نورالدين عمر
.
بداية من حق الشعب الكوردي و في كافة أجزاء كوردستان الأربعة ان يقرر مصيره بنفسه كباقي الشعوب و الأمم و يكون له أرضه التاريخية و كيانه السياسي و أن يتوحد بمختلف الأشكال التي يراها مناسبا .و القضية الكوردية هي قضية شعب مظلوم عبر التاريخ ،قضية شعب يسعى إلى الحرية و التحرير من التبعية و التجزئة و هي قضية عادلة تمس الضمير البشرية ككل ، فالشعب الكوردي هو من الشعوب القليلة التي بقيا بدون دولة مستقلة رغم ان تعداده لا يقل عن 40مليون نسمة و منتشر فوق رقعة جغرافية تبلغ مساحتها بحدود 500الف كيلو متر مربع و لكن هذه الرقعة الجغرافية المعروفة باسم كوردستان و التي تعني( موطن الكورد ) مقسمة بين أربعة دول شرق أوسطية و اسلامية هي تركيا و إيران و العراق و سوريا عبر اتفاقية و مخططات دولية و إقليمية لعبت فيها مصالح الدول الاستعمارية دورها و لم يؤخذ مصالح الشعب الكوردي بالحسبان و كانت اخرها اتفاقيات سايكس بيكو و سيفر و لوزان .
.
و لم يتوقف نضال الكورد في سبيل حريته منذ أن كانت كوردستان مقسمة بين الإمبراطورية العثمانية و الصفوية و حتى بعد تقسيمها الرباعي فقد اندلعت ثورات و انتفاضات انتهت بالسحق و المجازر و التهجير و التدمير و السلب و النهب من قبل الأعداء ، فمطلب الحصول على الحقوق و العدالة و التحرير و العيش بحرية و عدم قبول بالاحتلال متجذرة في الشعب الكوردي و هو شعب لن يتخلى عن نضاله حتى تحقيق الحقوق المشروعة و العيش بكرامة .
و النضال التحرري الكوردي شاهد تقلبات و تغيرات و بسبب جملة من العوامل و الظروف الموضوعية و الذاتية فالمطالبة بدولة مستقلة و من ثم المطالبة بالحكم الذاتي او جملة من الحقوق السياسية و الثقافية او المطالبة بالفيدرالية و الكونفدرالية و غيرها من المطالب كلها كانت بسبب الظروف المتعلقة بالقضية الكوردية و متعلقة بسياسات الإنكار و الأمحاء التي اتبعتها الدول و الحكومات المغتصبة لحقوق الشعب الكوردي و كذلك بقدرة الحركات الكوردية السياسية التي كانت تعاني عبر تاريخها من أخطاء و نواقص جمة .
.
و بدون الدخول في تفاصيل التاريخ الكوردي هناك في المرحلة الحالية جملة من الظروف و العوامل التي تؤثر على مسار القضية الكوردية و يمكن الاشارة إليها بهذا الشكل :
.
1- الدول الاربعة التي تقسم كوردستان تنتهج سياسات معادية لتطلعات الشعب الكوردي و انتهجت حكوماتها على مر تاريخها سياسات الامحاء و الانكار بحق الشعب الكوردي و اذا استثنينا العراق حاليا فان الدول الثلاثة الاخرى ( تركيا-ايران – سوريا )لا تعترف بأي حقوق سياسية خاصة للكورد . و هي جميعا ضد استقلال كوردستان بما فيها العراق الذي يعترف بإقليم كوردستان الجنوبية اقليم فيدرالي .
.
2- رغم وجود حوالي 20مليون كوردي في كوردستان الشمالية الخاضعة لدولة التركية و تضم هذا الجزء الذي يشكل نصف مساحة كوردستان تقريبا حوالي 20محافظة كوردية و لكن الدولة التركية لم تعترف بأي حقوق سياسة خاصة بالشعب الكوردي حتى الان رغم كل ادعائتها بأنها مستعدة لعملية السلام و لكنها لم تخطو اي خطوة جدية لاعتراف الدستوري بالهوية الكوردية. و كانت الجمهورية التركية تنتهج سياسات الامحاء و الانكار بالبشع الصور ضد الشعب الكوردي و حتى بداية التسعينات من القرن الماضي كان كل شي يتعلق بالكورد و الثقافة الكوردية ممنوعة في تركيا و لكن بعد التسعينات حدث نوع من الانفتاح و لم يعد التحدث عن الكورد يشكل جريمة و تطورت بعض الأمور الإيجابية نتيجة تصاعد النضال التحريري الكوردي في شمال كوردستان .و لكن ما تزال الحكومات التركية على سياساتها السابقة بدون تغير جوهري و لا ترضى حتى الان بأدنى الحقوق المشروعة لشعب الكوردي فنهيك عن الاستقلال حتى الحقوق الثقافية لا ترضاهاو تراها خطرا على وحدة أراضيها .
.
و قد بدأ الكورد تحت قيادة حزب العمال الكردستاني الذي تأسس في عام 1978 بنضال اتخذ شكل الكفاح المسلح و حرب الكريللا اعتبارا من 15اب عام 1984 عندما بدأ الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني و الذي سمي وقتها قوات تحرير كردستان HRK بتنفيذ أول عملياتها العسكرية ضد قوات الجيش التركي و اشتدت الاشتباكات و توسعت في معظم مناطق كوردستان الشمالية و كان من أهداف حزب العمال الكردستاني إقامةدولة كوردية مستقلة توحد الكورد و لكن و بعد مرور أكثر من 15عام على النزاع المسلح اقتنعت قيادة حزب العمال الكردستاني أن حل المسالة الكوردية تحتاج إلى وسائل جديدة من الكفاح مغايرة او مكملة للكفاح المسلح و خاصة بعد أسر الزعيم الكوردي عبد الله اوجلان و اعتقاله في نيروبي و تسليمه إلى السلطات التركية، و قد استطاع اوجلان عبر مرافعاته العديدة في المحاكم التركية و محكمة حقوق الانسان الأوربية و عبر رسائله التي كانت تصل إلى الخارج أجرى تغيرات جذرية في بنية و في برامج و خطط حزب العمال الكردستاني .اي بمعنى حاول اوجلان إقناع الأتراك و دول الجوار ان هدف الكورد هو الحصول على حقوقهم المشروعة و ليس تقسيم البلدان .
.
3- الجمهورية الاسلامية الإيرانية لا تختلف سياستها جوهريا اتجاه الشعب الكوردي عن سياسات تركيا و قد تكون أبشع منها في بعض النواحي .و رغم ان الكورد شاركوا في الثورة ضد شاه لكن حكومةالجمهورية الاسلامية تنكرت للحقوق الكورد عندما استلمت الحكم و قويت شوكتها و هاجمت على كوردستان الشرقية و احتلتها مجددا و لم تعترف بأي حقوق دستورية للكورد و لم تقبل باي نوع من أنواع الحكم الذاتي او اللامركزي في كوردستان رغم ان عدد الكورد يتجاوز ال 10 مليون نسمة و يشكل الأغلبية في عدة ايالات (أقاليم ) .و الاحزاب و الحركات الكوردية في كوردستان الشرقية كانت على الدوام باغلبيتها تطالب بحقوق الكورد في صيغة الحكم الذاتي او الفيدرالية او الادارة الذاتية و لم تصل الى المطالبة بالانفصال و تاسيس دولة مستقلة رغم ان حلم تاسيس الدولة الكوردية تراود الاغلبية المطلقة من ابناء الشعب الكوردي .
.
4- الوضع في العراق و كوردستان الجنوبية تختلف بعض الشيء فمن المطالبة بالاستقلال تم الاتفاق بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الحكومة العراقية على صيغة الحكم الذاتي في عام 1970 و كانت خطوة باتجاه الاعتراف بحقوق الكورد رغم تنصل الحكومات العراقية بعد ذلك، و شهد الصراع الكوردي مع الحكومات العراقية فترات دموية ارتكبت فيها مجازر بحق الشعب الكوردي مثل قصف المدينة الكوردية حلبجة بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا و حملة العسكرية التي سميت بحملة الأنفال و التي كانت من نتائجها تدمير و حرق الالاف من القرى و البلدات الكوردية و قتل حوالي 200الف من السكان الأبرياء بطرق و أساليب بشعة .و بعد هزيمة القوات العراقية أمام قوات الاميركية و التحالف الذي تشكل من أجل إخراج القوات العراقية من الكويت اندلعت انتفاضة الجماهير الكوردية و التي أدت إلى تحرير معظم المناطق و المدن الكوردية و لكن القوات العراقية شنت هجوم واسع على كوردستان و احتلت معظم المناطق الكوردية مرة أخرى و كان من نتائج تلك الهجوم نزوح معظم السكان و فرارهم نحو دول الجوار هربا من بطش الطاغية المقبور صدام حسين.
.
و فرض على معظم مناطق كوردستان و بقرار من مجلس الامن منطقة حظر الطيران من اجل حماية المدنيين من بطش الطاغية و القوات العراقية نتيجة تلك النزوح المليوني و عاد الشعب الكوردي إلى مناطقه و بلداته تحت حماية طيران التحالف الذين فرضوا المنطقة الآمنة و منعوا القوات العراقية من التقدم اتجاه محافظات دهوك و هولير و سليمانية و تشكلت إدارة كوردية شبه مستقلة في كوردستان الجنوبية و استمرت رغم الصراع بين الحزبين الكورديين حزب الديمقراطي الكوردستاني و الأتحاد الوطني الكوردستاني حتى سقوط الطاغية المقبور صدام حسين. بعد ذلك تم الاعتراف رسميا بإقليم كوردستان كاقليم فيدرالي في دولة العراق الاتحادية .
.
5-اعتبر الجزء الغربي من كوردستان جزء من الدولة السورية بعد اتفاقية سايكس بيكو عام 1917 و لم يتم الاعتراق بحقوق الشعب الكوردي في الدولة السورية منذ استقلال سوريا و حتى الان. يبلغ حاليا عدد الكورد في غربي كوردستان و بعض المدن السورية الاخرى بحدود ثلاثة ملايين و نتيجة سياسات الشوفينية و التعريب اصبح مناطق الكوردية منفصلة عن البعض و تم إخلاء قرى كوردية و أسكن قبائل عربية في مناطق الكوردية و تم منع اللغة الكوردية و فرض القيود على الثقافة الكوردية و منع تشكيل الأحزاب الكوردية و اعتبر الدولة السورية جزء من الوطن العربي و كل سكان بما فيهم الكورد مواطنين عرب و حرم قسم الباقي من الكورد من حقوق الجنسية على غير وجه حق . تأسس أول حزب كوردي في غربي كوردستان عام 1957 و لكن السلطات السورية سرعان ما منعت نشاطه و زج بقياداته في السجون بحجة انه يدعوا إلى الانفصال و تشكلت بعد ذلك أحزاب كوردية كثيرة تتلخص معظم اهدافها في تحقيق الديمقراطية لسوريا و تأمين الحقوق السياسية و الثقافية للكورد. و بعد اندلاع الثورة السورية في آذار عام 2011 استطاع الكورد في غربي كوردستان تشكيل ثلاثة مقاطعات للإدارة الذاتية رغم عدم حصولها حتى الان على اي اعتراف من النظام السوري و كذلك لم تحصل على اي اعتراف دولي. و لكنها بتشكيلها الحكومات و الإدارات و القوات العسكرية أكدت انها قوة أساسية في الصراع الدائر بسوريا .
>
6- رغم ان كافة الأحزاب و الحركات الكوردية و في الاجزاء الأربعة متفقة مبدئيا على عدالة القضية الكوردية و على حق الشعب الكوردي أن يقرر مصيره بنفسه و لكن معظم تلك الأحزاب و الحركات الكوردية لا تدعوا إلى تأسيس دولة كوردية مستقلة في برامجها و أهدافها السياسية و اقوى تلك الأحزاب و الحركات كحزب العمال الكردستاني و حزب الديموقراطي الكوردستاني و الأتحاد الوطني الكوردستاني لا توجد حاليا في برامجها تاسيس دولة مستقلة على الاقل بشكل علني و هي تسعى كمعظم الاحزاب و الحركات الكوردية الاخرى الى تحقيق مزيدا من الديمقراطية و الفيدرالية او الادارة الذاتية .
.
القسم الثااني
….
– لم تستطع القوى الكوردي حتى الان إنجاز تحالف وطني قوي على مستوى كوردستان ككل فالمؤتمر الوطني الكوردستاني رغم انه إحدى أمنيات الشعب الكوردي لكن القوى الكوردي السياسية لم تتفق حتى الان على صيغة توافقية لإنجاز هذا الاستحقاق و لا يملك الكورد حتى الان هيئة او مرجعية على المستوى الكوردستاني تمثل الكورد في العالم ،أيضا ليست هناك قوات عسكرية كوردية مشتركة و ليس هناك تنسيق من النواحي السياسية و الدبلوماسية و ما تزال الخلافات الفكرية و الأيديولوجية عائقا أمام خلق قوة سياسية – عسكرية كوردية تمثل الكورد ككل .
.
8- لعبت الثورات في البلدان العربية او ما سميت بالربيع العربي تأثير في مسار القضية الكوردية و اعطتها دفعا قويا ففي غربي كوردستان شكل الكورد طليعة الثورة السورية بمظاهراتهم السلمية التي امتدت من ديرك إلى عفرين و مع تحول الثورة السلمية إلى نزاع مسلح استطاع الكورد الاستفادة من ضعف قوات النظام و تحرير مناطقهم باغلبيتها و تشكيل قوات عسكرية لحمايتها و إنشاء و تأسيس ادارات ذاتية مؤقتة و لكن معادات المعارضة السورية لتطلعات الشعب الكوردي و أخيرا هجمات التي شنها تنظيم الدولة الاسلامية -داعش على المناطق الكوردية و خاصة هجومها على كوباني و احتلالها لمئات القرى و تهجير العشرات الالاف من الأبرياء و مجابهة القوات الكوردية لهذه الهجمات بشكل قوي لم يتوقعه الكثيرين من المراهنين على سقوط مدينة كوباني بيد عناصر الدولة الإرهابية و ازدياد حدة الاشتباكات في المدينة أدى إلى تدخل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى جانب مقاتلي الكورد ضد عناصر داعش المهاجمين و تم الضغط على تركيا من اجل قبول مرور البشمركه من أراضيها لدفاع عن مدينة كوباني التي أصبحت رمزا عالميا لدفاع عن الأرض و في النهاية اصبحت كوباني كأول مدينة تندحر فيها داعش على يد وحدات حماية الشعب و بمساعدة من قوات اليشمركه و طيران التحالف الدولي، بعد أن سيطرة على مساحات واسعة من الأراضي و المدن السورية و العراقية .
.
9- قبل هجوم داعش على كوباني كان عناصره قد وسعوا من نطاق سيطرتهم على مناطق واسعة من سوريا و العراق و أصبحت محافظات كاملة تحت سيطرتهم و لم يجابهوا بمقاومة جدية و خاصة في محافظة نينوى التي سقطت بدون مقاومة ، و قد أيقنت قيادة داعش انها قادرة على احتلال اية منطقة كانت ، فشنت هجوما على المناطق الكوردية في كوردستان الجنوبية بدأتها بمناطق شنكال التي سقطت فعلا بدون مقاومة و تشرد المئات الالاف من الكورد الايزيديين و أصبحت المئات من النسوة الايزيديات سبايا حرب همجية تشنها دولة الإرهاب و الإجرام باسم الدين لاحتلال كوردستان و لم تكتفي بذلك بلا شنت هجمات قوية على على اغلب محافظات كوردستان الجنوبية بما فيها عاصمة الاقليم هولير و احتلت مناطق واسعة قبل أن تقهقر على يد القوات الكوردية من البشمركه و فصائل الكوردية الاخرى التي هبت لدفاع عن كوردستان و خاصة قوات الدفاع الشعبي و وحدات حماية الشعب و بمساندة قوية من طيران التحالف الدولي التي دكت معاقل التنظيم الإرهابي و بدأت العديد من دول العالم ترسل مساعدات عسكرية و أسلحة للكورد الذين كانوا يحاربون الإرهاب باسم العالم . و رغم الخلافات العقائدية و الفكرية لكن اغلب الفصائل و الاحزاب الكوردية توحدت ضد هجمات داعش و كان من الممكن ان تكون هذه الهجمات الوحشية سببا في تقارب الكورد أكثر و لكنها عمليا لم تترجم إلى تشكيل قوات كوردية مشتركة و لم تستطع الحركات الكوردية ان تصل إلى تأسيس مرجعية كوردية حقيقية .
.
10- كل المطالب الكوردية بما فيها المطالبة بالحقوق السياسية و الحكم الذاتي و الاداراة الذاتية و الفيدرالية و الكونفدرالية تخدم في النهاية القضية الكوردية من أجل وصول الكورد على كامل حقوقهم المشروعة بما فيها اقامة كيان او دولة مستقلة كاملة السيادة .و لكن الكورد يعيشون في جغرافية تتمازج فيها الثقافات و قد اختلط الكورد مع الترك و الفرس و الازريين و العرب و الاشوريين و الأرمن و غيرهم من الشعوب ، و السياسات الشوفينية و العنصرية من التعريب و التتريك و إنكار الحقوق و منع كل ما يتعلق بالثقافة الكورية بما فيها منع اللغة هي ممارسات تتحمل مسؤوليتها حكومات دكتاتورية و رجعية و ليس شعوب المنطقة التي تعرضت هي الاخرى لأساليب و ممارسات منافية للديمقراطية من قبل حكومات و أن كانت بنسبة اقل من مما تعرض له الكورد . و لذلك فإن حقوق الكورد و تطور القضية الكوردية متعلقة أيضا بتطور الديمقراطي في البلدان التي تغتصب كوردستان من غير وجه حق . و هذا يعني ان الكورد و كل القوى الديمقراطية التي تطالب بالتغير في خندق واحد ضد الانظمة الديكتاتورية التي تضطهد الكورد من جهة و تعرض شعوبها لكل الممارسات المنافية لديمقراطية .
.
11- لكل جزء من كوردستان ظروفها الخاصة و كل الهجمات الإعلامية تحت ستار القومية و الدولة القومية هي هجمات لا تخدم القضية الكوردية و هي فقط تخدم بعض التيارات و الجهات الحزبية و أعتقد ان من واجب الأحزاب الكوردية و خاصة التي تتمتع بشعبية و قاعدة جماهيرية واسعة ان تتكاتف و تنسق جهودها في سبيل الهدف الأسمى و هو حق تقرير المصير لشعب الكوردي الذي يتكفله كافة المواثيق الدولية و بناء مجتمات ديمقراطية تحترم حقوق الانسان . و لا اظن أن يكون هناك قوة كوردية تنكر حقيقة كوردستان او تشك بعدالة القضية الكوردية او تعادي حق تقرير المصير و لكن لكل قوة اساليبها و أفكارها و اعتقاداتها و علينا تقبل بعضنا و التقرب من بعضنا بدل التناحر و التهجم على البعض و مثلما مرا كوردستان الجنوبية من مرحلة الحكم الذاتي إلى الفيدرالية و من ثم إلى شبه استقلال فقد يمر أجزاء أخرى من كوردستان أيضا بظروف تشبه او تختلف بعض الشيء عن كوردستان الجنوبية.
.
و أخيرا حلم الدولة الكوردية او حصول الكورد على حقوقهم المشروعة كاملة سيصبح في يوم ما حقيقة سيتقبلها العالم أيضا و لكن لن يكون ذلك إلا عبر النضال الصعب و القاسي و التي ربما تحتاج إلى مزيدا من تضحيات ،و القيادات الكوردية في حال تكتفها و إيجادها لأفضل السبل ستحقق تلك الآمال و المطالب مع الشعب و الجماهير بأقل الخسائر و التضحيات .
.
و نحن شعب نستحق أن نعيش مثل كافة الشعوب المتحضرة في دولة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان و تعيش فيها كافة المواطنين و من كل الجنسيات و القوميات و الأعراق و الطوائف بدون تميز .