إن أنت أكرمت اللئيم تم ّردا …فعبثا نسعى

آراء وقضايا 17 يوليو 2019 0
إن أنت أكرمت اللئيم تم ّردا …فعبثا نسعى
+ = -

كوردستريت || مقالات

.

المحامي عماد الدين شيخ حسن

.
لطالما حرصنا نحن الكورد في سوريا أشد الحرص عن النأي بأنفسنا عن لغة و وتر و نغمة الإنتماء الفئوي في سوريا على حساب الإنتماء السوري العام ، على الرغم من كل ما تعرضنا له ماضيا و حاضرا من الفئات الأخرى و على الرغم أيضا من اتخاذ غيرنا لإنتمائه الفئوي ذاك
أولوية أولى فوق كل اعتبار و مقابل أي ثمن .
بدليل أن الكتلتين الكرديتين الرئيسيتين و هما حركة المجتمع الديمقراطي و المجلس الوطني الكردي باتتا للأسف حريصتان على وحدة التراب السوري و الاستبسال و التضحية من اجل ذلك أكثر بكثير من العرب أنفسهم و باقي الفئات ، بينما هذا الاخير بالمقابل كان ذلك في آخر حساباته و اعتباراته ، حيث دفعه إنتمائه السني أو العلوي أو المناطقي و ما الى ذلك الى جلب الشيطان
حتى و الاستعانة به للاستقواء على غيره و قهره و القضاء عليه .
بمثال بسيط ….هل ثمة ما بقي ما هو أبعد و أحط من أن تضع فئة من تسمي ذانها بالمعارضة نفسها بالكامل رخيصة في خدمة تركيا و مآربها و سياساتها لدرجة حمل الراية التركية و العمل تحتها .
و هل أيضا ثمة ما هو أكثر دناءة و قبحا من أن تهب الوطن بأكمله بشرا و حجرا و موارد و خيرات للروس و الايرانيين لمحاربة كل من يسعى لإفساد أجواء حكم العائلة إو الطائفة و ديمومة ذلك .

.
بالأمس القريب أصدر ما يسمى بالتجمع الوطني لقوى الثورة و المعارضة في الحسكة بيانا و أقام الدنيا و لم يقعدها لمجرد أن المجلس الوطني الكوردي استخدم في مناسبة أو عبارة ما مصطلح ( المناطق الكوردية ) ، فاعتبروها جريمة كبرى ، بينما التجمع ذاته باع الوطن بمن فيه لتركيا و سواها و سخر نفسه أداة قذرة لهم في محاربة الكورد و جلب الويلات على الوطن برمته ، فتلك
بطولة و وطنية و حلال عليهم ذلك .
سندا لذلك تثار جملة تساؤلات إهمها :
– إلى متى ستبقى أيها الكوردي السوري تحمل مسؤولية التضحية و الالتزام بالواجبات فقط ، دون التقدير و الإعتراف لك بأدنى حق ، بل المكافأة هي على الدوام إنكارك و القضاء عليك و محوك و التاريخ شاهد .
( الرصاصة الاولى ضد المحتل الفرنسي كانت من بارودة كوردي و كبار الثوار كانوا كوردا ، و اليوم الرصاصة الاولى في وجه كوردي سوري من بارودة محتل تركي بيد عربي سوري …فيا للمفارقة ) .
– إلى متى سيصيب الصداع رأس العربي بمعارضته و نظامه لمجرد لفظ مصطلح الكورد و الكوردية ، و الى متى سيصيبهم العمى عن عظيم جمائلك و سيبصرون كالصقور بالمقابل إبرة أخطائك و زلاتك .

.
– و أخيرا الى متى سنبقى ساذجين حمقى نتحمل كل هذا و نكون ملكيين أكثر من الملك و لا نلتف لحالنا و أحوالنا و مصالحنا طالما تيقننا مرارا و تكرارا من أننا إن اكرمنا اللئيم تمردا .
دمتم في رعايته

آخر التحديثات