كوردستريت (رويترز) – قصفت المدفعية والطائرات السورية يوم السبت المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في دمشق في حين ناشد معارضو الرئيس بشار الأسد الولايات المتحدة تزويدهم باسلحة متطورة. ووعدت واشنطن المعارضة بمساعدات عسكرية غير محددة.
واحجمت القوى الغربية في السابق عن تسليح المعارضة السورية ناهيك عن امدادها بصواريخ متطورة مضادة للطائرات قد تصل لايدي متشددين إسلاميين في صفوف المعارضة يدينون بالولاء لتنظيم القاعدة.
وقال سالم ادريس قائد الجيش السوري الحر -الذي مني بنكسات في الأسابيع القليلة الماضية- لرويترز ان قواته تحتاج بشكل عاجل لصواريخ مضادة للطائرات والدبابات وفرض منطقة حظر طيران.
وبعد اجتماع مع مسؤولين امريكيين واوروبيين قال ادريس “لكن اصدقاءنا في الولايات المتحدة لم يبلغونا بعد انهم سيمدونا بالاسلحة والذخيرة.”
وقال مصدر مطلع على الاتصالات الامريكية مع المعارضة ان من المحتمل ان تشمل الاسلحة التي سترسلها الولايات المتحدة قذائف صاروخية وقذائف مورتر خفيفة واسلحة الية.
وحذرت روسيا حليفة دمشق التي تعارض بشدة التدخل العسكري الخارجي من أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت من الأردن.
وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي “لا ينبغي ان تكون خبيرا كبيرا كي تدرك أن ذلك سينتهك القانون الدولي.”
وقال دبلوماسيون غربيون يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس اقامة منطقة حظر جوي في سوريا ولكن البيت الابيض ذكر في وقت لاحق ان هذه الخطوة ستكون أكثر صعوبة وتكلفة مما حدث في ليبيا وان الولايات المتحدة لا تجد لها مصلحة وطنية في المضي قدما في هذا الخيار.
ولا تملك المعارضة وسائل تذكر للتصدي لسلاح الجو السوري وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن المقاتلات والمدفعية قصفت حي جوبر يوم السبت حيث تنشط المعارضة على اطراف وسط دمشق.
وتابع ان المدفعية الثقيلة تقصف مقاتلي المعارضة في محافظات حمص وحلب ودير الزور.
وقال مسؤول تركي يوم السبت إن 71 ضابطا سوريا بينهم ستة من كبار الضباط فروا إلى تركيا في أكبر انشقاق جماعي عن قوات الجيش خلال شهور.
وتقول الأمم المتحدة ان المعارك في سوريا اودت بحياة 93 الفا على الاقل بينهم مدنيون ومقاتلون وان متوسط عدد القتلى في العام الماضي بلغ خمسة الاف كل شهر.
ويوم الخميس قال مسؤول امريكي ان الرئيس باراك اوباما سمح لأول مرة بارسال اسلحة للمعارضة في سوريا بعد ان اعلن البيت الابيض انه يملك دليلا على ان الحكومة السورية استخدمت الاسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة.
ورحب ابو نضال من جماعة احرار الشام المعارضة بالمساعدة الامريكية ولكنه شكك في مدى فعاليتها.
وقال في محادثة عبر موقع سكايب “اشك في ان يسهم وصول الاسلحة في تحول كبير في ميزان القوة لصالحنا. قد يسهم في التصدي للهجمات التي شنها النظام في الأونة الاخيرة.”
وفصيل ابو نضال ليس جزءا من الجيش السوري الحر الذي قررت واشنطن ان ترسل الاسلحة اليه ولكن ابو نضال ذكر ان الجانبين يقاتلان جنبا إلى جنب مضيفا “لسنا على خلاف مع الجيش السوري الحر الآن. نقاتل معا.”
وابدت مصادر اخرى في المعارضة تشككها في نوعية وكمية الاسلحة التي سترسلها الولايات المتحدة.
ويساور القوى الغربية القلق خاصة من ارسال صواريخ أرض جو التي تطلبها المعارضة لصد هجمات القوات الجوية الحكومية نظرا لامكانية استخدامها ضد طائرات الركاب.
ومنذ اندلاع الانتفاضة في مارس آذار 2011 طالبت الدول الغربية الأسد بالرحيل لكنها لم تلجأ للقوة مثلما فعلت في ليبيا بسبب خطورة محاربة دولة لديها جيش قوي وتعج بالانقسامات الطائفية وتدعمها ايران وروسيا.
لكن تحول ميزان القوى فيما يبدو لصالح الأسد خاصة بعد وصول الاف من مقاتلي حزب الله من لبنان جعل الاطاحة السريعة بالرئيس السوري مستبعدا بدون تدخل اجنبي.
ولكن موشى يعلون وزير الدفاع الاسرائيلي لمح الى أن ميزان القوة قد يتحول لصالح الطرف الاخر رغم سيطرة الجيش السوري على بلدة القصير المعقل السابق للمعارضة قرب الحدود اللبنانية.
وقال يعلون “انتصار بشار الأسد في القصير ليس نقطة تحول في الحرب الاهلية في سوريا. لا اعتقد ان لديه قوة الدفع لتحقيق النصر.”
وقال يعلون الذي يزور واشنطن “يسيطر على 40 بالمئة فقط من الاراضي السورية.”
وتابع في بيان “يشارك حزب الله في القتال في سوريا ومني بخسائر بشرية فادحة في المعارك .. على حد علمنا أكثر من ألف