كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا بعنوان “حماقة حرب روسية جديدة في أوكرانيا”.
وتقول الصحيفة “بالكاد انتهت المحادثات بين المندوبين الروس والغربيين الأسبوع الماضي قبل أن يبدأ ما وصفه مسؤول أمريكي بـ ‘قرع طبول الحرب’ بالتردد. وتعرضت أوكرانيا لهجوم إلكتروني شل ما لا يقل عن 10 مواقع حكومية.
وعلى الرغم من أن الهجوم لم يتم ربطه بشكل قاطع بموسكو، إلا أن الولايات المتحدة حذّرت من أنها رأت علامات تدل على وجود جهات فاعلة روسية تستعد لعمليات ‘رسالة كاذبة’ في أوكرانيا يمكن استخدامها لتبرير التدخل الروسي”.
وتضيف “تواجه أوروبا احتمالية حقيقية للتصعيد، بدءا من الجهود شبه السرية والمختلطة التي تبذلها موسكو لزعزعة استقرار أوكرانيا إلى الغزو الشامل”.
وترى الصحيفة أنه عندئذ “سيكون من الصعب تجنب الاستنتاج بأن فلاديمير بوتين بدأ محادثات الأسبوع الماضي بالفشل، كذريعة للتدخل المسلح الذي كان عازما على إطلاقه طوال الوقت”.
وتشرح الصحيفة “يخشى بعض المسؤولين الغربيين من أن الرئيس الروسي الذي كان يوازن المخاطر بحذر قد أصبح أكثر خداعا من أي وقت مضى، ولا يلتفت إلا لدائرة ضيقة تغذي تحيزاته. ويفتقر حكم بوتين الشخصي إلى الضوابط والتوازنات حتى في أواخر الحقبة السوفيتية. قد تكون مناشدة العقل، إذن، غير مجدية”.
وتضيف: “ومع ذلك، فإن تجدد العمل العسكري ضد أوكرانيا سيكون خطوة أكثر خطورة من أي خطوة اتخذها بوتين خلال 22 عاما كزعيم رئيسي لروسيا. سيؤدي ذلك إلى فرض عقوبات غربية يمكن أن تلحق أضرارا أكبر بكثير من تلك التي فرضت بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وأثارت صراع الدونباس في عام 2014. ويتعرض الرئيس لضغوط في الداخل بعد سنوات من انخفاض الدخل. في حين أن الكرملين قد يشعر بأنه نجح في تحمل الإجراءات العقابية التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الإجراءات قيدت النمو والاستثمار الأجنبي الذي ثمة حاجة ماسة إليه”.
وتعتبر الفايننشال تايمز أنه “حتى اليوم، قد لا يكون الجيش الأوكراني الآن الأفضل تدريبا وتجهيزا ليضاهي القوة الجوية والأسلحة الثقيلة التي يمكن أن تنشرها روسيا. ومع ذلك، كان الدرس المستفاد من ثماني سنوات أنه حتى المناطق الناطقة بالروسية في أقصى شرق أوكرانيا لم تسقط بسهولة في حضن روسيا. وسوف يقوم الأوكرانيون في الغرب بمقاومة أكثر شراسة وعنادا”.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها: “قبل كل شيء، رسخ العدوان الروسي في عام 2014 أكثر من أي حدث منذ الحرب العالمية الثانية الشعور الأوكراني بالهوية والسيادة. لقد رجحت أغلبية كانت متشككة في السابق لصالح الانضمام إلى الناتو. والتدخل الجديد من قبل روسيا من شأنه أن يرسخ الغضب الأوكراني لأجيال”. (بي بي سي)