زعيم حزب الوحدة في أول ظهور إعلامي له على كوردستريت يتهم “المتنفذين” بإبعاد حزبهم عن المجلس الوطني…ويعتبر العنوان الأبرز في المناطق الكوردية هو وجود مؤسسات إدارة ذاتية منفتحة
كوردستريت- روج أوسي /في حوار حصري لمراسلة شبكة كوردستريت “روج أوسي” مع محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكوردي في سوريا (يكيتي) وحول علاقة الحزب مع المجلس الوطني الكوردي..
.
” شيخ آلي “أوضح أنه ومنذ قرابة عام وإثر إسراع ما وصفه بـ “المتنفذين” لدى المجلس الوطني الكوردي في استصدار قرار يقضي بإبعاد حزب الوحدة وحزبين آخرين من جميع لجان وممثليات المجلس في الداخل والخارج،
.
وبحسب السياسي الكوردي ان ذلك ياتي ” استجابةً لتوجهات صناع القرار لدى الائتلاف السوري المعارض وحاضنته التركية من جهة، وتهرباً من استحقاقات اتفاقية “دهوك” التي كان لحزب الوحدة دور مشهود في التحضير له والدفاع عنه من جهةٍ ثانية، لم يعد حزب الوحدة يتحمل مسؤولية سياسات وسلوكيات المجلس وما يصدر عنه على حد تعبيره .
.
مضيفاً أن حزب الوحدة سيبقى ماضياً في الدفاع عن قضية الشعب في الداخل وأداء واجبه التاريخي في مواكبة متغيرات الواقع والمعطيات الجديدة، مشيراً إلى أن الهيئة القيادية للحزب تقدمت بمشروع رؤية على الصعيدين السوري العام والكوردي الخاص، تم اعتمادها والتعبير عنها عبر وثيقة جرى نشرها على نطاق واسع، ويتم العمل على ضوئها.
.
وحول ترخيص الحزب في مناطق “الإدارة الذاتية” أوضح السياسي الكوردي أنهم كحزب الوحدة وعلى قاعدة التعامل الإيجابي مع مؤسسات “الإدارة الذاتية” القائمة في المناطق الكوردية في الشمال السوري وضرورة حمايتها وبلورة مفهوم “وجود قانون تعتريه سلبيات خيرٌ ألف مرة من عدمه”، تقدم بالأوراق اللازمة واستوفت الشروط الواجب توفرها كما هو منصوص عليه في قانون الأحزاب الصادر عن مؤسسات الإدارة، وتم الحصول على الترخيص القانوني لنشاط الحزب ومكاتبه في مناطق عفرين وكوباني والجزيرة.
.
وعن دور حزب الوحدة في كتلة احزاب المرجعية الكوردية أوضح سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي أن التشارك في العمل الميداني داخل سوريا أمرٌ أساسي بالنسبة لحزب الوحدة، خصوصاً إذا كان التشارك وفق مشروع الحد الأدنى لبرنامج سياسي وآليات عمل محددة، مشيراً إلى أنه وفي هذا السياق انعقدت لقاءات واجتماعات متلاحقة خلال الأشهر المنصرمة ضمت خمسة أحزاب عُرفت بكتلة أحزاب المرجعية الكوردية من بينها حزب الوحدة، وجرت أنشطة وأعمال توجت في الآونة الأخيرة بتشكيل لجان مشتركة في مختلف النواحي والمناطق في محافظة الحسكة – الجزيرة، تتبعها مثيلاتها في المناطق الأخرى وكذلك في الخارج، مضيفاً أنه تم في الآونة الأخيرة إنجاز وثيقة مشروع برنامج سياسي للكتلة، وتتواصل الجهود لاستكمال ورقة آليات العمل لتحقيق انتظام أعمالها وأنشطتها وضمان انفتاحها على الأحزاب والفعاليات الأخرى بهدف توسيع دوائر عملها وصولاً إلى تشكيل مظلة سياسية مجتمعية تجسد عنواناً حضارياً للتلاقي ووحـدة الصفوف.
.
وفيما يخص مبادئ التي يعتمدها الحزب في التعاطي مع الأحزاب الأخرى أكد “شيخ آلي” أن تعاطي حزبهم مع الآخر سواء أكان فرداً أم جماعة، يتوقف على مبدأ تغليب التناقض الرئيسي على الثانوي مادام الشأن العام هو الأساس، مشيراً إلى أن من يتقصد انتحال صفة واسم وشعار حزب الوحدة للعب دورٍ ما بدفعٍ من هذه الجهة أو تلك لاستهداف كيانه التنظيمي والنيل من وجوده التاريخي وتوجهاته المعروفة في تغليب التناقض الرئيسي على سواه ونبذ الشعاراتية، لا يثق بحقيقة وعدالة قضية الكورد في سوريا وخصوصياتها، وبالتالي لا يعار أي أهمية.
.
وحول الاختلاف بين الوضع في الشمال السوري والمناطق الأخرى أكد السياسي الكوردي أن ما تشهده المناطق الكوردية في الشمال السوري جزءٌ لا يتجزأ من المشهد السوري العام المتسم بالمأساوية، وهذا لا ينفي حقيقة وجود تباينات ومناخات مختلفة كتلك الموجودة في أوضاع كلٍ من محافظتي السويداء والرقة السوريتين على سبيل المثال لا الحصر.
.
الزعيم الكوردي اضاف في نفس الاطار ” أن العنوان الأبرز في أوضاع المناطق الكوردية هو حقيقة وجود مؤسسات “إدارة ذاتية” ذات طابع كوردي منفتح على المكونات الأخرى من عرب وسريان –كلدوآشور وتركمان وشركس وأرمن، بعيداً عن الاستعلاء الديني الطائفي أو النزوع القومي العنصري، وأن هذه الإدارة تتبعها قوات حماية تتمتع بشخصية اعتبارية معروفة على الأصعدة المحلية السورية والإقليمية والعالمية، تحمل اسم وحدات حماية الشعب والمرأة YPG-YPJ وكذلك قوات الأسايش (الأمن الداخلي) وشرطة المرور لتنظيم حركة السير … الخ.
.
تابع حديثه الى القول”إنه ولدى تفحص الأحوال نجد أن حجم الضرر والدمار والخسائر في الأرواح التي أصابت منطقة كوباني غير تلك التي لحقت بالجزيرة وعفرين …
.
وبحسب تعبيره ” أن خطر إرهاب جماعات داعش والنصرة والدائرين في فلكهما لا يزال يهدد كامل نواحي منطقة عفرين وغرب كوباني المحازي لنهر الفرات، إضافة إلى حالة الحصار وخطف المدنيين الكورد على أيدي تلك الجماعات، وشُح المساعدات الإنسانية – الإغاثية التي نادراً ما تصل إلى المناطق الكوردية مقارنةً مع المناطق السورية الأخرى، وذلك بفعل أمزجة واشتراطات الجهات المعنية لدى الجارة الشمالية تركيا حسب قوله .
.
وحول الدور الروسي في سوريا وما اذا كان حزب الوحدة ينظر الى ذلك ب”التدخل الايجابي “أكد سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي أن الحضور الروسي في سوريا له تاريخ ومرتكزات، مشيراً إلى أن المجتمع السوري بمختلف مكوناته وأطيافه السياسية لم يشهد يوماً حالة عداءٍ للروس، باستثناء دعاوى يتيمة لبعض أوساط الإسلام السياسي وتياراته السلفية الجهادية، مضيفاً أن تفاقم الأزمة السورية واستفحال دور وتدخل تركيا في تفاصيل الملف السوري بتمويل خليجي باتجاه تغليب موازين القوى لصالح الإسلام السلفي الجهادي أثار حفيظة موسكو وزاد من مخاوفها، حيث سارعت إدارة الكرملين على الفور باتخاذ قرار التدخل العسكري المباشر عبر سلاحها الجوي وذلك ليس حباً بنظام البعث في دمشق واستجابةً لدعوةٍ منه، بقدر ما هو دفاع عن حضوره القائم في الساحل السوري شرق البحر المتوسط ومنع تمدد وانتشار ما وصفه ب”إرهاب داعش” وأذرع تنظيم القاعدة الذي يتمتع بنفوذٍ مجتمعيٍ ملحوظ في جواره المتداخل مع أمنه القومي.
.
“ثعلب السياسة العفرينية” وفي معرض حديثه لشبكة كوردستريت الاخبارية في نفس الاطار قال “أن التدخل الروسي سبقه ورافقه تحرك دبلوماسي نشط نجمت عنه تفاهمات عملياتية مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوى إقليمية فاعلة.
.
وفيما يخص الانتخابات البرلمانية في تركيا أوضح السياسي الكوردي أن ثمة إجماع لدى المراقبين المحايدين بأن القرار الذي قضى بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في الأول من تشرين أول المنصرم جاء بهدف توظيف واستنفار كل الجهود والطاقات للحؤول دون تكرار نجاح حزب الشعوب الديمقراطي في تخطي حاجز 10%، حيث ارتكبت عمليات حرق وتخريب أكثر من مئتي مقرّ رسمي للحزب المذكور واعتقال الألوف من كوادره ونشطائه، وكذلك توقيف العديد من رؤساء البلديات من أنصاره وحصول تفجيرات انتحارية أبرزها في سروج، وأكبرها ذلك التفجير الانتحاري الداعشي المزدوج في تجمعٍ احتفالي لحزب الشعوب وأصدقائه في العاصمة أنقرة راح ضحيته أكثر من مئة قتيل ومئات من الجرحى من خيرة الناس المحبين للسلم والحرية على حد قوله .
.
زعيم حزب الوحدة اختتم حديثه لمراسلة الشبكة “روج اوسي” حول الانتخابات البرلمانية التركية بالقول .. ” بأنه ورغم كل تلك الأجواء السلبية والضغوطات والإرهاب الدموي الموجه ضد حزب الشعوب وحلفائه جاءت الحصيلة لتعيد إحرازه النجاح في تخطي حاجز الـ 10% والدخول إلى البرلمان بصفته ثالث أكبر حزب سياسي في عموم تركيا.
