منذ وصول حزب البعث الحاكم إلى السلطة راودَ وسعى المستبد منذ عقود لتفريغ المناطق الكوردية من السكان الأصليين من خلال سياسة الترغيب والترهيب لإمحاء الشعب الكوردي في سوريا وانصهاره في بوتقة القومية العربية من خلال منح الوظائف لأصحاب النفوذ الضعيفة ومنع التحدث باللغة الكوردية ومارس كافة أشكال الاضطهاد واعتقال والاستبداد وسياسة التهجير القصري و بمختلف أساليب وحرمان الشعب الكوردي من جميع الحقوق القومية والإنسانية في البلاد قرابة خمسة عقود الا أن أبناء الشعب الكوردي افشل جميع مخططات ومحاولات النظام الشوفيني من خلال تمسكهم وتشبثهم بالأرض الآباء والأجداد. الحلم الذي كان يتمناه النظام الأسدين الأب والابن في المناطق الكوردية وبخصوص ذلك جند آلاف عملاء وموالين ومندسين وصرف الكثير من المال والجهد والوقت لإحقاق مشروعهم البائس السيء الصيت كما اصدر مئات التعميم والقوانين والمراسيم لتنفيذ مخطط التفريغ حيال الشعب الكوردي التواق إلى الحرية والديمقراطية والسلام الذي يعيش على أرضه التاريخية ولم يدخر أي جهد تجاه الشعب الكوردي للقضاء عليه بشكل النهائي في سوريا الا أن النظام لم يصل إلى مبتغاه رغم محاولاته متكرر قبل الثورة السورية المباركة الذي شارك فيه الشعب الكردي دون أي تردد بعد اعلانه مباشرة بكل فعالياته السياسية والاجتماعية والثقافية . يبدو أن النظام في عصر الثورة نجح في إفراغ المناطق الكوردية في سوريا من السكان حيث استخدم نيابة عنه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لفرض الحصار الجائر والخانق على المناطق الكوردية وحرمانهم من كافة مقومات الحياتية من الماء والكهرباء ومنع وصول المواد الغذائية الضرورية والطبية إلى هذه المناطق منذ شهور عدة ولاسيما على منطقتي كوباني وعفرين, وفي الآونة الأخيرة قد زاد وتيرة الفظائع والمجازر حيث نحر المواطن الكوردي من كوباني في ناحية الشيوخ على يد عناصر الداعش الارهابية, كما منعوا المواطنين الكورد للوصول إلى مدينة كوباني والذي حدث مؤخرا مع الطلاب الشهادة الإعدادية عند عودتهم من حلب إلى كوباني (عين العرب) واعتقالهم على الطريق حلب كوباني من قبل الداعش عند مدينة منبج بحجج وذرائع بأنهم مقيمون في المناطق الذي يسيطر عليه حزب العمال الكوردستاني على حد زعمهم إنهم كفار ونصارى فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على السياسة الذي استنهج البعث الدكتاتوري عند استلامهم الحكم قبل العقود لإفراغ كوردستان سوريا من الشعب الكوردي, الأمر الذي تركت أثارها السلبية على حياة المواطنين الكورد مما اضطروا معظم أبناء المناطق الكوردية اللجوء إلى تركيا وكوردستان العراق رغم الظروف التراجيدية والمأساوية في تلك الدول وهذا ما خطط ورسم له النظام ويتمناه ويحلم به منذ زمن, من هنا يتوجب على القوى الكوردية السياسية القيام بمهامهم التاريخية تجاه الشعب الكوردي ولاسيما في ظل هذه المرحلة الحساسة والدقيقة الذي تمر به المناطق الكوردية من خلال العمل على التوحيد والتكاتف ورص الصف الكوردي لمواجهة الخطر والمؤامرات التي تحاك ضد الوجود الكوردي وخاصة بعد المهزلة الانتخابية الذي أقامتها النظام قبل أيام لم يعد هناك أي أفق للحل السياسي لكن يتطلب الحركة الكردية ايجاد مخرج لوقف الهجرة الممنهج ضد الشعب الكوردي , وفي سياق ذاته من الضروري أن تبادر المعارضة السورية بإعادة حساباتها ومواقفها وسياساتها التي يقتضي مصلحة الشعب السوري في الدولة ديمقراطية برلمانية تعددية لامركزية يتمتع فيها جميع أبنائها بحقوقهم وحرياتهم الأساسية، بما فيه الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، وفق القوانين والمواثيق والعهود الامم المتحدة والعمل على تظليل العقبات امام التقارب والتفاهم الكردي في هذا الوقت الدقيق و الحاسم من التاريخ الشعب الكوردي في سوريا ليكون بمستوى الطموح والتطلعات الشعب الكوردي في سوريا لمواجهة مؤامرات النظام الكيدية لتطهير الشعب الكوردي وطمس هويته القومية وإفراغ المناطق الكوردية من خلال سياسات وممارسات معد له من قبل النظام .