الحذاء ……..!! بقلم حسن كله خيري

آراء وقضايا 22 أبريل 2017 0
الحذاء ……..!! بقلم حسن كله خيري
+ = -

كوردستريت | مقالات |

الثقافة في أمة ما أو المجتمع ما هي تمثله بشكل مطلق، على كافة المستويات، ورقي الثقافي عندما يكون معدوماً، من البديهي رؤية زيادة كبيرة في سقطات قلمية تعبر عن غباء لا محدود، نابعة عن جهل وقلة الوعي ولا شك لها تأثير كبير على المجتمع على كافة المستويات و الفئات العمرية .

عندما يكون الجهل و سوء أستخدام العقل مسيطراً، لا داعي للنقاش كثيرا، لأننا لن نصل إلى نتيجة وسيكون هناك نتائج كارثية لن نرى نتائجها اليوم، وإنما في المستقبل وربما في قريب القادم، ناهيك عن سوء استخدام القلم، سوء أستخدام تكنولوجيا التواصل، انتشار الحروب الجهل التخلف الملاحقات ومناهج إيديولوجية المنحازة، كفيلة لجعل مجتمع منهاراً من كل شيء متفككاً من الداخل، سهل أختراق عقول أفراده .

على العموم المتجمعات الشرقية متطورة لحد ما، ومتخلفة إلى أبعد حدود نتيجة الأسباب التي ذكرناها، مجتمعات سوقية تحب التقليد، وقابلة للتعديل حسب الطلب السوقي، ومهما كانت النتيجة فلا يهم، الأهم هو التسويق. كل يوم نثبت لأنفسنا وللغير أننا متناقضون بين اليوم والأمس، نتعامل مع الإيجابيات والسلبيات على الحد سواء، سواء كانت لصالحنا ولصالح المجتمع لا يهم .

ومجتمنا الكوردي وأنا منهم تفكيرنا يصل لمدى محدد، نستطيع تجاوزه ببساطة، لكن نحن لا نريد ذلك، لأنه ببساطة الإيديولوجية تسيطر على حياتنا وهي تلعب دور الحاكم المطلق على كياننا، هي التي تأمر بالتكلم حسب الرغبة وحسب المصلحة التي ستعود بها علينا بمجرد أن نتكلم، وهي التي تنفي وهي التي تصدق وهي التي تكذب .

والحوادث التي نراها أمامنا، تحدث أمامنا كل يوم وأصبحت واقعا نتعايش معه بصورة يومية، وهي نتيجة طبيعية لما يعيشه الكوردي من واقع مأساوي ومعاناة يومية أثقلت كاهله من كل جوانب معيشياً وأمنياً، وأثرت بشكل كبير على مستواه الفكري والثقافي لا شك في ذلك، بسبب أنشغاله في تأمين حاجاته، نتيجة الحرب والبطالة وفقدان فرص العمل، انعدام الدراسة، ملاحقات تضييق الخناق على الشعب، الحصار المفروض وغيرها كثيرة .

وهذه الحادثة ليست الأولى في روج آفا، لا ننسى في الماضي القريب أحدهم عرض جزءاً من جسده للبيع من أجل سد احتياجاته المعيشية، لأنه ببساطة صوتك غير مسموع، معاناتك غير مرئية، وجعك غير محسوس . وبغض النظر أن كانت هذه الحوادث صحيحة أم لا، ومصادرها موثقة أم لا، فهذا الشيء موجود رغما عنا، لأنه لا يوجد أعلام صادق يسلط الضوء عليها، ليعيش المسؤول أو الذين جعلوا من نفسهم آلهة على الشعب، ولتؤكد وتوثق وجود هذه الحالات التي كثرت في مجتمعنا مع الأسف .

هكذا حوادث تزيل الأقنعة من وجوه مرتديها، تكشف الضمائر المزيفة، تكشف مدى الإستهتار، وتكشف مدى تغاضي النظر عنها، وعدم معالجتها، وإغلاق المنافذ التي تصدرها بزيادة الوعي تطبيق العدالة الفعلية، ترك الشعارات الخرافية التي لا تطبق على الأرض، وتوزيع الحصص وليس فقط فرض ضرائب الدخل وغيرها، ودعم الشبيبة في كافة المجالات وليس استخدامهم في الكسر والخلع والخطف والتشهير والتخوين،

ربما بفترة قصيرة نسبياً سنصل إلى درجة معينة من التطور الخدمي، لكسب الشعب في الحقيقة وليس فقط في جمعهم في مسيرة تأييدية أجبارية .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك