في تيه الكوردي ..وشرعيته الضالة !!! قراءة في بعض تصريحات عبد الحميد درويش الاخيرة

آراء وقضايا 23 أغسطس 2015 0
+ = -

اكرم حسين


حين يكون المرء وجها لوجه امام تعرض الحقيقة لمخاطر فقدانها لمضمونها وجوهرها ، ومحاولة البعض تشويها وتزييفها ، عندها يجب ان يتحلى المرء بالجرأة الكافية للرفض ، ويصبح الدفاع عن هذه الحقيقة والنضال الى جانبها امراً لا مفر منه ، هذا ما سنحاوله في السطور القادمة ، فكعادته أطلق السيد حميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي في سوريا ، و كما يسمى في الوسط السياسي الكوردي السوري بـ “الختيار” قنبلة من العيار” الثقيل،” أربكت المشهد السياسي الكوردي السوري ، بدعوته الصريحة والمفاجئة بالحوار مع النظام ، وكشفه للقاء سابق مع محمد سعيد بختيان رئيس مكتب الامن القومي السوري ،وبحضور احمد سليمان عضو المكتب السياسي، مبدياً أسفه على عدم تلبية دعوة “رئيس الجمهورية “واصفاً هذا الرفض بالخطأ، جاء ذلك في ندوة اقامها درويش في مدينة هولير يوم الجمعة, 24 نيسان/أبريل وبحضور طيف واسع من القيادات الكوردية والكوردستانية ،ثم عاد واكد موقفه هذا برد ايجابي فيما لو طلب منه مقابلة رئيس الجمهورية في حواره مع موقع بوير برس الالكتروني ، في وقت بدأ يتداعى فيه النظام ، ويخسر الكثير من اوراقه الداخلية والخارجية ، بعد عاصفة الحزم وتقدم المعارضة واشتداد الازمة الاقتصادية ،وانخفاض سعر الليرة السورية امام الدولار ،والاتفاق على الملف النووي الايراني ، فحميد درويش هو احد الشخصيات المؤسسة للحزب الكوردي السوري ، الذي امسك بقيادته واحكم السيطرة عليه ، لابل على قيادة مجمل الحركة الكوردية السورية لانه يمتلك القدرة على لي عنق الحقيقة وتوجيه الاحزاب الكوردية كما يشتهي ،حدث هذا في فترة الثمانينات ،وابان انتفاضة اذار ،وغيرها من المواقف ، التي برع في صياغتها وهندستها ، واذا كان حديث درويش يسجل له ، ويعتبر ايجابيا لجرأته في التعبير ، ووضوحه في الرؤيا ، وعدم رضوخه لأي ارهاب فكري كما صرح هو نفسه ، فان كلامه لا يأتي بجديد ولا يوضح غموضا او يزيل التباسا، لان مواقف درويش هي هي لم تتغير ، وتصريحاته الاخيرة قد جاءت بعد تردي العلاقة مع حليفه الاستراتيجي الاتحاد الوطني الكوردستاني اثر تدهور صحة السيد جلال الطالباني ، وخروجه خالي الوفاض من اجتماعاته مع الرئيس مسعود البارزاني ، في ظل اشتداد الخلافات داخل حزبه ، ومطالبة البعض بالخروج من المجلس الوطني الكوردي ، في المقابل فان درويش يعلم بان “الازمة “السورية ستطول ، ولا بد من ادارة الازمة وايجاد الية للعودة بقوة الى الساحة الكوردية ، بعد سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ، واستفراده بإدارة المنطقة ومواردها ، وازدياد النفوذ الجماهيري للحزب الديمقراطي الكوردستاني –سوريا اثر انعقاد مؤتمره التوحيدي والدعم اللامحدود الذي يتلقاه من رئيس اقليم كوردستان العراق مسعود البارزاني ،والمحاولات الجارية لعقد اتفاقات ثنائية بينه وبين الاتحاد الديمقراطي.

.
2
لا شك ان درويش كلما افل نجمه وخفت اضواءه، ، لم يعدم وسيلة لاستعادة الاضواء وجعل الاخرين يدورون في فلكه ،لخبرته الطويلة بالسياسة الكوردية ودهاليزها ، يعرف”من اين تؤكل الكتف”، احد المؤسسين للحزب الكوردي السوري ،يتربع على عرشه منذ السبعينات ، لابل على عرش الحركة الكوردية برمتها ، بغياب منافسه وعدوه اللدود صلاح بدر الدين ،الذي تصدر قيادة التيار القومي الديمقراطي في الحركة الكوردية لفترات طويلة ، واذ كان الحل السياسي بالنهاية هو المخرج الوحيد لما يجري في سوريا ،لوقف نزيف الدم وتخفيف معاناة السوريين ، جراء الصراع المسلح بين النظام والفصائل المسلحة ، للانتقال من دولة الاستبداد والاستئثار الى دولة وطنية حديثة ، فان هذ الحل لا بد ان يستند الى بيان جنيف1 وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة ، ولا يمكن للكورد بمفردهم محاورة النظام ،لانهم جزء من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة فأي حوار او تفاوض قد يحدث في المستقبل ، يجب ان يكون بالتشاور والتشارك مع هذه القوى والتي ستكون جزءا اساسيا من مستقبل سوريا ، وشريكا للشعب الكوردي في ادارة البلد واستثمار موارده.

.
ان توقيت اطلاق هذه التصريحات باعتقادي هو توقيت خاطئ وفي الوقت الضائع ، يأتي بعد فشل لقاء موسكو التشاوري الثاني وتقدم المعارضة في ادلب وجسر الشغور وسهل الغاب وغيرها من الجغرافيا السورية ، لذلك فالأحزاب الكوردية وخاصة المجلس الوطني الكوردي مطالب بإبداء موقفه برفض هذا الحوار ، وعدم الانجرار الى المستنقع الذي يخطط له البعض ، بتشويه التاريخ النضالي والروح الوطنية والثورية لدى الشعب الكوردي . على درويش ان يحترم الواقع الذي ينتمي اليه وان لا “يوثن “الحوار في حد ذاته ، لأنه بالتأكيد سيكون حوارا بين الطرشان ، لن يحصل منه سوى على اخذ الصور التذكارية ، لان الحل لم يعد بيد السوريين ،فالعامل السوري هو الاقل تأثيرا في الصراع الدائر اليوم .
.
3
عادة تحاول كل رؤية سياسية او ثقافية ان تؤسس لممارسة او لفعل تطمح للوصول اليها فالبؤس الممارسي هو انعكاس للبؤس الرؤي والثقافي الذي يفسره ويوجهه وقد يلجأاليه البعض في تبرير او تفسير بعض الاقوال والافعال من هنا يكتسب التأسيس الفكري والسياسي اهمية كبرى ليس لانه ينبع من حقائق العصر والواقع بل من التحديات التي يواجهها ومن هذه القضايا التي تحتاج الى تاسيس معرفي هو مفهوم الوطن والمواطنة الذي اتحفنا به السيد حميد درويش في مقالته (الكرد في المعادلة السورية ) باعتبارهما دينا او ايديولوجيا جديدة لا بصفتهما مشروعا غير منجز ينبغي ازالة الالتباس والغموض الذي يلفهما والاشكالات التي ترافقهما وخاصة فيما يتعلق بحقوق الاقليات ودورهم في الصراع الدائر الان، فدرويش يعتبرها من البديهيات التي لا تحتاج الى شرح ويدرجها في نسق ايديولوجي دوغمائي يحول كل ما يقع في دائرتها الى “ثوابت وطنية ” حتى لو سوغت للاستبداد وامدته بمشروعية وهمية ، ولذلك لا يمكن التقليل من الانتقادات التي وجهها سياسيون ومثقفون كورد خاصة في فترة صراعه مع اليسار( صلاح بدر الدين ) والثورة الكوردية في كوردستان العراق حول مفهوم الشعب والاقلية والموقف من القيادة البارزانية والانظمة المقتسمة للشعب الكوردي وغيرها من المواضيع والقضايا التي شغلت الرأي العام الكوردي لفترات طوال الى ان وصلت الى حد الاتهام والعمالة والتخوين ..!!!فدرويش يحاول ان يقدم في مقالته الانفة الذكر سردية مثالية ومتغاضية عن الواقع الذي يعيشه الكورد بشكل خاص والسوريون بشكل عام بلي عنق الحقيقة ( الوحدة الوطنية –استقلال الوطن ..الخ) محاولا بذلك استرجاع التاريخ في جزء من مظلوميته القديمة والمستجدة دون ان يعترف بأوجاع الكورد وما جرى لهم في ظل الدولة السورية القائمة والحكومات التي تعاقبت في ادارتها قافزا على جزء من تاريخ هذه الدولة “الحديث” التي لم يشارك فيه الكورد ،وهنا اقول من حق درويش الترويج لقناعاته وان يصور الوضع كما يريد، لكن من حقي ايضا ان اخلخل تلك الصورة المزيفة التي لا توجد اليوم في الواقع ويحاول ان يقدمها في مقاربته لواقع الثورة السورية وخاصة البدايات من وجود مثال مشرق للتعايش بين مكونات الشعب السوري الا ان الوقائع الثابتة تؤكد وجود نزاع وظلم قومي ينتقص من تلك الصورة الايجابية التي رسمها السيد درويش في مقاربته للوقائع والاحداث ،لان الكورد لم يحسوا بانهم ينتمون الى وطن يحقق شيئا من انسانيتهم ،ولم يشعروا يوما بهويتهم الكوردية في اطارالتعايش الذي يتحدث عنه ؟،لان الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية او حدود سياسية معترف بها بل علاقة ايجابية بين الانسان والمجتمع والدولة ولها محتوى قانوني واخلاقي – علاقة مواطنية – بما تعنيه عضوية الفرد الفعلية في الدولة السياسية ومشاركته في الحياة العامة اي هناك علاقة جدلية بين الوطن والمواطن ولا يمكن ان يستقيم احدهما بدون الاخر

.
4
مزقت الانظمة الديكتاتورية روابط الاخوة والتعايش المشترك بين مكونات الشعب السوري وقللت فرص الاندماج الوطني واستطاعت بذلك ضبط المجتمع والسيطرة عليه ، لذلك فتعزيز فكرة الشراكة والعيش المشترك يتطلب الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي كاملة بدون نقصان بما فيها حقه في تقرير مصيره وحقه في ادارة نفسه بنفسه بالتفاهم والتوافق مع المكونات الاخرى والحل الذي يحقق هذا التعايش يكمن برأي في الدولة المركبة التي ستحافظ على وحدة الارض والشعب ضمن دولة فدرالية ، فالعربي يجب ان يدعم ويعترف بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره لان هذا الاعتراف هو ما يحقق انسانية وديمقراطية المثقف او المفكر العربي ،ووقوفه الى جانب الكورد ومطالبهم يكتسب اهمية بالغة ويظهر الطابع الانساني والحضاري للعرب ،والسؤال من المسؤول عن تدهور العلاقات الكوردية العربية ؟، ولماذا نشهد صراعا هوياتيا في اكثر من محافظة ومدينة ؟، وهل يمكن اعادة الامور الى ما كانت عليه؟لماذا يحاول ان يساوي درويش بين معاناة كل مكونات الشعب السوري ؟ الم تكن هناك سياسة خاصة تتبع بحق الكورد؟ ما الفائدة من القول بان ” الكرد شأنهم شأن بقية الشعب السوري يعيش وضعا خاصابعد انتفاضة اذار 2011 ويواجهون مشاكل ومتاعب مثلهم مثل بقية الشعب السوري ايضا ” هذه مقدمة لمقالة درويش “الكرد في المعادلة السورية” والمنشورة على موقع ولاتي مه بتاريخ 9-8-2015 ليؤكد وحدة الشعب السوري ووحدة مشاكله ومتاعبه ..؟!! بمعنى لا يوجد ما يميز الكورد عن الشعب السوري من مشاكل ومتاعب ؟ متناسيا خصوصية مشاكل ومتاعب كل منطقة بحسب المجموعات التي تسيطر عليها ؟ والتغيير الديمغرافي الذي يطال الاقليم الكوردي السوري !!! ورغم وجود حزب درويش في المجلس الوطني الكوردي والائتلاف اللذان يتبنان مفهوم الثورة لوصف ما جرى في سوريا منذ 15 اذار 2011 الاان درويش يصر على استخدام مفردة “الانتفاضة “بدلا من الثورة ولا ندري سببا لذلك ونتمى من السيد درويش ان يوضح لنا الامر ويشرح الفرق بينهما ؟ ثم يتابع في السياق ” بأن التيارات القومية المتطرفة العربية اعادت من جديد مقولة أن الكرد يخططون للانفصال عن سوريا وهم –اي الكرد- يستغلون وضع سوريا المتأزم والحرب الدائرة فيها ” ويؤكد “عدم وجود حادثةواحدة تدل على نية الكرد في سوريا في الانفصال او الاساءة لوحدة سوريا خلال عقود طويلة” يستوقفني هذا القول بان اصدقاء درويش ممن كانوا في اعلان دمشق امثال سمير نشار وجورج صبرا وكمال اللبواني وغيرهم هم من يروجون لهذه الاقاويل لتأليب الرأي العام العربي ضد الكورد ، فديمقراطيوا الامس انقلبوا الى متطرفيين شوفينين يدبجون الاتهامات ويقفون في وجه طموحات الشعب الكوردي الذي لاقى الويل والمهانة من النظام ومورست بحقه سياسات اقل ما يقال عنها بانها غير انسانية وغير منصفة او عادلة ؟ هل النية في الانفصال جريمة يجب ان يعاقب عليها الكورد؟ لماذا يستغل الكورد الوضع المتازم على حد قول درويش لو كانوا يتمتعون بالمواطنة المتساوية ؟ لماذا لا يحس الكورد السوريون باي انتماء اليها ؟ اليست السياسات الاقصائية والتميزية والالغائية هي التي قتلت لديهم اي احساس بالانتماء والكرامة

.
5
يؤكد درويش ” بان الكرد لايريدون الانفصال ولكنهم لا يترددون في الدفاع عن حقوقهم القومية المشروعة والحفاظ على استقلال الوطن ووحدته “من قال بان الكورد لا يريدون الانفصال ؟ هل استفتى درويش الشعب الكوردي في ذلك ؟ام ان درويش نصب نفسه وليا اوصيا على الكورد ليقرر نيابة عنهم ؟ ما هي الحقوق القومية المشروعة ؟هل هي المواطنة ام الادارة الذاتية ام الفدرالية ام … ؟ ثم اي وطن سيحافظ الكورد على استقلاله ووحدته ؟هل بقي وطن لتكون له وحدة ؟ اي دولة سيدافع عن وحدتها ؟ لقد سئم الكورد الدولة المركزية ولن يقبلوا العيش في ظلها لانها انتجت الاستبداد والتمييز والاقصاء والتهميش لمكوناتها المختلفة بما فيهم الكورد لذا فالحل الذي يرضي الكورد وما اكدت عليه مؤتمرات المجلس الوطني الكوردي والذي ينتمي اليه درويش هو ان تكون سوريا تعددية ديمقراطيةلا مركزية اي ان حل القضية الكوردية الان يكمن في الفدرالية حت يحصل الكورد على حقوقهم في ادارة الاقليم الكوردي السوري ..؟

.

اين هي السيادة في ظل تواجد حزب الله وكتائب ابو فضل العباس والحرس الثوري ووجود المئات من المقاتلين الاجانب في صفوف جبهة النصرة وتنظيم الدولة ؟ فدرويش يريد ان يرسل رسالة مطمئنة بان الكورد لا يريدون الانفصال وسيحافظون على وحدة الوطن وسيادته؟اليست المعارضة العربية والفصائل المسلحة هي مطالبة بطمأنة الاقليات والاعتراف بوجودها وحقوقها ؟ ما فائدة تصريح السيد حميد درويش اذا كان لا يسيطر على شبر واحد من الارض ولا يوجد له ولحزبه اي تأثير بعد ان خرج منذ الايام الاولى للثورة ؟ هل يستطيع حميد درويش ان يقف في وجه الانفصال فيما لو تم ؟ لماذا الحديث عن الحرب الاهلية الان ؟ هل فعلا ما يجري في سوريا وفي الاقليم الكوردي هو حرب اهلية ؟ كيف يعيش الكوردي والعربي والسني والمسيحي والدرزي والعلوي والسرياني في مدينة واحدة جنبا الى جنب دو اقتتال؟ انا لا اعتقد بان ما يجري في سوريا هو حرب اهلية بل اقتتال بين محور السلطة ومحور المعارضة، بين الاستبداد والحرية ،لان الحرب الاهلية تعني حدوث عمليات تطهير عرقي ديمغرافية وطائفية وعلى هذا الاساس يمكن تقييم الاصطفافات القائمة، فالسلم الاهلي لا زال مقبولا بنسبة معينة رغم كل عمليات الشحن الطائفي والمذهبي من جميع الاطراف والحل السياسي لوحده لا يكفي، لانه يجب ان يقترن مع الحسم العسكري لاعادة الامور الى نصابها والخروج من حمام الدم والعنف المتوحش لانه لم يعد بمقدور السوريين وضع حد لهذه الحرب المجنونة ولن تستطيع وحدة “القوى المعتدلة “التي يطالب بها درويش وقف نزيف الدم لان العامل السوري لم يعد له تأثير مباشر على الصراع الدائر في سوريا

.
6
تقام الثورات عادة من اجل رفع الظلم والطغيان وتحقيق انسانية الانسان وتأمين احتياجاته ويقاس عادة نجاح هذه الثورات بمدى ترقية حياة الانسان وتأمين حقوقه وتحقيق مصالحه وفي ذات الوقت تعمل قوى الثورة المضادة من داخلها على القضاء عليها وخاصة الحامل الذي يجسدها قولا وفعلا ، ورغم اليأس الذي يسكن البعض فانني متفائل بان الشعوب لم يعد يقهرها بطش حكامها ،ولنا في الانتفاضة العراقية المندلعة والتي دفعت العبادي الى اجراء اصلاحات لان الدولة لم تعد تستطع ان تفرض ارادتها ومصالحها في وجه تحرر الشعوب ولذلك لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية الا على ارضية برنامج وطني يعترف بحقوق مكونات الشعب السوري ويعيد الامور الى نصابها في ظل دولة وطنية حديثة تحترم الحريات العامة والخاصة وتلتزم بالقانون وتبتعد قدر المستطاع عن استخدام العنف في وجه مواطنيها وتحقق الاندماج الوطني الذي يطمح اليه السوريون جميعا ،فالقضية الكوردية السورية يجب ان تخص السوريين جميعا لا الكورد لوحدهم لانها قضية اساسية من قضايا الدولة الوطنية الحديثة وهي ذات بعد وطني واقليمي يتعلق بالحغرافيا السياسية لكوردستان ولتوزعها بين عدة دول ” ذات سيادة” وهو ما دفع تركيا مؤخرا للتحرك في وجه محاولات سيطرة الكورد على الاقليم خوفا من قيام اي كيان كوردي على حدودها الجنوبية ،واستنادا لكل ما سبق قوله فان تصريحات درويش الاخيرة جعلت درجة حرارة الرأي العام الكوردي مرتفعة جدا ؟ لانها ترفض الرضوخ للمحرمات الكوردية وتجعله في علاقة ارتياب عميقة مع الكورد ، وقد يرى فيه البعض شخصا لا ينتمي اليهم والى تطلعاتهم القومية وليس له مكان بينهم ؟ وقد يثير في نفوسهم شيئا من البغض والكراهية تجاهه ؟ لان الكورد يصنعون اليوم تاريخهم بأيديهم ولم يعودوا كما كانوا في الماضي مجرد كومبارس عاجزين ومحتقرين ؟، لكن مشكلتهم حتى الان لا زالوا يبحثون في الاقليم الكوردي السوري عن زعيم او قائد يجدوا فيه ذواتهم ، حتى وان كان هذا الزعيم او القائد دكتاتورا او مستبدا ؟!!!!

.
ان قرائتنا لتصريحات السيد درويش عبارة عن عملية تصحيحية لافكاره المدرسية والتأملية التي لا تقارب الواقع البتة بل تقفز عن راهنية الواقع وسؤاله الرئيس كيف يمكن تأمين الحقوق القومية المشروعة وما هي هذه الحقوق ؟ وهذه القراءة نعتبرها ضرورية على الصعيد الاخلاقي والسياسي ، من اجل انتاج خطاب سياسي كوردي فعال وعقلاني يحظى بالموافقة والقبول لدى ابناء الشعب الكوردي وقواه الحية.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر