النصرة تسعى لإنشاء” تورابورا “سورية في جبال عفرين

آراء وقضايا 18 نوفمبر 2015 0
النصرة تسعى لإنشاء” تورابورا “سورية في جبال عفرين
+ = -

كثر الحديث في الأونة الأخيرة عن تعرض عفرين لهجوم تقوم به جبهة النصرة و حلفاؤها و انقسم المتابعون بين مشكك و مؤكد . و سنحاول الإضاءة على كلا الموقفين و على ماذا استندا .

.
أولاً المشكك : إن تكرار سيناريو معركة كوباني في عفرين أمر مستبعد لعدة أسباب :

.
1 _ اختلاف الطبيعة الجغرافية بين كوباني و عفرين فعفرين منطقة جبلية من الصعوبة بمكان اقتحامها دون إسناد جوي و هذا ما لا يتوفر عند النصرة .

.
و عفرين ( المدينة) هي مركز لأكثر من 360 قرية و تلك القرى تحيط بعفرين المدينة إحاطة السوار بالمعصم .

.
أما كوباني فتعتبر منطقة سهلية رغم وجود بعض التلال.
و القرى التابعة لكوباني تأتي في المقدمة و موزعة على مساحات شاسعة نسبياً و تأتي كوباني المدينة كآخر نقطة على الحدود السورية التركية .

.

2 _ إن جبهة النصرة موجودة منذ فترة طويلة على تخوم عفرين فلماذا تقرر الآن الهجوم على عفرين و جبهة النصرة تختلف كلياً عن داعش ؟!

.
ثانياً المؤكد :

.
1 _ إن من يشكك بنوايا النصرة الهجوم على عفرين مستنداً لطبيعة عفرين الجبلية يرى المؤكدون أنه لنفس هذا السبب جبهة النصرة تسعى للسيطرة على عفرين !! فالتنظيمات الجهادية بشكل عام تدرك أن المجتمع الدولي لن يدعها تسرح و تمرح دون تدخل عسكري و جبهة النصرة استفادت من موروثها الجهادي في أفغانستان حيث عمدت القاعدة و حركة طالبان إلى اللجوء للمناطق الجبلية لتحمي نفسها من الضربات الجوية ( جبال تورا بورا) و جبهة النصرة تحلم بإن تكون عفرين تورا بورا الريف الحلبي .

.

2 _ بعد الإنهيار المفاجىء لجبهة ثوار سورية و حركة حزم و هروب قادة الجماعتين تاركين خلفهما كميات كبيرة من الأسلحة النوعية ( فرنسية و أمريكية) و انضمام حركة أحرار الشام و صقور الشام و جند الأقصى إلى حملة جبهة النصرة في الريف الإدلبي عززت المعلومات و التكهنات بأن داعش و النصرة و باقي الحركات الجهادية هي كلها من مشكاة واحدة و مولودة من رحم واحد و أغلبها وريثة لجبهة النصرة و حركة الجهاد السورية التي كان يشرف سابقاً عليها سعد الدين محمود الحمرا ولا بأس من عرض بعض الحقائق عن هذه الجماعات و الأشخاص المؤثرين و لعل الحديث عن أبو خالد السوري يخدم هذه الفكرة. فمن هو أبوخالد السوري ؟

.
أبو خالد السوري وهو ذاته أبو عمير الشامي و اسمه الحقيقي محمد بهايا

.
توجه إلى أفغانستان أيام الشيخ عبد الله عزام ، ثم أصبح الملازم لزعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن لينتقل بعدها إلى الشيشان ثم إلى العراق ليكون اليد اليمنى لأبي مصعب الزرقاوي . ثم أسس الكثير من الفصائل الإسلامية في سورية بتكليف من أيمن الظواهري ..

.
ويقال أن أبو خالد السوري هو صاحب مشروع تقسيم الحركات الجهادية إلى عدة أقسام قسم يكون قوامه الأساسي السوريين ( الأنصار) حركة أحرار الشام و قسم آخر المجاهدين العرب و الأجانب (المهاجرين) داعش وقسم ثالث يكون خليط بين الأنصار و المهاجرين وهو جبهة النصرة . و لكن قد يتساءل سائل كيف يكون هو المخطط و الرجل الأقوى و كلنا يعرف أن أبو خالد السوري تم اغتياله من قبل داعش !!

.
إن أبو خالد السوري تمت تصفيته لسببين أولهما صراع استخباراتي قطري تركي من جهة ( الداعمتان أو المرتبطتان بعلاقة جيدة مع داعش و النصرة ) و سعودي من جهة ( الداعمة لحركة أحرار الشام وقتها) ظهر و على العلن في تبادل عمليات الإغتيال كاغتيال أبو خالد السوري من قبل داعش و اغتيال القيادي في داعش الضابط العراقي السابق حجي بكر على يد جماعات قريبة من السعودية في الريف الحلبي و أكدت الأحداث اللاحقة أن أبو خالد السوري كانت له قنوات إتصال مع المخابرات السعودية و ماحالة التوأمة بين حركة أحرار الشام و جيش الإسلام الذي يقوده رجل السعودية الأول في سورية زهران علوش إلا دليلاً إضافياً على صحة تلك المعلومات .

.
ثانيهما إن وجود أبوخالد السوري على قيد الحياة لن يعط الشرعية لأبو بكر البغدادي في إعلان دولة الخلافة و أحقية البغدادي بأن يكون الخليفة فأبو خالد السوري رجل له وزنه عند الجهاديين في كل أنحاء العالم فهو من الرعيل الأول .

.
3 – إن هجوم داعش على كوباني لا يمكن تفسيره إلا من باب تبادل الخدمات بين داعش و المخابرات التركية فعملياً لا مصلحة لداعش في حشد كل هذه القوات و استخدام أغلب ما غنمته من الموصل و مطار الطبقة من عتاد و ذخيرة في حرب وصفت من قبل بعض أنصار داعش بالعبثية و الغير مجدية . إذاً داعش تتحرك أحياناً من منطلق علاقتها الجيدة مع الإستخبارات التركية و كما هو معلوم فلجبهة النصرة علاقات أكثر من مميزة مع المخابرات التركية و القطرية فإضافة إلى الكثير من المعلومات و التسريبات ( لو لاحظنا مثلاً أنه في أي عملية تفاوضية مع النصرة تعطى الأولوية للوساطة التركية القطرية ) .

.
أخيراً ما يشاع حول هجوم مرتقب على عفرين هو ليس بالشيء الجديد فعفرين كانت و ستبقى محط أطماع الكثير و هدفاً لأعداء الشعب السوري و الاحتياطات الأمنية كانت و ستبقى على أتم استعداد و بالمقابل الحياة في عفرين تسير بشكلها الطبيعي فحركة البناء مستمرة و افتتاح المحلات و الورشات في ازدياد و الجميع مصرون ( كورداً و عرباً مقيمين أو نازحين ) على التمسك بعفرين و الدفاع عنها و مواجهة أي معتد بغض النظر عن هويته بل أكثر من ذلك عفرين تمثل و تحديداً إلى أهلنا النازحين من حلب و ادلب و حمص آخر محطة نزوح ففي آخر قرية عفرينية على الحدود التركية عبارة لا مرئية يقرؤها الجميع ببصيرتهم ووجدانهم الطريق إلى ما بعد عفرين مغلق .

.
أما الطريق إلى عفرين فهو مفتوح لكل من يريد شرب مياه عفرين .

.
و لكن الطريق مغلق و سيبقى بإذن الله مغلقاً لكل من يريد أن يرم حجراً ليعكر صفو مياه عفرين .

.
حفظ الله سورية و حفظ شعبها

.

ريزان حدو _ كاتب كوردي

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك