بقلم احمد قاسم / ” لقد كتبت مقالاً عند تقديم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إستقالته إلى رئيس الجمهورية لعدم تمكنه من تنفيذ مشروعه الذي أعلنه في بيانه لتشكيل الحكومة وسط تناقضات وتناحرات فاقت تصوراته الأولية.. عندها أبديت رأيي إستناداً على معرفتي المعمقة لحالة لبنان السياسي والإجتماعي التي لايمكن فصلها عن الحالة السورية والحرب الدائرة بين النظام ومن معه من القوى الإقليمية والمعارضة التي تسلحت من قوى إقليمية أيضاً لينتقل قرار سوريا “سورياً ” إلى قرار إقليمي ودولي, وبالتالي سيكون الصراع في لبنان بين القوى الرئيسية يتأثر تأثيراً مباشراً بالتطورات الأمنية والسياسية في سوريا تنفيذا لما يقرر في المطبخ الإقليمي والدولي… عندها أكَدْتُ على أن إستقالة حكومة ميقاتي ستلقي الترحيب من قبل حزب الله بعد أن قررت رئاسة لبنان الثلاثة قرار ” النأي بالنفس ” عن ما يجري في سوريا, وعدم التدخل في الصراع الذي بات يشكل خطراً حقيقياً على الوسط الإقليمي ” سوريا ” وهذا ما أدى إلى قطع الطريق قانونياً وشرعياً أمام قوات حزب الله للدفاع عن النظام السوري ومساندته عسكرياً على الأرض ضد قوات المعارضة.. وعليه توجه حزب الله إلى قبول إستقالة الحكومة والعمل على إستحالة تشكيل حكومة أخرى لإبقاء لبنان في حالة فراغ حكومي, والإبقاء على حكومة تصريف أعمال ليتمتع حزب الله بحرية الحركة سياسياً وعسكرية بمرونة من دون عوائق واكتراث لقرارات التي تعيقه. الآن يبدو أن رئيس جمهورية لبنان أكد على تشكيل الحكومة في وقتها التي حددت في 16\1\2014 قبل الإستحقاق الرئاسي لتجنيب لبنان لحالة فراغ دستوري, قد يؤدي إلى إنهيار الحالة الأمنية, وبالتالي ستشكل خطورة على وجود لبنان كدولة. وتنفيذاً لقرار الرئاسة في تشكيل الحكومة قد يكبل حركة حزب الله ووضعه في زاوية الحصار قانونيا وشرعياً, مما سيدفع بحزب الله إلى الذهاب نحو خلط الأوراق أمنياً من خلال عمليات الإغتيالات ضد شخصيات 14 آذار وخصوصاً من تيار المستقبل, لإرسال رسائل عدة باتجاه الرئاسات الثلاثة وتهديدها بالفلتان الأمني إن أصرت على قرارها وتنفيذه… وأن إغتيال محمد شطح اليوم هي رسالة واضحة موجهة لتيار المستقبل وفريقه للعودة عن قرار تشكيل الحكومة, وكذلك للبرلمان اللبناني على عدم إجتماعة تلبية لطلب رئيس الجمهورية قبل الإستحقاق الرئاسي للذهاب بلبنان إلى الفراغ الدستوري إنتقاماً من موقف الرئيس اللبناني تجاه الأزمة السورية, وكذلك العمل على خلق أجواء تتيح له ظروف التحرك بليونة من دون إعاقة من قبل حكومة المستقبل قد لاتكون في صالحة, وبالتالي عدم وجود حكومة” أنجع “من وجودها بالنسبة لحزب الله. ولا ننسى بأن الرسالة الرابعة كانت موجهة للحوار الإيراني ـ الأمريكي لتقوية المفاوض الإيراني, مفاده أن إيران ومحورها ليست في موقع ضعف لتتنازل عن إستراتيجيتها في المنطقة, وهي الأقوى من حيث قوتها للتأثير على الساحة الإقليمية, فعلى الولايات المتحدة وحلفائها القبول بالأمر الواقع الذي فرضه هذا المحور… أعتقد أننا سنرى تطورات تراجيدية على المستوى الأمني سورياُ ولبنانياً وبالإضافة إلى العراق التي تبدو ليست بأحسن حال من سوريا في المضمون , واعتقد أن لبنان ذاهبة إلى فراغ دستوري مما سيشكل خطراً حقيقياً يلقي بظلاله إقليمياً على المستوى الأمني, لفرض مشروع محور الإيراني في مؤتمر جنيف2, وإخضاع أمريكا لمشروع روسيا التي وقفت وبدون تردد إلى جانب النظام السوري. وفي المحصلة أعتقد أن المنطقة ذاهبة إلى مربع أكثر سخونة في الوقت الذي لم تكترث الأنظمة والمجتمع الدولي على حد سواء لمصالح الشعوب, وإن إضطهاد الشعوب في المحصلة مقدمة لإندلاع الثورات في وجه الطغات مهما عظمت جبروتهم. ——————————————- أحمــــــد قاســــــــم 27\12\