كوردستريت|| مقالات
.
ج 1-أطلقت ال knk احد أذرع ال pkk المبادرة بعد أن انتهى دور وظيفي محدد موكول للاتحاد الديمقراطي وهذا الدور يمكن اختصاره بـ:
1 – ضرب القوى الكردية المناهضة للنظام والمنخرطة في الثورة من احزاب ومنظمات شبابية ومنظمات مجتمع مدني.
.
2- التأسيس لصراع كردي عربي وتأليب الرأي العام السوري ضد الكرد.
3- حماية آبار النفط بمهمة حراسة لصالح النظام.
وبعد قرار الانسحاب الامريكي سيكون الاتحاد الديمقراطي امام خيارين لا ثالث لهما:
أ- الاستسلام للنظام بشكل كامل، وهذا سيشكّل فضيحة سياسية له رغم انه لا يعبأ لذلك كثيراً، وان كل ما يهمه هو الاحتفاظ ببعض من سلطته.
ب- او الدخول في مواجهة مع تركيا وتجرع مرارة الهزيمة النهائية.
امام هذه السيناريوهات المظلمة التي تنتظر الاتحاد الديمقراطي فإنه يبحث عن حبل نجاة، واعتقد هدف المبادرة تتلخص في:
– شرعنة كل جرائم الاتحاد الديمقراطي بحق الشعب الكردي في سوريا وباقي المكونات السورية.
– تعزيز دوره في مفاوضاته مع النظام للحصول على مكاسب سلطوية محددة ليس لها علاقة بالقضية الكردية او الوطنية السورية.
.
– تحويل أنظار المجتمع الكردي في سوريا عن هدفه الاساسي وهو النظام السوري كعدو رئيسي ومضطهد له ودفعه للبحث عن أعداء خارجيين وهي تركيا، واعتقد ثمة ادوار اخرى يتم اعدادها للاتحاد الديمقراطي تتلخص في تكليفه من قبل النظام السوري بخلق اضطرابات في تركيا والقيام بعمليات عسكرية فيها، والقيام بعمليات الاغتيال ضد المعارضين الكرد والعرب من سياسيين وناشطين الذين يختارهم النظام.
ج٢-لا أعتقد هناك أية ضغوط دولية على الاتحاد الديمقراطي بهذا الشأن، وان كانت هناك ضغوط دولية فهو لن يأبه لها لانه بالأصل لا يملك قراره وتاريخ العمال الكردستاني يشهد على رفضهم لأية شراكة مع الكرد بل بالعكس من ذلك قاموا بتصفية كل المخالفين معهم حينما استطاعوا ذلك، ولكن نتيجة الازمة الحادة التي يمر بها حزب العمال الكردستاني سواء عاى صعيد فرعها الضعيف في كوردستان العراق وإغلاق العديد من مقراته في السليمانية وضرب تركيا المستمر لقواعدها في قنديل
والانسحاب الامريكي غير المحسوب من شرق الفرات جعلهم في أزمة حقيقية يبحثون عن جسر للعبور عليه
.
ج٣-الاتحاد الديمقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، هذا الحزب الذي لايؤمن قط بالشراكة بل ان تاريخه يشهد على ان منهجه هو تصفية خصومه السياسيين من أفراد وأحزاب، ولو بقوة السلاح، وهذا ما جرى في كوردستان تركيا لذلك لاعتقد بوجود أية جدوى في الدخول في أية مفاوضات مع الاتحاد الديمقراطي بشكل منعزل عن الضمانات الدولية هذه الضمانات الدولية خاصة امريكا وفرنسا تعتبر ضرورية لإلزام الاتحاد الديمقراطي لتنفيذ الاتفاقيات التي يتم التوصل اليها لانه تنظيم معروف بعدم الإيفاء بتعهداته وعدم احترام وعوده واتفاقياته ومع توفر الضمانات الدولية هناك ضرورة توفر شروط ومناخات الدخول في هذه المفاوضات والذي سنذكرها لاحقاً.
ج٤-اذا كان هدف الحوار هو وحدة الصف الكردي، وأعدّل هنا الجملة بالقول وحدة الصف الكردي السوري وهذا يستوجب توضيح بعد المصطلحات والحقائق التي يجب ان تشكل الاساس التي يستند اليها مقدمات وحدة الصف الكردي.
معروف ان حزب العمال الكردستاني ينتهج فلسفة الأمة الديمقراطية تلك الفلسفة الديماغوجية التي لا يعرف معناها حتى أصحابها ونفس الشي للاتحاد الديمقراطي حيث تعتبر القضية القومية لديهم هي قضية متخلفة قد تجاوزها الزمن، وأنهم يعملون من اجل الأمة الديمقراطية بينما المجلس الوطني الكردي يدافع عن حقوق الشعب الكردي في سوريا في إطاره الوطني وهذا يطرح جملة من التساؤلات هي :
هل ان الاتحاد الديمقراطي يعتبر نفسه جزءاً من الحركة الكردية، واذا كانت الاجابة بنعم؟ ما هو برنامجه المعتمد من اجل القضية الكردية؟ واين موقع الأمة الديمقراطية؟
.
وهل ان الاتحاد الديمقراطي هو حزب كردي سوري ام جزء من العمال الكردستاني؟
ما موقف الاتحاد الديمقراطي من الثورة السورية ومن النظام السوري واين موقعه منها؟
هذه الاسئلة يستوجب الاجوبة عليها بكل شفافية والتي يجب فيها التاكيد على:
١- فك الارتباط الكامل بين الاتحاد الديمقراطي وبين حزب العمال الكردستاني وعلى كافة المستويات.
٢- اعلان الاتحاد الديمقراطي على انه حزب كردي سوري وإعلان برنامجه القومي والوطني الواضح بعيدا عن الفلسفات الديماغوجية.
٣- اعلان موقفه من النظام السوري باعتباره المضطهد والخصم والعدو الرئيسي للكرد والإعلان بوضوح عن موقفه من الثورة السورية.
٤- التعهد بعدم استعمال كورد سوريا لأجندات خارجية.
.
ان توفر هذه المستلزمات هو ضروري للتفكير ببدء الحوار مع الاتحاد الديمقراطي مع ضرورة توفر شروط الحوار وبيئته
والتي سنوردها في البند اللاحق.
ج٥-بعد توفير مستلزمات الحوار الواردة في البند السابق فان شروطا أساسية يجب توفرها للبدء بالحوار للتأكد من ان الاتحاد الديمقراطي نادم على ممارساته الارهابية بحق الكرد السوريين والمكوّنات الاخرى ولعدم تكرارها تحت اي ظرف ومن هذه الشروط:
١ – الاعتذار الرسمي والمعلن عن جميع الجرائم التي ارتكبها قوات الانحاد الديمقراطي بحق الافراد من خلال عمليات الاغتيال التي طالت الكثيرين منهم المناضلون الشهيد مشعل التمو ونصرالدين برهك وجوان قطنة وأبو جانتي وبونجق والعشرات غيرهم، والمجازر التي ارتكبها بحق الشعب الكردي من مجزرة عفرين التي ارتكبها بحق ال شيخ نعسان ومجزرة تل غزال ومجزرة عامودا وغيرها من المجازر، وكذلك عمليات الاغتيال السياسي والمجازر التي ارتكبها بحق باقي المكونات السورية شركاؤنا في الثورة والوطن، وتقديم مرتكبيها ومنفذيها والذين اصدروا القرارات لمحاكم محايدة مختصة (نعتذر عن عدم ذكر جميع الاسماء والمجازر لان القائمة طويلة واكتفينا بإيراد شواهد)
٢- الكشف عن مصير المختطفين والمفقودين لديهم ومحاسبة من ارتكب انتهاكات بحقهم.
٣- اطلاق سراح السجناء السياسيين، وطي ملف الإعتقال السياسي.
٤- السماح للأحزاب بممارسة نشاطهم السياسي ومن ضمنها فتح المكاتب دون تدخل وكذلك لمنظمات المجتمع المدني المختلفة للقيام بمختلف نشاطاتها دون عوائق
٥- التعويض عن الضرر الذي لحق بالأفراد والمجموعات نتيجة لانتهاكات الاتحاد الديمقراطي.
٦- السماح للمهجرين بالعودة بشكل آمن وعدم التعرُّض له تحت اي مبرر.
.
٧- اعلان إلغاء التجنيد الإجباري وتنفيذه فورا وتسريح من تم سوقهم للتجنيد تحت هذا البند.
٨- التسريح الفوري للقاصرين من الجنسين ضمن قواتهم المسلحة حتى المتطوعين منهم لان ذلك يتنافى مع لوائح حقوق الانسان ويعتبر من جرائم الحرب.
٨- السماح لقوات لشكرى روژ بالعودة الى كردستان سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي
ان توفر هذه الشروط مع مستلزمات الحوار، وبرعاية دولية قد تخلق الإجواء الإيجابية لحوار هادف وبناء.
ج٦-نعم ما ورد في البند السادس يجب ان يكون شرطا أساسيا للبدء بالحوار الى جانب ما ذكرته في البندين الرابع والخامس.
ج٧- بالتأكيد لا يمكن للطرفين الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي الادعاء بأنهما يمثلان كافة الشرائح الاجتماعية للشعب الكردي اذا لابد من اشراك الشخصيات الوطنية النافذة والفعاليات الثقافية والحقوقية والاكاديمية والإعلامية والاقتصادية ومختلف منظمات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية والنسائية التي لها وجود فاعل في المجتمع الكردي ضمن هذا الحوار وكجزء أساسي منه اذا تحقق مستلزمات وشروط البدء به.
ج٨-هذا التطور مرتبط بالمأزق الذي يعيشه الاتحاد الديمقراطي وكذلك حزب العمال الكردستاني لمحاولة كسب بعض الوقت لاعادة ترتيب اوضاعهم، وبما ينسجم مع طبيعة المهام الموكولة للاتحاد الديمقراطي، وليس نابعاً عن قناعة لهم بضرورة وحدة الكردية الذي هم ليسوا بالأصل جزء منها والدليل على تلك اللجنة المكلفة بالوساطة والتي ليس لها أية دور ولو بسيط عاى قرارات الاتحاد الديمقراطي .
وانما تستعمل للواجهة فقط
ج٩- انا شخصيا لا اثق بالاتحاد الديمقراطي، وهذا مرده ليس شخصياً، وانما لجملة ممارسات وسلوكيات الاتحاد الديمقراطي تجاه الكرد وقضيته وتجاه شركاء الكرد في الوطن السوري.
ج١٠-خروج الاتحاد الديمقراطي من الحياة السياسية والاجتماعية للكرد وبشكل نهائي والبحث عن اماكن اخرى لتنفيذ الأمة الديمقراطية او توفير المستلزمات والشروط الواردة في البند الرابع والخامس.
كلمة اخيرة:
.
يحق للمجلس الوطني الكردي الدخول في مفاوضات مع الاتحاد الديمقراطي ولكن لا يحق للمجلس التفاوض باسم ذوي ضحايا الاتحاد الديمقراطي من الكرد والعرب، وكذلك فليعلم المجلس كلما اقترب خطوة من الاتحاد الديمقراطي ابتعد خطوات عن القضية الكردية والقضية الوطنية السورية.
د عبدالحكيم بشار
8-1-2019