العنف ضد المرأة الأسباب والنتائج
كوردستريت||المجتمع
.
.
المرأة كرّم اللهُ المرأة في كلّ الدياناتِ السماويّة: الإسلاميّة، والمسيحيّة، واليهوديّة، وذلك من خلالِ التعامل معها على أساسِ الرحمة واللين، ونبذ العنف والقسوة في تعاملِها مهما اختلفت وتعدّدت أوجه العنف، كالتمييز، والظلم، والاضطهاد، والاعتداء اللفظيّ، أو الماديّ، وما يتسبّبُ عنه من مشاكل نفسيةٍ واجتماعيّةٍ كبيرةٍ، وفي هذه المقالة سنقفُ على أسبابِ العنف ضدّ المرأة والنتائج المترتّبة على ذلك.
.
[١] أسباب العنف ضد المرأة تتعدّد الأسباب التي تؤدّي إلى تعنيفِ المرأة واضطهادِها، ومن هذه الأسبابِ ما يأتي:
.
[٢] الثقافة: تعتبرُ ثقافة المجتمع السائدة من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى ظهورِ العنف ضدّ المرأة، ويتمثّلُ ذلك في جهل أفراد المجتمع بحقوق المرأة وطريقة معاملتها، بالإضافة إلى التفاوت الكبير في المستوى الثقافي بين المرأة والرجل، وما يترتّب على ذلك من اختلاف طريقة التفكير، خاصّةً عندما تكون الدرجة العلميّة والثقافية للمرأة أعلى من الرجل، فإنّ هذا يخلق حاجزاً في نفس الرجل، يدفعه لهزمها وتجريحها كلّما وجد فرصةً مناسبةً لذلك.
.
المرأة: عدم معرفة المرأة بحقوقِها وشرعيّة مطالبها يعدّ من أكثرِ الأسباب التي تساعدُ الرجل على العنف، بالإضافة إلى مقابلة تعنيف الرجل لها بالتسامح والسكوت، اعتقاداً منها أنّه سوف يتغيّر، لكن النتيجة تكون عكس ذلك، فسكوت المرأة يفتح المجال أكثر للرجل، فيتمادى أكثر في إيذائها خاصّةً إذا لم يكن لديها طرفٌ قويٌّ يدافع عنها، وتلجأ إليه عند الحاجة، ويردع الرجل.
.
التربية والتنشئة: تعتبرُ التربية والبيئة التي نشأ فيها الشخصُ عاملاً قويّاً في تشكيلِ العنف لدى الشخص، خاصّةً إذا كانت تلك البيئة قائمةً على العنف، فمشاهدةُ الطفل للعنف الأسريّ وهو صغير، وإشباع بيئته وتربيته بالعنف يجبل شخصيّته على العنف، ويتخذه وسيلةً للتعبير عن آرائه، وللدفاع عن نفسه عندما يكبر، لأنّه يرى أنَّ ما كان يفعله والده صحيحاً، حتى لو كان ضدّ أمه، بالإضافة إلى العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، والتي تعزز المفهوم الذكوريّ، وتميّز الرجل عن المرأة، وذلك من خلال تحديد دور المرأة في المجتمع، وإعطاء المساحة الأكبر للرجل، عدا عن الأمثال الشعبيّة التي تتغنّى بهيمنة الرجل وجبروته، وتدعو إلى الخنوع والتذلّل للرجل، وكسب رضاه بأيّ وسيلةٍ كانت.
.
عوامل اقتصاديّة: يعتبر المستوى الماديّ للرجل في بعض الأحيان سبباً للعنف ضدّ المرأة، فأحياناً تدنّي مستوى الرجل الاقتصاديّ يؤثّر على نفسيّته، ويسبّبُ له مشكلاتٍ نفسيّةً متعدّدة، كالغضب السريع، والصراخ، وغيرها من المشكلات التي قد تؤثّر على علاقته مع زوجته، وتدفعه إلى التعامل معها بعنفٍ بدلاً من النقاش والحوار، حيث يشكّل العامل الاقتصاديّ 45% من حالاتِ العنف المسجّلة ضدّ المرأة.
.
نتائج العنف ضدّ المرأة يترتّب على العنف ضدّ المرأة نتائج عديدةٍ، سواء على المرأة أو على بقيّة أفراد أسرتها، ومن هذه النتائج ما يأتي:[٣] تخلّي المرأة عن عواطفها الإنسانيّة، وانعدام ثقتها بنفسها، وما يترتّب على ذلك من فقدان قدراتها الذاتيّة. اضطراب حياة المرأة، وعدم تمكّنها من القيام بدورها في الأسرة والمجتمع.
.
القلق والترقب الدائم، وانعدام الشعور بالأمان والراحة.
تولّد عقدة لدى المرأة تتمثّل في كره الرجل، والخوف منه، واعتباره سبباً في كلّ المشكلات التي تمر بها. إصابة الأطفال ببعض المشاكل النفسيّة، مثل: الاكتئاب، والعزلة، وعدم الرغبة في التواصل مع أفراد الأسرة والأصدقاء. تكوّن شخصية عدوانية للأطفال، وذلك من خلال المبادرة بالعنف في التعامل مع الآخرين، وعدم الالتزام بالقوانين المدرسيّة أو العامة في البلاد، بالإضافة إلى عدم احترام أنفسهم، وزيادة قابليّتهم للانحراف، وانجاذبهم للأعمال السيّئة.
.
تشتّت الأسرة وضياع أفرادها، وانعدام الاحترام والتواصل فيما بينهم، بالإضافة إلى اختفاء المشاعر الحميمة في معاملاتِهم، واستبدالها بالقسوة والاستبداد، واستخدام القوّة في التعبير عن الرأي