منذ التاريخ والكرد يتعرضون للإضطهاد والقمع والظلم ورغم ذلك لم يرفعوا راية الأستسلام لإحد بل ناضلوا وكافحوا ضد الأستبداد لإيمانهم بإن الحرية والسلام هي خيار العيش المشترك بين الشعوب.
.
قرأنا تاريخنا جيدآ وأيضآ قرأه عدونا ولكننا لم ندرك قيمة الذين ناضلوا لإجل قوميتهم إلا بعد فوات الأوان ففي كردستان سوريا وبالأخص منطقة الجزيرة مارس النظام سياسة شوفينية ودبلوماسية بعض الشيئ ففتح الطريق أنذاك آمام الشيوعية لتتوغل إلى داخل العشائر الكردية وأستطاعت أن تمرد الأبن على أباه والأخ على أخاه والفلاح على صاحب الأرض والعامل على صاحب العمل بحجة تحسين معيشة الفقراء والمساواة ودون أن يعلم أحد أن هذه سياسة مخططة لضرب وحدة الصف الكردي ونزع الفتن بينهم وبالفعل نجحوا في ذلك ومع كل أسف كنا أدوات نجاحهم وأصبحنا نتحرر من قيود العشائر قبل أن نفهم ماذا تعني الحرية وظننا أننا كنا أسرى العادات والتقاليد ولم نعلم أن بعض العادات والتقاليد لتلك العشائر هي الأصالة بحد ذاتها وهي التي حافظت على قوميتنا من خلال الأحترام المتبادل والأخلاق بين الكرد في تلك المنطقة .
.
تبقى العشائر الكردية هي السند والدعم لإي ثورة حقيقية وخير مثال على ذلك ثورة البرزاني الخالد الذي بقي صامدآ رغم كل المؤمرات لإن العشائر كانت تدعمه وتحتضنه وما زالت تلك العشائر هي السد المنيع آمام الأعداء وهم الذين ما زالو يحاربون داعش بكل تضحية وأخلاص ضمن صفوف البيشمركة البواسل وحتى في كردستان سوريا كانت العشائر تدعم ثورة الأب الخالد لإن الأحزاب فشلت فشلآ ذريعآ نتيجة عدم قدرتها على ممارسة الديمقراطية من خلال تنظيماتها وأنتخاب قيادات قادرة على أتخاذ القرار دون تبعية لإحد ووضع أهداف القضية آمامهم والكفاح والنضال في سبيل تحقيق ولو جزء بسيط منها ولكن هيهات أن يفعلوا ذلك وآما العشائر فكانت وما زالت تنحني آمام الطبقة المثقفة وحتى السياسية النزيهة وتدعمها وتدعم المناضلين دون تمييز وبوجود هذه الطبقة الواعية المثقفة والقومية يصبح التلاحم واقعآ ويكون المستقبل مشرقآ آمام الجيل الصاعد من الشباب لبداية الطريق إلى شمس الحرية .
.
زيد سفوك