المشروع الإنتهازي …. من المستفيد؟

آراء وقضايا 10 ديسمبر 2022 0
المشروع الإنتهازي …. من المستفيد؟
+ = -

كوردستريت || آراء وقضايا 

أكثر من عشرات الفصائل المسلحة تأسست في ظل الحراك السوري من أجل التغيير في مرحلة جديدة قبل الجدل الكبير و الواضح بين من يحب وطنه و من إنقلب عليه، حتى الفقراء الذين غلبت عليهم السذاجة دخلوا تحت عباءة الأحزاب و الفصائل المشاركة في السلب و النهب و القتل و السبي، و قد نجح النظام و إلى جانب تلك الفصائل في زرع بذور التفرقة و زرع طاعون الطائفية لتستفيد منها. و هذا أثر سلباً على الحراك السياسي داخل المنطقة بشكل عام لأن العزف على الوتر الديني و الطائفي هو ما يهم الناس و الإستماع إلى الغيبيات و الخطابات الرنانة الكاذبة التي تحرك مشاعر الناس في الإتجاه الغلط و تبقى الأمور السياسية جانبية بالنسبة لهم و التيكانت تهدف بالأساس إلى بعض الترميمات و الإصلاحات على مقاس كل حركة سياسية أو حزب سياسي كان يعتبر نفسه معارضاً (مثالاً الأحزاب الشيوعية) التي كانت بعثية أكثر من البعث و في أول فرصة لها أصبحت من أتباع السلطة و النظام السوري و قمعت الشعب و فسد عناصرها الذين وصلوا إلى المراكز. و أما اليوم و بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب الدائرة في سوريا بين جميع أطياف الشعب السوري فإزدهرت أنواع أعمال أخرى في الظاهر و لكنها عبارة عن تسلية سياسية في الباطن و فيها تم الترويج للبعض على أنهم قيادات سياسية تاريخية و تم فرضهم على المعارضة و الآخرى قيادة دينية (واعية) قصيرة اللحى و تعددت وجوهم المزخرفة في سوق الكساد السياسي و عملوا على جعل كل شئ مناسبات وطنية تعويضاً لما فاتهم في الزمن الغابر من السلطة الديكتاتورية و أصبح الجميع عبارة عن عناصر عسكرية يبحثون عن العمل في الأسواق العسكريةبحثاً عن وطنيتهم الضائعة لكسب موطئ قدم لهم أو رفع صفة الفشل عنهملكي يظهروا أنفسهم على أنهم رجال المرحلة( شخوص المعارضة مثالاً) و في الحقيقة فإن غالبيتهم من المحكومين بأجندات خارجية و كلما كبر مقامهم و إنتفخت بطونهم تدخل داعميهم من أجل تخليصهم من عملية النفخ و تنزيل المقام و ذلك بفبركة مسرحية من المسرحيات و الإقتتال فيما بينهم و على كمية دماء الأبرياء يثبت كل طرف ولائهم أكثر للدولة التي تدعمه و هكذا يعودون إلى نقطة الصفر في كل مرة و حتى الأموات و القتلى تصبح من الإنجازات لهذا و ذاك لأن أبطال المسرحيات بيادق يعاد ترتيبهم حسب حاجة الأنظمة الأقليمية ما دامت المعادلة تستند على أولوية القوة المفرطة على السياسةالهادئة.

أصبحت الحركات العسكرية و السياسية في سوريا بغالبيتها تشكل علاقة جدلية فيما بينها من أجل استمراريتها و بقائها على قيد الحياة فيتغذون على بعضهم البعض كما تتغذى الطفيليات من برك الماء العفنة و يتقاتلون فيما بينهم من أجل أن يكسب كل طرف شعبيته من الفقراء و المساكين و ليكسب رضى الأسياد، إنها ثقافة من لا ثقافة له لأن ثقافة المنطقة هي كلها عبارة اساطيرو خرافات و قصص خيالية و تقديس كل شئ وهوما جعلت من هذه الثقافة المحكية(الكلامية القصصية) و نقلها من جيل إلى آخر في موقع المشكوك فيها و عدم واقعيتها و إظهار كذبها يوم بعد يوم بأكثر من وضوح و لكن مع ذلك يبقى النفاق سيد الموقف فيتم الإستيلاء على ثقافات الآخرين و ينسبونها لأنفسهم و يبيحون لأنفسهم كل شئ و لكن غير مسموح للغير بالدفاع عن النفس في الوقت الذي يتم القتل و السبي و النهب و السلب.

فكما أن البعض غير مهتم باستحقاقات المرحلة و لا يهمه ما يقع عليه و على قومه من ظلم و استبداد فإن الكثير منهم يلجأ إلى إظهار أنفسهم في شكلبروتوكولات رسمية في مناسبة و غير مناسبة  و خاصة إذا كان لديه إعلام و يملك دوراً للنشر أو من خلال وسائل التواصل الحديثة على شكل مهرجاناتفارغة المضمون و لكنه يظهرها بالإنجازات فيهتف الأتباع و المريدين بكلمات من ثقافة اللاثقافة و يتم فرز شعارات ذهنية و أساليب جديدة لتمجيد الأشخاص قد تعيش معنا لمدة طويلة من الزمن للتعبير عن ذواتهم الجريحة أو المنفصلة و هنا يأتي دور المثقف الذي يجب عليه غرس الثقافة و لكن نجدالغالبية العظمى منهم الإنتهازيين يلجأون إلى كنف الأمر الواقع خوفاً من المستقبل و لكي لا يكونوا ضحية الموقف يجعل من نفسه خادماً لثقافة التمجيد و الهوسة الشعبية و يقرر الهروب من أسباب الموت(المبدأ و الموقف الصح) إلى رمي نفسه في برك الماء العفنة( الأنظمة المستبدة و الحركات الإرهابية) و من هنا نشأ بمثابة حلف بين المثقف الإنتهازي و بين مجاميع القوى المتقاتلة سواء بتخطيط أو بشكل عفوي و هو ما يصعد الموقف أكثر و يجعل من تلك الطفيليات أن تطفو على سطح الماء لأنها تنبت من غير جذور و تترنح يميناً و شمالاً مثلما يفقد الكاتب بوصلته فيضع نفسه في خدمة ظالميه و لكن بإرادته الحرة. و لذلك لم يبق من بينهم سوى الذين قاموا بالتخريب.

مروان سليمان

السلك التربوي- المانيا

10.12.2022

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك