إبراهيم برو: قراءة في زيارة السيناتور الأمريكي غراهام في ذروة التهديدات للمنطقة .

آراء وقضايا 08 يوليو 2022 0
إبراهيم برو: قراءة في زيارة السيناتور الأمريكي غراهام في ذروة التهديدات للمنطقة .
+ = -

كوردستريت || آراء وقضايا 

بقلم إبراهيم برو 

في ظل الاضطرابات والتحديات التي تشهدها العالم ، وخاصة الحرب الروسية – الاوكرانية ولما لها من تداعيات على سياسة المقاربات والتحالفات وفق المعطيات المتوفرة والتطورات المرتقبة ، يعود الوضع السوري للتداول والاهتمام من قبل الساسة الأمريكيين ، فما صرح به السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام بأنه حث الكونغرس والرئيس بايدن للعمل لإيجاد حل في سوريا قبل فوات الأوان، وتأكيده بأن إحدى المناطق التي تستحق التركيز عليها هي شمال شرق سوريا.
فزيارة السيناتور الأمريكي للمنطقة وفي ذروة التهديدات وحالة القلق حول مستقبل مناطقنا في ظل التهديدات التركية ضد pkk و pyd من جهة ، وتفاهمات حزب الإتحاد الديمقراطي مع النظام من جهة أخرى ، يتطلب قراءة توقيت هذه الزيارة والتصريحات بشكل دقيق، فمنذ عدة أيام أقنعت أمريكا كلا” من السويد وفلندا بضرورة أخذ المخاوف التركية بشكل جدي تجاه حزب العمال الكردستاني والمصنف على قائمة الإرهاب الدولي ، مقابل قبول عضوية هذه الدول في الناتو ، فمن المؤكد أن أمريكا تراعي المصالح والمخاوف التركية في سوريا بدرجة كبيرة وبنفس الوقت تريد الحفاظ على قوات سوريا الديمقراطية كشريك في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ، ومن هنا يتحدث السيناتور الأمريكي بأهمية الإعتراف الأمريكي بمخاوف الأمن القومي التركي وانشاء منطقة عازلة بين تركيا وقسد .
لذا يأتي أهمية المجلس الوطني الكردي كإطار سياسي له إرث وتاريخ نضالي ويمثل الكرد في جميع المحافل الدولية المتعلقة بالوضع السوري ويتواجد على الأرض من خلال مؤسساته كالمجالس المحلية والمكاتب ويضم في هيكليته الفعاليات الكردية ومنظمات شبابية ونسائية والشخصيات المستقلة ، ووجود قوة عسكرية منظمة ( بيشمركة روج ) والتي يشهد لها بالتنظيم والانضباط والبسالة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ، ..كل هذه الأوراق والمحددات التي يملكها المجلس وبمشاركة حلفائه من مكونات المنطقة ، تمكنه من إدارة وحماية هذه المناطق، وهذا يتطلب جهود مكثفة وتحرك عاجل واستثمار التواجد الأمريكي وعلاقاتهم المميزة مع كل من تركيا وقسد على قاعدة أساسها التفاهمات السابقة منها الامريكية – التركية والروسية- التركية بابعاد المسلحين و تحت مسميات مختلفة PKK -YPG او قسد عن الحدود التركية – السورية .
ولضمان بقاء السكان في مناطقهم و تجنبا” من مآسي وهجرة جديدة ، وبالتالي خلق بيئة آمنة وطوعية لعودة المهجرين إلى مناطق سكناهم الأصلية بعيدا” عن عمليات النزوح والتغيير الديمغرافي .
يتطلب العمل وفق سياسات وتحالفات انطلاقا” من المصالح المشتركة بين شعوب المنطقة ، وليس بالتهديد والوعيد بمسميات المقاومة والتحرير لاستغلال عاطفة الناس كما يمارسه حزب الإتحاد الديمقراطي في ظل عدم وجود تكافؤ في القوة العسكرية والسياسية والمصالح الإقليمية والدولية ، وهذه السياسة التفردية والواهمة دفعت المنطقة إلى المزيد من الدمار والتفريغ من سكانها .

ان السبيل الوحيد لتجنب الكوارث ، يكمن في الحوار الجاد بين جميع الأطراف المعنية لإيجاد حلول يراعي مصالح المنطقة بكل مكوناتها ويؤمن الاستقرار والعيش والحقوق للجميع .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك