الأنظمة العربية و كل من شرب من وعائهم و تشبع من فكرهم يتميزون عن غيرهم بأسوأ الأخلاق بالإضافة إلى صفة الغدر و الخيانة، و الخيانة تأتي عندما ينتشر خوف الناس من بعضهم البعض و لا يأتمنون لبعضهم و اليوم تعتبر أكثرية المعارضة السورية العربية من الذين يحملون تلك الصفات التي إشتهرت بها أمتهم، لأنهم لم يسالموا قوماً إلا و غدروا به فهم يوقعون على شئ و يضمرون في قلوبهم الغدر و الخيانة و بعدها ينقضون كل ما عاهدوا عليه، و كل من يحسن إليهم يسيؤون إليه و يرون ذلك من حقوقهم بدون خجل أو حياء و يحرمونه على غيرهم، و حادثة إجتياح داعش لمنطقة شنكال الإيزيدية و القرى المجاورة لها كان العرب من القرى المجاورة يدلون الإرهابيين على جيرانهم و أبناء وطنهم من الإيزيديين و كانوا يشاركون و بقوة الإرهابيين في إبادة(أبناء وطنهم) و سبي نسائهم و نهب أموالهم و ممتلكاتهم.
.
مهما كان خادم العدو وفياً و مخلصاً فهو بالنهاية يقوم بدور الخيانة لأن الذي يخون وطنه و شعبه كالذي يسرق ماله و مال أبيه و يوزعه على اللصوص و تكون نهايته صعبة لأن أبوه لن يسامحه على فعلته و لن يشكره اللص على خدمته لا بل و سوف يحاول القضاء عليه في أقرب فرصة ممكنة و بالتالي فإننا أمام واقع لا نستطيع الفرار منه إلا إذا تم استبدال الشعب بآخر و هذا مستحيل أو أن نلتزم الصمت و هذا يعتبر خيانة بحد ذاته على المبادئ و القيم و الأخلاق و الشعب و الوطن.
.
إن وجود الكورد في أحلاف لا يعطيهم المبرر في إلتزام الصمت و الحياد أو المطالبة بضبط النفس و المساومة على حقوقهم و الكورد هم أكثر حرصاً على الدولة و شكلها أكثر من الذين يدعون ملكيتهم لذلك البلد و نقصد به سوريا و نحن دائماً أول من ينادي بالحوار السياسي و البحث عن الحلول السلمية و منذ تشكيل جسم المعارضة السورية نعتبر أنفسنا جزءً منها و وقعنا وثائق من أجل الإعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكوردي و لو كان للكورد بعض التحفظات على بعض البنود و هذا يدل على أن الكورد حريصون على المضي قدماً بالتنسيق مع المكونات الأخرى الذي يشكل منه الشعب السوري، و لكن الطرف الآخر كان دائماً يبرز في مواقفه الغدر و الخيانة كما تعودنا عليهم و هذه ليست غريبة لدينا عندما يخرج رموز المعارضة السورية و الذين كان الكورد يعولون على مواقفهم الماضية في سبيل إنشاء جسور(المحبة) ما بين الشعب الكوردي و العربي و لكن سرعان ما سلكوا سبل الغدر و وسائل الخيانة تحت ذرائع التقسيم و الإستيلاء و هذه التبريرات من قوى المعارضة السورية أمثال الزعبي و كيلو و ماخوس و غيرهم الكثيرون الذي بينوا أنهم يبيتون الغدر للشعب الكوردي ما هي إلا تبريرات لمرآة عاكسة لضعف الإرادة لدى تلك القوى لإي حل للقضية الكوردية في سوريا و الإرادة التي تراهن عليها تلك القوى هو فتح أبواب الوطن على مصراعيه أمام الإحتلالات و التهليل للمحتلين نكاية بالكورد لأن أمثال هؤلاء غير مؤهلين لإدارة الوطن و تولي أمر شعب عانى الظلم لأن الإرادة التي قامت عليها الثورة السورية يجب أن يحفز هؤلاء تجار الأوطان على رفض الإحتلال أيضاً مهما كانت دوافعه و غاياته لأن الدوافع تتكئ على مبادئ راسخة و ليست على أهواء و مشاعر من السهل دغدغتها و تحريكها من قبل القوى الخارجية المحتلة و بالمناسبة فإن الذين يهللون للإحتلال التركي و يساعدونه لا يقلون نذالة من الغدارين الذين ينقضون الوعود و العهود مع شركائهم في الوطن لأن الإعلان عن كورديتنا و سوريتنا ليست بحاجة إلى شروط أو شهادات حسن السلوك من الذين كانوا حتى في الأمس من لاعقي صرامي النظام.
.
من يدعى حرصه على الوطن يضع كل إمكاناته في خدمة الوطن فعلاً و قولاً(المعارضة العربية) و لكنهم على العكس من ذلك، الذين يدعون الحرص على الوطن هم أول من إنقض على أموال الشعب و نهبها و جرى خلف المناصب و تناسى الوطن و الشعب و قد بانت اليوم نياتكم و حججكم الباطلة و إدعاءاتكم الزائفة التي تم إستغلالها من قبل البعض كإستثمار دماء شهداء الأهل و الأقارب في الإستيلاء على أكبر قدر ممكن من المكتسبات و هذا ما يجعلنا ننظر إليكم بعين الشك و الريبة لأنكم خطر كبير على مستقبل سوريا و أجيالها.
.
المعارضة العربية في سوريا هي من نتاج فكري بعثي ترتدي قناع المعارضة كوسيلة و أداة سياسية في سبيل حماية الفكر الشوفيني البعثي و مواجهة تطلعات الشعب الكردي في نيل حقوقه ضمن الدولة السورية، و هدف تلك المعارضة هو إظهار نفسها على أنها خط الدفاع الأخير عن العروبة و يسعون من خلف تلك الشعارات على أن تكون سلاحهم لكسب عطف شعبهم العربي لتكون لهم فيما بعد السلطة و المال و السياسة و العسكر.
.
مروان سليمان
مدرس في المدارس المهنية بالمانيا
11.09.2016