد الحزبية المُتنوّعة، لكن مع كل ذلك، يبقى هذا البحث مرتبط عموماً ببقية المناطق الكوردية من الوجهة التاريخية والاستمرارية الجغرافية، أما الخوض فيها يستوجب أولاً معرفة المسلك التاريخي والحالة الجغرافية للمناطق الكوردية عموماً وماهو موجود منها في الدولة السورية خصوصاً، أوما نسمّيه بكوردستان سوريا اصطلاحاً 
.

بقي أن أذكر أن هناك بعض المواقع والدلائل التاريخية الشّاهدة على صلة الكورد والكوردستانيين بأراضيهم ومناطقهم عبر الزمن:

.
قلعة النبي هوري، وشوكاني، جيي كورمينج, جيي شيروان، قرى صوران،.ورسوم الأفاعي والأسماء الموافقة لها من الكهوف والقرى والتلال والسهول التي تحمل صفات وأسماء كوردية قديمة مواكبة لقدم المنطقة ودم سكانها….طبعاً هناك الكثير والكثير مثل هذه الشواهد وغيرها من الإشارات والأدلّة
.

 د.م.درويش

01/08/2015

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك