من المتهم بحرق المكاتب والمنابر الإعلامية في ظل توجيه الاتهام إلى الإدارة الذاتية من قبل الصحفيين؟

تقارير خاصة 28 أبريل 2016 0
من المتهم بحرق المكاتب والمنابر الإعلامية في ظل توجيه الاتهام إلى الإدارة الذاتية من قبل الصحفيين؟
+ = -

كوردستريت – كدر أحمد

برزت ظاهرة إضرام النار في المكاتب السياسية والإعلامية خلال الأيام القليلة الماضية في المنطقة الكوردية الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”حيث تم إضرام النار منذ عدة أيام كان في مكتب المجلس الوطني الكوردي في مدينة “كركي لكي”، ومساء الثلاثاء الماضي في مقر إذاعة “آرتا إف أم” في مدينة عامودا، وقبل قرابة أشهر في مكتبة حركة الشباب الكورد في كركي لكي، وفي كافة العمليات تبقى الجهة مجهولة ويتم إغلاق الملف “ضد مجهول”.

.

ولمعرفة آراء الإعلاميين والكتاب حول هذه الظاهرة تحدثت شبكة كوردستريت الإخبارية مع عمر كوجري “نقيب صحفي كوردستان – سوريا” الذي أوضح أن الحرائق ليست بظاهرة أو ثقافة جديدة أو وافدة على الشعب الكوردي في كوردستان، فمنذ تسلم “سلطة الأمر الواقع للسلطة دون صناديق الاقتراع والوضع الأمني يعاني من اختلال واضح، وخاصة من طرف الأشخاص والفعاليات والأحزاب غير المنضوية تحت “كنف” الإدارة الذاتية”.

.

وأضاف كوجري أنه ومنذ خمس سنوات إلى الآن تتعرض مكاتب الأحزاب الكوردية للحرق، ودائماً الفاعل مجهول، ولم يسمع إلى الآن أن “الأسايش” التي “تدّعي” حمايتها وسهرها على أمن وممتلكات المواطن في المنطقة الكوردية بسورية ألقت القبض على عصابة تمتهن القتل أو السرقة أو الحرق على حد قوله.

.

وبحسب الكاتب الكوردي فإنه لا توجد شفافية أبداً في عمل “الأسايش” في متابعة هذه الحرائق المجهولة الفاعل، والملثمون المسلحون سينتشرون في كل مكان، ولا قوة تردعهم، مضيفاً أن هناك بسطاء من مؤيدي حزب” ب ي د” ينساقون بلا تعقل خلف عواطفهم التي يقوم بتغذيتها، وإيقاظها مكبوت الجريمة من خلال انطباعات وتصريحات بعض القادة في “الإدارة الذاتية”، فهم بتصريحاتهم” النارية” يخلقون أجواء التجييش والاستعداء خاصة لمناصري أحزاب المجلس الوطني الكوردي، وهذا ما يدفع بعض البسطاء لملاقاة هذا التجييش والتحشيد بمزيد من العنف والرغبة في التشفي وحتى القتل إن سنح الظرف المناسب وهو متوفر ضمن الوضع الحالي حسب قوله.

.

وأشار “كوجري” أن أي إعلامي مقيم في المنطقة الكوردية في سوريا، ويغرّد خارج سرب الإدارة الذاتية من المتوقع أن يتعرض للمضايقة وتصعيب وتقييد تحركه بدءاً من الاستدعاء” الأمني” وانتهاء بقطع الإصبع، والاعتقال وحتى حرق مكتبه أو كسر كاميرته، مشيرا بأن الإعلام الآخر في المنطقة الكوردية محارب بأسف شديد، معطياً أمثلة على ذلك “منع أسايش حزب ب ي د طباعة صحيفة “كوردستان” التي تتبع حزباً كوردياً، نفي الصحفيون الكورد إلى خارج وطنهم، وتعرض مبنى راديو آرتا إف أم للحرق” مختتما حديثه باستفهامات مؤلمة حول ما يحدث.

.

بدوره تحدث إبراهيم اليوسف العضو القيادي في “اتحاد الكتاب والصحفيين الكورد” مستفسراً عن الفرق بين من يحرق منبراً إعلامياً أو ثقافياً أو معرفياً أو من يحرق إنسانا، ومضيفا أن متابعته لمحطات عدة في مسيرة ثقافة “الحرق” التي يقوم به بعض منهم بات يرضع من الحليب المسموم بثقافة الحقد حقيقة، موضحا أن أي حرق واقعي كوردي رأوه منذ انطلاقة الحراك الشبابي في”قامشلو” من أمام “جامع قاسمو” مروراً بحرق محال السيد عبدالله بدرو واغتيال ثلاثة من فلذات كبده، أو إجراء محرقة عامودا أو تل غزال، وهكذا بالنسبة لحرق منازل آل شيخ نعسان في عفرين وكتابة عبارات التخوين على جدرانهم، ودون أن ينتهوا بسلسلة مكاتب الأحزاب التي يتم حرقها من قبل بعض الملثمين المجهولين” المعلومين” فإن صنيع هؤلاء ليس عفوياً، لأنهم جزء من “ماكينة” تحاول فرض قلة قليلة من الدخلاء على أبناء الشعب.

.

وأشار الكاتب الكوردي بأنه هو ما يتم “عملياً” وكان من نتائجه إفراغ المنطقة من أهلها، وإطفاء أي بريق لنيلهم الحرية بل والتأثير حتى على الثورة السورية من خلال إفساح المجال أمام النظام للتنفيس، منوهاً أن مقابل مثل هذا الحرق فإنهم يجدون حرقاً آخر، ألا وهو حرق الناس عبر وسائل الإعلام التي بات يمتلكها هؤلاء، نتيجة معادلاتهم الخاصة، وربما يبدأ ذلك من خلال “مافيات فيسبوكية مكتراة” كل منهم يعمل لهدف محدد، حيث مارسوا الكثير من الحرق بحق بعض الشخصيات المهمة، من غير وجه حق، في إطار الضغط عليهم، في موازاة مع المسدس “كاتم الصوت” أو معلنه.

.

واختتم العضو القيادي “اليوسف” حديثه قائلا إن هذه الثقافة، سيظلون طويلاً يعانون منها، وهي في الحقيقة “فايروس” ناخر في جسدهم، مشيرا أنه لابد من تشخيصه أمام الجميع، بكل ما يتطلب ذلك من جرأة، ومن دون أية مساومة، مهما كان ثمن ذلك حسب قوله .

.

يشار إلى أن كل من اتحاد الكتاب والصحفيين الكورد، ونقابة صحفي كوردستان – سوريا أدانوا هذه الأعمال التخريبية ببيانات صحفية.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر