الزعيم الكوردي صلاح بدرالدين يفتح نيران اسلحته على” التقدمي”: نهجه مبني على “خدمة النظام” والتصادم الروسي- التركي مبنى على العداء التاريخي بينهم

ملفات ساخنة 29 نوفمبر 2015 0
الزعيم الكوردي صلاح بدرالدين يفتح نيران اسلحته على” التقدمي”: نهجه مبني على “خدمة النظام” والتصادم الروسي- التركي مبنى على العداء التاريخي بينهم
+ = -

 كوردستريت- جيان عامودا / في لقاءٍ حصري مع شبكة كوردستريت الإخبارية مع السياسي البارز صلاح بدر الدين وعن رأيه حول انسحاب حزب “التقدمي” من المجلس الوطني الكوردي وانعكاسات هذا الانسحاب أشار المعارض السياسي أنه لا يرغب في صرف الوقت على سيرة اليمين، لأنه تم هزيمته كفكر منحرف، عندما كان يعتبر الشعب الكوردي “أقلية” بدون حقوق قومية وسياسية، وتم تعريته كموقف سياسي عندما ارتبط بأوساط النظام الشوفيني المستبد، وحارب ثورة أيلول بقيادة البارزاني منذ خمسين عاماً.

.

ووصف السياسي الكوردي رده بالمثل ” الضرب على الميت حرام ” مشيراً إلى أنه وتجاوبا مع سؤال كوردستريت يوضح بأنه عندما التقى المرحوم كمال أحمد سكرتير الحزب الديموقراطي الكردي – البارتي وكان هو “أي صلاح بدر الدين” رئيساً لحزب الاتحاد الشعبي الكوردي في الثمانينات ببيروت للبحث في مقترح إقامة “التحالف الديموقراطي الكوردي”، وبعد الاتفاق على برنامج التحالف، وصيغة البيان المشترك، تم تداول مسألة تسمية الأحزاب الكوردية الأخرى التي يمكن لها الانضمام إلى التحالف إن أرادت، مشيراً أنه تم حينها استبعاد حزب اليمين فقط وذلك درءا لمخاطر أمنية.

.

 المعارض الكوردي تابع الى القول .. إنه وبعد مرور أكثر من عامين على إعلان التحالف بدل الأصدقاء في قيادة “البارتي” رأيهم وأيدوا انضمام اليمين، مشيراً إلى أنه أبلغى المرحوم كمال عبر أحد رفاقه في القامشلي بأنه اعتبر أن التحالف انتهى، حيث لم يمض وقت طويل حتى زال التحالف فعلاً.

.

وأشار الزعيم الكوردي أنه رغم تبدل الزمان والظروف الأخرى، ورغم أن اليمين لم يعد في حظوته السابقة لدى أجهزة النظام، لأن هناك من أخذ موقعه ويقدم أكثر منه، إلا أن ابتعاده “اليمين” عن أية جهة سيكون لصالحها بدون شك، لأن النهج المبني على خدمة النظام خلال عقود، ويحمل ثقافة تضليل الشعب وإثارة الفتن، واللعب على الحبلين سيكون هداماً أينما كان، وحيثما وجد “وذلك على حد وصف صلاح بدر الدين”.

.

وحول رأيه عن الهدف من التدخل الروسي في سوريا قال  الكاتب  الكوردي إن النظام الروسي بمواقفه وممارساته العملية يعتبر عدواً للشعب السوري بكل المقاييس، وطرف محارب لثورته، لأنه وقف منذ اندلاع الانتفاضة قبل نحو خمسة أعوام دبلوماسيا مع نظام الأسد وعطل عبر – الفيتو – عشرات القرارات الدولية ضد اعتداءات النظام، أو لنصرة القضية السورية، كما أن روسيا هي المصدر الأساسي لكل الأسلحة الهجومية التي يستخدمها النظام بما فيها المحرمة دولياً، والبراميل المتفجرة.

.

مشيراً إلى أن روسيا تتمادى الآن إلى درجة التدخل العسكري السافر لمساعدة النظام، وتأخير سقوطه، وتوجيه الضربات إلى قوى الثورة وليس إلى “داعش” كما تدعي، إلى جانب مساعيها المستمرة لتقسيم وتشتيت المعارضة، وتشويه سمعة العديد من الأطراف الوطنية بما فيها بعض قوى الثورة المسلحة، مضيفاً أن الحكومة الروسية تعلن جهاراً أنها مع نظام الأسد وستدعمه وتدعم جيشه، وليس خافياً على أحد أنها العضو الفعال في المحور الثلاثي المعادي إلى جانب دمشق وطهران وكذلك الميليشيات اللبنانية والعراقية ذات الطابع المذهبي، موضحاً أن هناك هدفان من التدخل العسكري بهذه الوتيرة المتصاعدة، الأول استعادة الدور والنفوذ بعد سقوط “الاتحاد السوفيتي”، والثاني ضرب الثورة السورية ونصرة نظام الاستبداد التي ترى فيه الوسيلة لتأمين مصالحها.

.

وفيما يتعلق بوجهة نظره حول مؤتمر الرياض المزمع عقده أكد  المعارض الكوردي أنه رغم عدم ترشح أنباء ومعلومات مفصلة وواضحة عن المؤتمر لكنه لا يعتقد أن هناك إشكالية وذلك انطلاقاً من متابعته لعشرات المؤتمرات والاجتماعات المعارضة في العديد من العواصم العربية والإقليمية والأوروبية والآسيوية، موضحاً أنه في حال كان اجتماع الرياض يهدف كما أُعلن إلى اختيار وفد لمحاورة النظام حسب قرارات فيينا 2 فإن الأمر سهل جدا ولن يأخذ إلا بضع ساعات من الوقت، أما إذا كان من أجل توحيد “المعارضات” فلن يفلح أبدا.

.

وأضاف السياسي الكوردي أن أهم الدروس التي استقوها من فشل كل الاجتماعات السابقة عبر أعوام هو أنه لا يمكن النجاح إذا لم تتولى لجنة تحضيرية سورية مهمة الإعداد والتنظيم والدعوات وصياغة جدول الأعمال ومشروع البرنامج السياسي وتحديد الحضور، بعكس ما هو متبع بقيام دول مانحة بتوفير التغطية المالية عبر وكلاء، وهم بدورهم يدعون من يرغبون بمقاييس آيديولوجية-حزبية– شللية، مشيراً إلى أن الإخوان المسلمون برعوا في مهنة عقد الاجتماعات.

.

ماضياً في القول أنه بخصوص اجتماع الرياض المفترض، فالأمر أعقد بأضعاف، لأنه هناك ثلاثة قوائم متناقضة قدمتها مخابرات روسية وأمريكية وخليجية، إضافة إلا أن التصعيد الروسي الأخير موجه لنسف اجتماع الرياض أو تقزيمه أو تحويل الرياض 1 إلى دمشق 1 مثلاً.

.

وحول رأيه بالتوتر القائم بين الروس وتركيا أوضح الزعيم الكوردي أن التوتر بين روسيا وتركيا هو تجسيد على أرض الواقع لمرحلة الصراع الخارجي على سوريا، بعد أن كان خلال أعوام الصراع في سوريا حول التغيير والحرية والكرامة، مشيراً إلى أن هناك أسباب عديدة للمواجهة بين البلدين حول المصالح والنفوذ، وبعضها حول الاقتصاد، وبسبب العداء التاريخي بين روسيا وحلف الناتو، موضحاً أن السوريين يعتبرونها منازلة بين طرف داعم لنظام الأسد، وآخر يعلن أنه صديق للشعب السوري ويؤيد شعار إسقاط نظام الأسد رغم وجود ملاحظات حول التفاصيل.

.

وحول نظرته إلى مستقبل المنطقة الكوردية قال  السياسي  الكوردي إن الحالة الراهنة للوضع الكوردي لا يبشر بأي أمل، مشيراً أنه لن يكون في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب أي دور فاعل للكورد حول مصير سوريا ومستقبلها مادامت الغلبة للأحزاب والمسلحين، فالأحزاب المسيطرة منها والمهزومة في حالة احتراب وعداء وهي قد خنقت الحراك الشبابي والوطني المدني الثوري الكوردي منذ أمد، كما أنها لا تحمل أي برنامج واضح حول مصير الكورد في ظل الثورة السورية.

.

 وفي معرض حديثه لشبكة كوردستريت وفي نفس الاطار قال  إن المصيبة الكبرى هي أن خلافات أحزاب المجلسين مصطنعة تتناول القشور، والتزاحم حول المواقع والنفوذ، وتنطلق من مصالح الآخرين، وليس من مصالح الشعب الكوردي السوري، بعد أن فقدت عوامل الاستقلالية القومية والوطنية وإرادة الانطلاق من الشخصية الوطنية الكوردية السورية المستقلة، مضيفاً أن أحزاب المجلسين لم تعد تأبه بإرادة الشعب ومصالحه وطموحاته بقدر ارتباطها بالخارج، والاستقواء بالقوى الإقليمية والدولية، والاستعداد للمضي حتى لدرجة عرض الموقف والخدمات والبندقية في البازار، ليس من موقع القوة بل الضعف، ومنحه لمن يدفع أكثر.

.

واختتم الزعيم الكوردي حواره بأنه ونتيجة تلك الأسباب والوقائع السلبية فإنه لا مفر أمام الكورد السوريين إلا بمراجعة الوضع، وإعادة البناء، والالتفاف من أجل عقد المؤتمر الوطني الجامع من غالبيتهم الصامتة، ومنظمات مجتمعهم المدني، والحراك الشبابي، والمستقلين، وقواعد الأحزاب، لصياغة البرنامج السياسي الذي يخدم المشروع الوطني الكوردي المتجدد المكمل لمشروع كل السوريين، وانتخاب قيادة كفوءة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك